جاءت نتيجة المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية الجارية، لتضع حزب "المصريين الأحرار" فى مقدمة قائمة الأحزاب السياسية المصرية، بعد نجاحه فى حسم 41 مقعدًا فى الجولتين، على الفردى والقائمة، وما يزيد من إيجابية هذه النتائج وما تحمله من مؤشرات ودلائل، أن الحزب إذ استطاع تحقيقها وسط هجوم مستمر من حزب النور وبعض الأحزاب الأخرى، فضلا عن الاتهامات الدائمة باستخدام المال السياسى وشراء المرشحين والأصوات لتحقيق هذه النتائج، وبين تداخل كل هذه العناصر، النجاح والاتهامات، والنتائج الإيجابية والشائعات، حاولنا استجلاء الصورة وانطباعات وتوجهات "المصريين الأحرار" من المصادر العليا والرسمية بالحزب، ولهذا حاورنا الدكتور عصام خليل، القائم بأعمال رئيس حزب المصريين الأحرار، لمناقشة رؤيته حول المرحلة الأولى والعملية الانتخابية بشكل عام، وهو الحوار الذى حمل مفاجآت كبيرة وتصريحات وآراء نارية، فإلى نص الحوار...
حزب النور وعبد الرحيم على طرفان يصران على الهجوم الدائم على "المصريين الأحرار".. ما تعليقك؟
بالنسبة لحزب "النور" لا تعليق، نحن كحزب سياسى كبير وناجح لا نهتم بأى هجوم، ونركز على خطتنا فى العملية الانتخابية، وحتى المرحلة الأولى من الانتخابات تم إغلاق صفحتها، وكل تركيزنا حاليا فى المرحلة الثانية، وهجوم "النور" وتصريحات ياسر برهامى التى قال فيها إن الناجحين فى الحزب من فلول الوطنى، أو المنشور المزيف الذى تم ترويجه على مواقع التواصل الاجتماعى، كلها أمور طبيعية ضمن هجومهم الذى اعتدناه على المصريين الأحرار، وحتى المنشور المتداول لا توجد به أيّة احترافية فى الكذب، ومتضارب للغاية، وهذه الاكاذيب لم تعد تجدى مع المواطنين، خاصة وأنهم يعرفون الحزب جيّدًا، ويعرفون أن "النور" أثبت أنه حزب دينى متطرف، لا يمثل الإسلام الوسطى ولا الدين الإسلامى الحقيقى والسمح، ولكنه يأخذ تطرف داعش، ولكن فى صورة سياسية.
وبالنسبة لعبد الرحيم على؟
هجوم عبد الرحيم على على الحزب تحرّكه دوافع ومسائل شخصية، إذ يستهدف بهجومه على "المصريين الأحرار" المهندس نجيب ساويرس، ولكن هجومه غير مبنى على أيديولوجية أو خلاف فكرى بينه وبينه الحزب وإنما الأمر شخصى.
بعد نتائج المرحلة الأولى.. هل يمكن القول إن المصريين الأحرار يتجه لأن يكون حزب الأكثرية؟
لا يمكن حسم نتيجة الانتخابات حاليًا، ولا يمكن التوقع بأن يكون "المصريين الأحرار" حزب الأغلبية أو الأكثرية، لأن المرحلة الثانية لها حساباتها المختلفة تمامًا، ولكننا نسعى لتحقيق نفس النتائج ومستوى النجاح.
وفى حال أصبح "المصريين الأحرار" حزب الأكثرية وتمكنتم من تشكيل الحكومة فما هى أبرز الوزارات التى يمكن أن يختارها الحزب لأعضائه؟
حتى الآن ليست هناك وزارات محدّدة يمكننا القول إن "المصريين الأحرار" يمكنه اختيارها، خاصة وأن الانتخابات لم تنته بعد، ونحن كحزب لنا نهج نسير عليه ولا نسبق الأمور، لأن لكل مقام مقال، وحاليًا فإن كل تركيز الحزب هو الاستمرار فى نجاحه فى المرحلة الثانية من الانتخابات.
ما هى الأخطاء التى وقع فيها الحزب فى المرحلة الأولى من الانتخابات وسيتفاداها فى الثانية؟
أبرز هذه الأخطاء تمثلت فى أن بعض الدوائر لم يكن بها تنسيق كافٍ بين المرشحين المنتمين للحزب، فالتنسيق بين مرشحينا فى كل دائرة من الدوائر لم يكن على المستوى المطلوب، وهو ما سنعمل على تفاديه فى المرحلة الثانية من الانتخابات، كما أن المرشحين الذين لم يوفقوا فى المرحلة الأولى لن نتركهم، وسنستمر فى العمل معهم بهذه الدوائر مرة أخرى، والاجتهاد لتدارك كل الأخطاء التى وقعنا فيها.
أعلن الحزب تأييده لثورتى 25 يناير و30 يونيو فى أكثر من مرة.. فكيف سيكون تصرف "المصريين الأحرار" حال هجوم أى من نوابه فى البرلمان على ثورة يناير تحديدًا؟
كل المرشحين الذين اختارهم حزب المصريين الأحرار للترشح باسمه وتمثيله فى الانتخابات وفى مجلس النواب المقبل، وضع فى أساسيات اختياره لهم أن يكونوا مؤمنين بثورتى 25 يناير و30 يونيو، ولا يوجد أى من المرشحين التابعين للحزب لا يؤمن بالثورتين، وإذا كانت الملاحظة على أحمد مرتضى منصور فلا يمكننا محاسبته على تصريحات والده، فلا يهمنا رأى مرتضى منصور، كل ما يهمّنا أن مرشّحنا مؤمن بمبادئ الحزب ومتفق معها.
بعد نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات اتهمتكم معظم الأحزاب باستخدام المال السياسى.. فما تعليقك؟
أن لا أرد على كلام مرسل من أى حزب بشأن استخدامنا للمال السياسى، ولكن الوقائع كلها فى المرحلة الأولى تثبت أن تأثير المال السياسى فى الانتخابات أصبح محدودًا للغاية، بدليل فوز سيدة مثل نشوى الديب فى دائرة إمبابة وحصولها على المركز الأول، وفوز كثيرين من الشباب، وبعض مرشحينا فازوا بإمكانات بسيطة جدًّا، ومنهم الدكتور طارق السيد فى الإسكندرية، كما أن تعبير "المال السياسى" يعتبر إهانة للشعب المصرى، وأنا أعرف أناسًا كثيرين حاولوا استخدام المال السياسىى ولكنهم رغم هذا سقطوا فى الانتخابات.
ما هى خطتكم فى اختيار لجان مجلس الشعب؟
بعد انتهاء الانتخابات سندرس كل النواب الناجحين فى الحزب، وعلى أساس قدرات وخبرات كل منهم سيتم ترشحيه إلى اللجان النوعية المناظرة له، والمصريين الأحرار لا يسعى إلى الاستحواذ على اللجان، ولكن يمكن القول إنه وفقًا لبرنامج الحزب فإن "المصريين الأحرار" يسعى إلى القضاء على الفقر، ومن ثمّ تهمّنا اللجان المتعلقة بالحزمة الاقتصادية عموما، حتى نستطيع تطبيق الأفكار التى تخدم المواطنين، خاصة وأن الناس "حالتها تعبانة جدا"، وكل الحلول التى يتم تقديمها لهم على سنوات طويلة مسكنات وليست لها قيمة.
المواطن المصرى يحتاج إلى فرصة للعمل حتى يبدع، بدليل أنه فى حالة سفره إلى أى بلد خارجى بكون من الناجحين، لأنه يحصل على مجال وفرصة، إلى جانب وجود قانون يحميه، وهذا ما يحاول المصريين الأحرار الوصول إليه، وذلك عبر الاهتمام بالكوادر البشرية، فعندما نجد أى نائب من حزب آخر لديه ملكات وقدرات تؤهله لرئاسة لجنة معينة، بخلاف حزب النور فقط، سنرشحه لها، لأن هدفنا هو خدمة الصالح العام وليس الحزب فقط.
هل ناقش الحزب أيّة قرارات بشأن التحالفات داخل البرلمان؟ وكيف ستتحالف مع أحزاب معظمها يهاجم المصريين الأحرار؟
بعد نتيجة الانتخابات ستختلف كثير من الأمور، الأسلوب الحالى فيما يخص هجوم الأحزاب هو استخدام للأسلوب القديم فى المنافسة الانتخابية، والمتعلقة بالعمل على الدعاية السلبية، وهذا لا يحقق شيئًا للأحزاب، إذ من المفترض أن يركزوا على وضع خطط لإقناع الناخبين بهم وببرامجهم، بدلاً من الهجوم على الأحزاب الأخرى، وفى النهاية من الممكن أن نتحالف مع أى من الأحزاب الأخرى، بخلاف حزب النور.
ما رأيك فى المعركة الدائرة حاليا بشأن تعديل الدستور؟ ومع أى رأى يقف المصريين الأحرار؟
"ناس بتضيّع وقتها"، والشىء الوحيد الذى سيحسم أمر الدستور هو انعقاد البرلمان، وتطبيق الدستور فعليًّا، حتى يمكن أن نحدد ما إذا كانت هناك مشكلات تحتاج إلى التعديل، أم أن الدستور جيد ولا يحتاج إلى تعديل، ولكن اختلاق معركة حاليًا أمر لا داعى له.
فى حالة تعارض الرئيس أو الحكومة مع الشعب فإلى جانب من سيقف حزب المصريين الأحرار ونوابه داخل البرلمان؟
أوّلا لا بدّ من أن نفرق بين الرئيس والحكومة، فأنا على يقين تام من أن الرئيس السيسى يضع مصلحة الشعب فقط أمامه "الراجل مش عايز منها حاجة" ولا يسعى سوى لمصلحة البلد، ومن ثمّ لن يحدث تعارض بيننا وبين الرئيس، لأن هدفنا واحد وهو مصلحة البلد، أما بالنسبة للحكومة فإن معارضتها ستكون معارضة موقف بمعنى أن النواب سيعرضون وجهات نظرهم وخططهم لحل بعض المشكلات، وعلى الحكومة أن تناقشها، وباختصار "احنا داخلين البرلمان عشان نشارك فى بناء مصر مش عشان نعارض طول الوقت أو نؤيد طول الوقت".
البعض رفض فكرة دخول رجال أعمال للبرلمان المقبل بدافع أنهم يضرّون البرلمان فما رأيك؟
لا أعلم عدد رجال الأعمال الملتحقين بالبرلمان حتى الآن، ولكن الدستور فى ثناياه يقيّد رجال الأعمال فى المجلس بدرجة كبيرة، ولا يمكن لرجل أعمال أن يستفيد نتيجة تواجده فى المجلس المقبل، فضلاً عن أن الشعب هو المراقب الحقيقى على البرلمان، وأى خطأ يصدر، سواء من حزب أو من عضو، فإن الشعب سيعاقبهم قبل البرلمان، فلا شكّ فى أن المصريين سيراقبون البرلمان بعيون فاحصة، وويل للنائب، فلن تكون لديه مصداقية لدى الناخبين ولن تحميه حصانته.
تم تصدير صورة عن "فى حب مصر" بأنها قائمة الدولة.. هل كان من المفترض أن ترد الدولة على هذا الأمر وأن تعلن رسميًا أنها لا تدعم أيّة قوائم؟
بالنسبة لكونى شخصًا مسؤولاً عن انتخابات الفردى، فأنا أؤكد أن الدولة كانت على الحياد تمامًا بين كل مرشحى الفردى، والعملية الانتخابية شفافة ولا يوجد بها تزوير، والإشراف القضائى رائع، أما بالنسبة للقوائم فلا يمكنى الحكم على الوضع، ولكننى أرى أنه لا بدّ من أن يكون هناك إعلان رسمى من الدولة، تؤكد فيه أنها على مسافة واحدة من كل القوائم والمرشحين، لإنهاء كل اللغط المثار حول دعمها لقائمة من القوائم المتنافسة.
بين قائمة الأسماء البارزة المطروحة من تؤيدون لرئاسة البرلمان؟
الحديث الأبرز حتى الآن عن المستشار عدلى منصور، رئيس المحكمة الدستورية العليا ورئيس الجمهورية السابق، ونحن نؤيده فى اعتلاء موقع رئيس البرلمان، وهناك حديث أيضًا عن المستشار الزند، ونحن نوافق عليه أيضًا.
وهل تتوقع مشاركة الشباب فى المرحلة الثانية من الانتخابات؟
أوّلاً أرغب فى تعريف مصطلح الشباب، الشباب فى مصر ليسوا شباب "فيس بوك" فقط، أو الشباب الموجودين فى القاهرة فقط، هناك شباب فى الأقاليم شاركوا فى الانتخابات، وحتى شباب القاهرة وشباب "فيس بوك" أثق فى مشاركتهم فى المرحلة الثانية، وخاصة بعد فوز عدد من المرشحين الشباب فى المرحلة الأولى، وانتهز هذه الفرصة لأوجه دعوة للشباب بالنزول وعدم الإحباط، لأن عدم المشاركة سلبية قاتلة، وأقول لكل منهم: "انزل ادّى صوتك للشاب اللى زيك"، خاصة وأن هناك شبابًا مثل هيثم الحريرى وإبراهيم عبد الوهاب ومحمد فؤاد وغيرهم نجحوا فى المرحلة الأولى، كما أن السيدات سيشاركن بنسبة كبيرة بعد فوز مرشحات سيدات فى المرحلة الأولى.