هل انقلب ساويرس على البرلمان؟

"عدم الرضا عن أداء البرلمان، انتقاد الحكومة، والتلويح بعدم الاستثمار فى مصر لأن أرض الله واسعة".. مواقف مختلفة اتخذها رجل الأعمال نجيب ساويرس، مؤسس حزب المصريين الأحرار، تثير التساؤلات حول انقلابه على الحياة السياسية فى مصر وعلى البرلمان.




وخرج ساويرس بعدد من التصريحات المثيرة للجدل خلال الفترة الماضية، أكد خلالها عدم رضاه عن الوضع الاقتصادى والسياسى، فضلًا عن اشتباكه مع طارق عامر رئيس البنك المركزى، بسبب صفقة شراء "سى آى كابيتال"، وهاجم سياسته واتهمه بشكل مباشر باستخدام السلطة المخولة له لنوازع شخصية، على خلفية عملية شراء شركة "سى آى كابيتال" من البنك التجارى الدولى فى مقاله بجريدة الأخبار.


وأكد ساويرس، أنه يختلف مع محافظ البنك المركزى، طارق عامر، فى طريقة إدارته لأزمة الدولار وسعر الصرف فى السوق المصرية، ولكنه رغم الإدارة الخاطئة عاد إلى الصواب مرة أخرى.

ساويرس: " مش مبسوط بالوضع الحالى فى البرلمان"

وفى المؤتمر العام أكد أنه غير راضٍ عن أداء البرلمان الحالى، وقال ساويرس: "مش مبسوط بالوضع الحالى فى البرلمان، خاصة ائتلاف دعم مصر، فالائتلاف يعطى انطباعا أن الدولة لا تثق فى الأحزاب الحرة غير الخاضعة لسيطرة أحد".


الغريب أنه أكد فى نفس المؤتمر، أنه يسعى بنوابه وحزبه أن يكون صوت الضمير الحر داخل المجلس، وهو ما يثير التساؤل كيف يمكن أن تصبح صوت الضمير الحر فى مجلس أكدت أنك غير راضٍ عن أدائه؟


هجوم ساويرس على البرلمان وعدم رضاه يأتى رغم أنه توقع فيما سبق قبل بداية الانتخابات أن يقوم البرلمان المقبل بتغيير شكل الحياة السياسية فى مصر، قائلًا: "البرلمان المقبل سيكون صوتًا وسلطة، وسيغير ملامح الحياة السياسية".

هاجم "دعم مصر" وحزبه اجتمع معهم

فى المقابل أيضا رغم مهاجمة ساويرس المستمرة لائتلاف دعم مصر إلا أن حزبه فى النهاية اجتمع بالائتلاف للاتفاق بشكل نهائى على تقسيم اللجان النوعية ما بين الرئاسة والوكالة، وللاتفاق على عدم التضييق عليهم فى تكوين الائتلافات داخل المجلس مع التأكيد على ضرورة وجود ائتلافات قوية داخل هذا المجلس.

ساويرس طالب بإعطاء فرصة لحكومة شريف إسماعيل وهاجمها فيما بعد

وتحول موقف ساويرس من جهة الحكومة بدا واضحًا أيضا فى هجومه المستمر عليها خلال الفترة الماضية، رغم أنه طالب قبل ذلك بالصبر على هذه الحكومة، ففى المؤتمر العام لانتخاب رئيس الحزب فى ديسمبر الماضى طالب ساويرس، بإعطاء فرصة لحكومة المهندس شريف إسماعيل، حيث قال: "لازم ندى فرصة للحكومة.. مش معنى إن رئيس الوزراء مش بيتكلم أنه مش شغال"، مؤكدًا أن رئيس الوزراء سيتحدث عندما يحقق نتائج ملموسة.


وفيما بعد هاجم ساويرس الحكومة وانتقد الأداء الاقتصادى، وطالب الحكومة بضرورة فتح المجال بشكل أكبر أمام القطاع الخاص للاستثمار، وأكد أن "الحكومة قاعدة على كمية أصول غير مستغلة وأراض فى أفضل الأماكن بدون استغلال، وبتطبطب على المصانع اللى بتخسر مئات الملايين فى المحلة والحديد والصلب.. ويقولك قلعة الصناعة الوطنية"، معلقًا: "قلعة مين يابا!.. فين ياعم الصناعة! شوفوا أبو هشيمة نجح أهو وعمال يدخل فى فلوس، وكذلك أحمد عز، والقطاع الخاص هو اللى بيعمل كده"، مستدركًا: "دا مش عيب اصحوا بقى".

كل هذه المواقف والانتقادات والتغيرات فى مواقف المهندس نجيب ساويرس من المشهد العام فى مصر يحتمل أكثر من تحليل من بينها أن الرجل نفسه دائم المعارك والاشتباك وتاريخه فى العمل السياسى لم يخلو منها على اختلاف الأنظمة والحكومات.

الأمر الثانى هو أن مؤسس أكبر حزب سياسى داخل البرلمان قد يكون قد شعر خلال الأيام الماضية بعدم رضا المواطن والشارع المصرى عن أداء البرلمان، وأحب أن يبعث برسالة أنه غير راضٍ هو الأخر حتى لا يواجه لومًا أو انتقادًا بصفته مرجعية الكتلة الحزبية الأكبر فى المجلس، وهناك احتمال آخر يشير إلى أن ساويرس أحد أبرز رجال ثورة 30 يونيو قد شعر بعد عامين من الثورة وعام من المؤتمر الاقتصادى أنه غير راضٍ عن الأوضاع فقرر أن يكشف عن انتقاده لما يدور فى مصر.