الإرهاب فى عاصمة "الاتحاد الأوروبى"

الإرهاب لا دين له ولا وطن، ولا عدو واحد له أيضًا، لأنه فى الغالب يعادى الجميع ويأخذ موقفًا من الجميع، ولهذا فمن الطبيعى ألا يفرق بين جغرافيا أو تاريخ أو لغة أو ثقافة أو بلد وآخر، وأن يضرب أوروبا كما يضرب المنطقة العربية، ويحضر فى العراق وليبيا ومصر، ويحضر أيضًا فى فرنسا وبلجيكا، والأخيرة هى أحدث ضحايا الإرهاب بعملية انتحارية استهدفت مطارها الرئيسى بالعاصمة "بروكسل" صباح اليوم الثلاثاء.



فى صباح اليوم، فوجئ سكان العاصمة البلجيكية "بروكسل" بوقوع تفجيرات قوية فى مطار العاصمة وإحدى محطات مترو الأنفاق، فى هجوم إرهابى عنيف يشهده البلد الأوروبى الصغير والهادئ، وحسبما أفادت وسائل إعلام بلجيكية فقد وصل عدد القتلى لـ11 شخصا وإصابة 25 آخرين خلال الساعات الأولى من الانفجار، وما زالت الأعداد مرشّحة للزيادة.

هيئة الإذاعة البلجيكية تعلن عن الانفجار.. والمطار يحذر

من جانبها، أعلنت هيئة الإذاعة البلجيكية عن وقوع الانفجار قرب مؤسسات تابعة للاتحاد الأوروبى، وأعلنت السلطات البلجيكية إغلاق كل محطات المترو، كما أعلنت وزارة الداخلية البلجيكية رفع درجة التأهب الأمنى فى بلجيكا إلى الدرجة القصوى فى جميع أنحاء البلاد، وقال وزير الأمن والداخلية البلجيكى "جان جامبون"، إن مستوى الإرهاب بلغ ذروته، مشيرًا إلى ارتفاع أعداد الضحايا إلى 17 قتيلًا و25 جريحًا بعد حصر الأعداد المبدئية للانفجار.



فيما انتشرت صور لانفجارى بروكسل، للمنطقة الواقعة قرب مقر إحدى شركات الطيران الأمريكية "أمريكا إير لاينز"، عبر عدد من وكالات الأنباء العالمية، وتشير الصور إلى تصاعد الدخان من داخل المطار فيما يهرول المسافرون خارجين من ساحة مطار بروكسل.



يُذكر أن مطار بروكسل يخدم أكثر من 23 مليون راكب سنويًّا، وعلى خلفية الحادث الذى استهدف المطار الأهم فى بلجيكا أعلنت السلطات عن رفع درجة التأهب الأمنى والاستعداد لمواجهة التهديد الإرهابى إلى أعلى مستوى، وقال المطار فى تغريدة عبر صفحته على تويتر: "لا تأتوا إلى المطار، المطار يجرى إخلاؤه، تجنبوا منطقة المطار، الرحلات الجوية أُلغيت".



وتمثّل التفجيرات التى شهدتها العاصمة البلجيكية "بروكسل" صباح اليوم، إلى جانب آثارها الأمنية وخسائرها المادية والبشرية، تحوّلا كبيرًا وملفتًا فى استراتيجيات العمليات الإرهابية، خاصة وأن بلجيكا بلد هادئ وبعيد عن تعقيدات السياسة الدولية، إضافة إلى أهميتها ومركزيتها فى القارة الأوروبية وفى العمل الأوروبى المشترك، إذ تُعدّ العاصمة غير الرسمية للاتحاد الأوروبى بسبب كثرة ما تضمه من مؤسسات ومقرات وأجهزة وفروع تابعة للاتحاد.

أحمد سعيد: تفجيرات بروكسل ضمن مناقشات الوفد المصرى فى "ستراسبورج"

من جهته، وعلى صعيد تأثير هذه التفجيرات على زيارة وفد مجلس النواب المصرى لمقر البرلمان الأوروبى، أكد النائب أحمد سعيد، عضو مجلس النواب وعضو ائتلاف دعم مصر، ورئيس الوفد الذى يزور البرلمان الأوروبى خلال الفترة المقبلة، إن حادث العاصمة البلجيكية بروكسل، الذى وقع صباح اليوم الثلاثاء، ربما يكون محل نقاش من جانب الوفد البرلمانى المشكل للسفر إلى أوروبا، لزيارة البرلمان الأوروبى والرد على بيانه الأخير الصادر ضد مصر.



وأوضح "سعيد" - فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، اليوم الثلاثاء - أن الوفد المصرى قد يسافر إلى ستراسبورج الفرنسية، مقر البرلمان الأوروبى، ولن يسافر إلى بروكسل، مشيرًا إلى أن مهمته محددة، وتتمثل فى الرد على نقاط الاختلاف فى البيان المشار إليه، دون الاسترسال فى الحديث أو المبالغة فى أشياء لا تعنى أعضاء البرلمان.



وأشار رئيس وفد مجلس النواب لزيارة البرلمان الأوروبى، والمقرر سفره خلال شهر أبريل المقبل، إلى أن الوفد قد ينتهى من تقريره فى الأسبوع الأول من أبريل، على أن يتم تحديد موعد السفر خلال أيام.