كتب نور على – محمود حسين
أكدت مصادر رفيعة المستوى داخل مجلس النواب، أن هناك حالة استياء عام وغضبا شديدا داخل المجلس وهيئة المكتب برئاسة الدكتور على عبد العال، بعد علمهم بواقعة لقاء توفيق عكاشة عضو المجلس، مع السفير الإسرائيلى ودعوته على العشاء بمنزله أمس الأربعاء.
وقالت المصادر لـ"برلمانى" إنه كان هناك اتجاه لقبول اعتذار "عكاشة" عن وقائع تجاوزه وتطاوله ضد رئيس مجلس النواب والصحفيين وتصريحاته بحل المجلس وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، إلا أن واقعة لقائه بالسفير الإسرائيلى والتى تعد سابقة أولى من نوعها، أشعلت غضب الجميع ضده، ليتحول الموقف من الاتجاه لقبول الاعتذار وعدم توقيع عقوبة عليه إلى مطالب بإسقاط عضوية "عكاشة"، معتبرين ما أقدم عليه النائب إهانة للوطن وليس للمجلس فقط.
وانتهت اللجنة الخاصة التى شكلها مجلس النواب للتحقيق مع النائب توفيق عكاشة، فى التجاوزات التى صدرت منه ضد رئيس المجلس والمحررين البرلمانيين وتطاوله على محررى "اليوم السابع"، من التحقيق مع النائب والاستماع إلى أقواله مساء أمس الأربعاء، ودارت التحقيقات بمكتب النائب سليمان وهدان وكيل مجلس النواب.
وعقب انتهاء التحقيقات مع "عكاشة" والتى استمرت على مدار يومى (الثلاثاء والأربعاء) عقدت اللجنة اجتماعا مع الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، مساء أمس، وعرضت على هيئة مكتب المجلس تقريرها بشأن نتيجة التحقيق مع "عكاشة"، وحضر الاجتماع كل من سليمان وهدان وكيل المجلس، والمستشار حسن بسيونى رئيس اللجنة، وكل من صلاح حسب الله ومحمد عبد العزيز الغول وهشام الشطورى وزينب على سالم ـ أعضاء لجنة التحقيق.
وحققت اللجنة مع "عكاشة" فى 4 مذكرات قُدمت ضده لمكتب المجلس، منها مذكرة موقعة من 101 نائب، ومذكرة أخرى موقعة من نحو 50 نائبا، ومذكرة ثالثة موقعة وقع عليها أكثر من 20 نائبا يطالبون بالتحقيق معه، إلى جانب مذكرة من الصحفيين البرلمانيين ضد اعتداءاته عليهم وتجاوزه لفظيا ضد محررى "اليوم السابع".
وقال سليمان وهدان، وكيل مجلس النواب، لـ"برلمانى": إن اللجنة انتهت من التحقيق مع "عكاشة" أمس، وشملت التحقيقات كل التجاوزات التى صدرت من النائب بحق رئيس المجلس والصحفيين، واستمعت اللجنة إلى أقواله وأعدت تقريرها وسيعرض التقرير على المجلس فى جلسته العامة يوم الأحد المقبل.
ورفضت اللجنة الإفصاح عن نتائج التحقيقات مع "عكاشة" وما تضمنه تقريرها، إلا أن مصادر داخل اللجنة كشفت لـ"برلمانى" أن "عكاشة" قدم للجنة اعتذارا مكتوبا موقعا منه، يعتذر فيه عن أى إساءة أو تجاوز صدرت منه ضد رئيس المجلس أو أى جهة، ومنها التصريحات التى طالب فيها بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، أو تهكم فيها على الرئيس عبد الفتاح السيسى، والتى اعتبرها النواب "مقدمى المذكرة إهانة للرئيس، ومنها مطالبته بحل مجلس النواب والتى اعتبرها النواب إهانة للمجلس، وإهانته للصحفيين، مؤكدة أنه تعهد بعدم تكرار هذه التجاوزات.
وقالت المصادر: إن الاتجاه الأقرب فى رأى اللجنة الخاصة المشكلة للتحقيق مع "عكاشة" كان قبول الاعتذار وخاصة بعد اعتذاره شخصيا للدكتور على عبد العال خلال الجلسة العامة وتقبيل رأسه، وتعهده أمام اللجنة بعدم تكرار هذه التجاوزات وعدم المساس بكرامة المجلس، إلا أن واقعة لقاء "عكاشة" مع السفير الإسرائيلى جاءت لتجب كل ما سبق بعد حالة الغضب والاستياء الشديدة التى انتابت النواب فور علمهم بالواقعة، خاصة أن سابقة لم تحدث من قبل فى تاريخ البرلمان المصرى، معتبرين أن استمرار "عكاشة" فى البرلمان يعد إساءة للمجلس، وأكدت المصادر أن العديد من النواب بدأوا يجمعون توقيعات على مذكرة ستقدم لمكتب المجلس وستعرض على المجلس فى جلسته العامة الأحد المقبل، للتصويت عليها بجانب التصويت على تقرير اللجنة الخاصة التى حققت معه فى التجاوزات ضد رئيس المجلس والصحفيين.
وأشارت المصادر إلى أن بعض النواب سيطالبون المجلس فى المذكرة بإحالة "عكاشة" إلى لجنة القيم أو تشكيل لجنة خاصة للتحقيق معه وإسقاط عضويته من المجلس.
