نواب: رئيس المجلس منحاز للحكومة

وجه عدد من أعضاء مجلس النواب اتهامات للدكتور على عبد العال، رئيس المجلس بأنه يدافع عن الحكومة وأعضائها من خلال منصبه، واعتبره النائب محمد أنور السادات ينحاز بامتياز للوزراء، وطالبه بأن يعطى للنواب مساحة أكبر للتعبير عن رؤيتهم تجاه أداء الحكومة وتقييمهم لها.

الاتهامات على خلفية طلب عبد العال بحذف جملتين من مضبطة الجلسة العامة

وجاءت تلك الاتهامات على خلفية طلب على عبد العال بحذف جملتين من مضبطة الجلسة العامة، الأحد الماضى، حملتا اتهامات واضحة ومباشرة مرة للحكومة بأنها تدفع الوطن إلى عدم الاستقرار، وأخرى وُجهت لأحد أعضائها وهو وزير الصحة بأنه فاشل، إلا أنه كان من المفاجئ أن يدافع النائبان اللذان حُذفت كلماتهما من مضبطة الجلسة العامة عن رئيس البرلمان ويرفضان الاتهامات الموجهة له جملة وتفصيلا، ويؤكدان أن عبد العال لا يدافع عن الحكومة.

الطنطاوى: لا يصح إرهاب النواب بفزاعة السب والقذف

ومن جانبه، قال النائب الشاب أحمد الطنطاوى، إنه لا يصح من الناحية القانونية ولا يليق من الناحية السياسية أن يتم إرهاب النواب بفزاعة السب والقذف، لافتًا إلى أنه من حق النائب أن يتمتع بحصانة موضوعية فى مواجهة السلطة التنفيذية، وأنه إن لم يستطع وصف أداء السلطة فلن يتمكن من استجواب وزير ويطلب سحب الثقة منه.

الطنطاوى: وصف وزير بالفشل ليس من ألفاظ السب

وأضاف الطنطاوى أن وصف نائب لوزير بأنه فاشل ليس من ألفاظ السب وأنه وصف للأداء، قائلا "وزير الصحة فاشل وهكذا الحكومة كلها بالرغم من أن بعض أعضائها ناجحون، وكنت فى منتهى الحزن وأنا أسمع هذا الكلام من الدكتور على عبد العال، وهذا أسلوب متعسف فى استخدام حق حذف الكلمات من المضبطة من قبل رئيس المجلس، ولا أعتقد أننا اُنتخبنا ونتحمل عناء وتكلفة المجلس حتى نقول إن كل شىء تمام، والحكومة الحالية لا ينافسها فى الفشل سوى حكومة عاطف عبيد، ولو كان علىَّ الدور فى الكلمة كنت سأؤكد على هذا المعنى لأرى كيف سأعاقب بقانون العقوبات".



وأشار النائب الشاب إلى أنه يرى أن الدكتور على عبد العال، رئيس المجلس، يدافع عن الحكومة تحت قبة البرلمان، وتابع: "لست ضد أن يكون لكل نائب قناعته ويدافع عنها وهناك نواب ملكيون أكثر من الملك، والأزمة هى الالتزام بنصوص الدستور والقانون واللائحة، ولا يوجد فى اللائحة ما يسمح لرئيس المجلس أن يرهب أحد النواب بمادة فى قانون العقوبات لمجرد وصفه لأحد الوزراء بأنه فاشل".

وأوضح أحمد الطنطاوى أن المشرع الدستورى أخطأ عندما حدد مدة ولاية رئيس المجلس لفصل تشريعى كامل 5 سنوات، وعندما تشدد أيضًا فى إجراءات سحب الثقة من هيئة مكتب المجلس وحددها بثلثى الأعضاء بالرغم من أن انتخابهم كان بنسبة 50% + 1، لافتا إلى أن اللائحة الجديدة للبرلمان تشددت أكثر من الدستور عندما حددت الانتخاب بالاقتراع السرى المباشر وسحب الثقة بالمناداة بالاسم.

وأكد الطنطاوى أنه لا يريد سحب الثقة من الدكتور على عبد العال، قائلا: "أتمنى أن يكون أفضل رئيس مجلس فى تاريخ الحياة النيابية، لكن الأمنيات شىء وقراءة الوقع شىء آخر، والالتزام بتطبيق نصوص الدستور والقانون واللائحة هو السبيل الوحيد لنجاح المجلس، وأتمنى له التوفيق حرصًا على الصالح العام ولا أتمنى إلا كل الخير والتوفيق لكل مسئول الناس مش مستحملة فشل تانى".

السادات: عبد العال يدافع عن الوزراء كأنه واحد منهم

وفى السياق ذاته، وجه النائب محمد أنور السادات، عضو مجلس النواب، انتقادات حادة للدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، مشيرًا إلى أنه لاحظ أن رئيس البرلمان منحاز بامتياز للحكومة، قائلا: "انطباعى بأنه يدافع عن الوزراء كأنه واحد منهم".

وقال السادات خلال اجتماع سابق للجنة الخاصة المشكلة برئاسة السيد محمود الشريف، وكيل مجلس النواب، لدراسة بيان حكومة المهندس شريف إسماعيل: "عندما يصف نائب أحد الوزراء بالفاشل فهذا أمر عادى، هل هناك من ينكر أن وزارة الصحة تعانى من مشاكل".

وأضاف السادات، موجها حديثه لوكيل مجلس النواب السيد محمود الشريف: "أرجو من حضرتك أن تنقل هذا الأمر لرئيس المجلس بأنه لابد أن يعطى مساحة للنواب للتعبير عن رؤيتهم سواء فيما يتعلق بالقبول أو الرفض". وتابع: "ضيقنا على أنفسنا فى اللائحة باستخدام وسائل الرقابة، وإذا لم نقل كلمة حق الناس هتاكل الحكومة ونحن قبلها".

عمرو أبو اليزيد : مصطلح "فاشل" لا يعد سبًا وقذفًا

وفى سياق متصل، قال النائب عمرو أبو اليزيد، والذى وصف وزير الصحة بأنه فاشل وطالب عبد العال بحذفها من المضبطة، أن مصطلح "فاشل" لا يعد سبًا وقذفًا، وأن نائب الشعب من حقه أن يقيم أداء الحكومة، قائلا: "أنا محامى وعارف الفرق بين السب والقذف والوصف، ومن منطلق دورى كرقابة برلمانية قلت للوزير أنت فاشل وممكن مواطن فى دايرتى يقولى أنت فاشل".

وأضاف أبو اليزيد أنه من حق رئيس المجلس أن يدير الجلسة بالطريقة التى يراها أصلح، وأن حذف كلمة "فاشل" من المضبطة كان للحفاظ على سير الجلسة، قائلا: "وهو يدير جلسة بها 600 نائب غير موجهين وليس كبرلمان الحزب الوطنى والإخوان، حيث إن العملية كانت منضبطة من الأحزاب وليس رئيس المجلس".

وتابع أبو اليزيد دفاعه عن رئيس البرلمان: "يتعمله تمثال لأنه بيدير 600 نائب يعبرون عن رأيهم بحرية كاملة باتجاهاتهم المختلفة، لكن يجب أن يعلم أن كلمة فاشل صفة وليست سبًا وقذفًا، وهو لا يدافع عن الحكومة، وإن كان ذلك صحيحا لم يكن سيمنحنى الكلمة لأنه يعلم أنى سأعارض الحكومة".

أحمد رسلان رغم حذف كلمته: عبد العال لم يدافع عن الحكومة

بدوره قال النائب أحمد رسلان، عضو البرلمان، الذى اتهم الحكومة بأنها تدفع الوطن إلى عدم الاستقرار وطالب عبد العال بحذف تلك الجملة أيضا من المضبطة: "الدكتور على عبد العال هو أستاذ القانون الدستورى، وأهالى أسوان يتسمون بالطيبة والهدوء وهو شخص متوازن ولم يدافع عن الحكومة بل كانت رغبته فى أن يكون أحد أعضاء الحكومة الموجه له السؤال أو البيان موجودا حتى يتمكن من الرد".

واستطرد رسلان: "ونظرا لعدم التصديق على اللائحة ونشرها بالجريدة الرسمية اضطر الدكتور على عبد العال إلى إعطاء الفرصة للنواب لعرض مشاكل دوائرهم، ولو كان فتحى سرور الذى كان موجودا كان سيرفض عرض أى مشكلات إلا بعد إقرار اللائحة".