الجمعة، 13 ديسمبر 2024 10:51 م

نواب لجنة الطاقة يحللون سبب تراجع البترول.. سحر: أوروبا تريد عرقلة العرب.. بركات: يوفر لمصر 40 مليار دولار.. غلاب: يصب فى صالحنا.. ونشوى الديب: يجب إعادة النظر فى دعم الوقود للمصانع الكبرى

أسعار النفط فى "بورصة البرلمان"

أسعار النفط فى "بورصة البرلمان" أسعار النفط فى "بورصة البرلمان"
الأربعاء، 13 يوليو 2016 10:28 ص
كتب أيمن رمضان
ظل النفط منذ اكتشافه وبدء استخراجه فى منتصف القرن التاسع عشر، متربعًا على عرش الاقتصاد والتجارة، ويقود قاطرة العالم الضخمة نحو التقدم والنمو، سواء الدول الصناعية التى تدور ماكيناتها الضخمة لتصنع وتنتج وتبتكر، أو الدول التى تتمتع باحتياطيات كبيرة من "الذهب الأسود"، ويسّر لكثير من الدول التحكم فى حركة التجارة والاقتصاد فى العالم، ومنحها سطوة ونفوذًا على كثير من الدوائر والمجالات، وربما لهذا سعت الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول الكبرى للسيطرة على المناطق التى تضم الاحتياطات الأكبر من البترول، وفرض نفوذها عليها وضمان تأمينها، ومن رحم هذه الأهمية والسطوة التى يوفرها البترول، ومحاولات السيطرة على منابعه وتحجيم مقدراتها، تشكلت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، التى تضم 12 دولة من أكبر منتجى النفط فى العالم، لتنظيم هذه السوق العالمية المهمة وتنسيق المواقف وأرقام الإنتاج تحقيقًا لأكبر جدوى اقتصادية واستراتيجية.

مجلس النواب (1) copy

شهدت أسعار الذهب الأسود ارتفاعات متتالية وقفزات ضخمة منذ اكتشافه، متأثرًا بالحالة السياسية العالمية، إذ ارتفعت قيمته بقدر كبير عقب الحرب العالمية الثانية، وظل فى تزايد مستمر دون تراجع، ولكن فى الربع الأخير من العام الماضى بدأ التراجع، وظل فى مسيرة الهبوط حتى الآن، بشكل ملحوظ وكبير وغير مسبوق على مدى تاريخه، ليصل سعر البرميل حاليًا إلى 40 دولار أمريكى فقط.

وكعادة الأحداث الجسام، تكون خيرًا على قوم وشرًّا على غيره، أو "مصائب قوم عند قوم فوائد" كما يقولون، إذ للمرة الأولى تشهد الموازنات العامة لبعض دول الخليج، التى عاشت عقودًا من الترف والبذخ بفضل الذهب الأسود، عجزًا غير مسبوق فى الموارد، قاد بعضها إلى الاقتراض، وعن أسباب هذه الأزمة ومسلسل التراجع المستمر فقد أرجع أعضاء لجنة الطاقة والبيئة بالبرلمان أسباب تدنى أسعار النفط إلى الحسابات السياسية بين بعض الدول لضرب الدول العربية، فيما أكد البعض الآخر أنها مسألة وقت وستتعافى الأسعار، ولكنها لن تعود إلى أعلى مستوى حققته وهو 110 دولارات للبرميل.

عصام بركات: تراجع أسعار النفط عالميًا يوفر على مصر 40 مليار دولار


فى البداية قال النائب عصام بركات، وكيل لجنة الطاقة والبيئة بالبرلمان، إن الشعب المصرى لم يشعر بانخفاض أسعار النفط العالمية، نظرًا لعدم بيع الدولة للمستهلك بالأسعار العالمية، ولكنها تدعم الأسعار، وهذا يساعد الدولة بعض الشىء فى مخصصات الدعم ولا يطال المستهلك، مشيرًا إلى أن هذا الانخفاض ساهم فى توفير قرابة 40 مليار جنيه من مخصصات الدعم للمحروقات فى الموازنة الجديدة.

وأضاف "بركات" فى تصريح لـ"برلمانى"، أن دول العالم المتقدمة، ومن يسير على نهجها، تقدم الديزل والبنزين بمختلف أنواعه لمواطنيها بالأسعار العالمية، متابعًا: "لذلك تجد فى فرنسا وألمانيا وباقى الدول الأوروبية والأمريكية أسعار المحروقات متغيرة بشكل يومى وفقًا للأسعار العالمية".

ولفت وكيل لجنة الطاقة بالبرلمان، إلى أن مصر فى مقابل استفادتها قد خسرت فى جانب مقابل، وهو تراجع أسعار بعض مشتقات الغاز، متابعًا: "كنا نصدر بعض مشتقات الغاز بـ900 دولار أمريكى، والآن تراجع الرقم إلى 350 دولارًا، ما يعنى أننا تأثرنا بالسلب، ولكن ليس بمستوى حجم الاستفادة من تراجع الأسعار".

وأرجع "بركات" أسباب تدنى أسعار النفط عالميًا إلى عوامل سياسية من قبل بعض الدول المنتجة، نظرًا لحسابات كبرى فيما بينها وبين دول أخرى، مشدّدًا على أن الأسعار ستبدأ بالتعافى أواخر العام المقبل، ولكنها لن تصل إلى أعلى مستوى حققته فى السنوات القليلة الماضية.

حمادة غلاب: تراجع الأسعار يصب فى صالح مصر ويوفر العملة الصعبة


من جانبه، قال النائب حمادة غلاب، وكيل لجنة الطاقة والبيئة، إن تراجع أسعار النفط عالميًا، لتصل إلى مستوى 40 دولارًا للبرميل، أمر يصب فى صالح مصر، كوننا دولة مستهلكة ومستوردة للذهب الأسود، إضافة إلى أنه يوفر عملة صعبة للبلاد، خاصة فى ظل الأزمة الاقتصادية التى تعانى منها القاهرة الآن، مشدّدًا على أن هذا الانخفاض لن يستمر طويلًا، وسترتفع أسعار النفط مرة أخرى، ولكنها لن تعود إلى ما كانت عليه فى أعلى مستوى لها عندما بلغ سعر البرميل 110 دولارات.

حمادة غلاب copy

وأضاف "غلاب" فى تصريح لـ"برلمانى"، أن هذا الهبوط يتسبب فى خسائر للشريك الأجنبى العامل فى مصر، نظرًا لتكاليف البحث والاستكشاف والإنتاج المرتفعة، مختتمًا تصريحه بالقول: "صراحة التراجع أمر يرهق الجميع، ولكن فيه إفادة لمصر".

سحر عتمان: أوروبا تريد عرقلة الدول العربية المنتجة للبترول


فى السياق ذاته، قالت النائبة سحر عتمان، عضو لجنة الطاقة والبيئة، إن تراجع أسعار النفط عالميًا يعود للدول الأوروبية التى تتحكم فى ذلك، والتى تهدف إلى عرقلة بعض الدول العربية التى تعتمد بشكل كامل على إنتاج الذهب الأسود، إضافة إلى ظهور اكتشافات كبرى فى مختلف بلدان العالم، لافتة إلى أن ذلك لن يؤثر على مصر فى شىء، كونها دولة مستوردة للخام وليست منتجة له، بل وتعتمد على قطاعات أخرى مثل السياحة والزراعة ونشاطات غير ذلك.

سحر عتمان

وتوقعت "عتمان" فى تصريح لـ"برلمانى"، أن تشهد مصر طفرة كبرى فى كل القطاعات بعد 4 سنوات من الآن، مشدّدة على أننا سنكون دولة مصدرة فى عديد من القطاعات، وسنُرشّد استيرادنا بشكل كبير، نظرًا للسياسات التى تسير بها الدولة المصرية والمشروعات العملاقة التى تعمل على إنشائها خلال الوقت الراهن.

نشوى الديب: يجب إعادة النظر بدعم الوقود للمصانع الكبرى


بدورها، طالب النائبة نشوى الديب، عضو لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، بضرورة إعادة النظر فى دعم المحروقات الموجه للمصانع الكبرى، وبالأخص مصانع الأسمنت، إضافة إلى السيارات الفارهة التى تحصل على دعم لا تستحقه، متابعة: "لا يحدث ذلك فى كل دول العالم، ولا بد من إعادة النظر فى كل أشكال الدعم، وبالأخص الصناعات الكبرى".

نشوى الديب - دائرة امبابة ( copy

وأضافت "الديب" فى تصريح لـ"برلمانى"، أن الصناعات الكبرى والمصانع الأجنبية التى تعمل فى مصر تبيع منتجاتها بالسعر العالمى، وعليه يجب أن تحصل على الوقود بأسعاره العالمية أيضًا، مستطردة: "كما نشجع على الاستثمارات الأجنبية يجب أن تكون هذه الاستثمارات عادلة، لم نشعر بانخفاض أسعار البترول نظرًا لوجود الدعم".

- مفاجأة.."الوفد":عجز الموازنة سيزداد بعد اعتماد الحكومة لسعر برميل النفط بـ40 دولار فقط


- أسعار النفط تتراجع بفعل صعود الدولار ومخاوف من تخمة المعروض


print