الجمعة، 22 نوفمبر 2024 12:25 م

نواب يفتحون النار على الحزب السلفى لرفضه إلغاء الحبس فى تهمة "ازدراء الأديان"..آمنة نصير:فكرهم يعبر عن الجمود والتعصب.. منى جاب الله: نرفض مزايدتهم..ومحيى الدين: "عايزين قانون الحسبة"

"النور" ومعركة "ازدراء الأديان"

"النور" ومعركة "ازدراء الأديان" "النور" ومعركة "ازدراء الأديان"
السبت، 18 يونيو 2016 02:00 م
كتب أحمد الجعفرى
يبدوا أن قنبلة مادة "ازدراء الأديان" الموقوتة أوشكت على الانفجار، وذلك بعدما ظهر الخلاف واضحًا جليا تحت القبة البرلمانية بين عدد من النواب البرلمانين من الأحزاب المختلفة والمستقلين والذين طالبوا بضرورة تعديل المادة أو إلغائها، وحزب النور من جانب أخر الذى طالب بضرورة بقائها كما هى حفاظًا على قيم المجتمع، متفقًا بذلك مع رأى الحكومة التى أبدت عدم رغبتها فى تعديل تلك المادة.

وقررت الهيئة البرلمانية لحزب النور، عقد اجتماع الأسبوع المقبل، لبحث أزمة مادة ازدراء الأديان، ومطالبة الحكومة بعدم حذفها من قانون العقوبات وسط حالة من التوافق بين نواب الحزب، الذين اعتبروا أن حذفها يعد حرب على قيم المجتمع، ما جعل عددا من النواب البرلمانيون على الطرف الآخر يهاجمون الحزب ويتهمونه بـالتعصب والجمود.
يونس مخيون رئيس حزب النور

محيى الدين:"النور" هاجم مادة "ازدراء الأديان" لأنها تعبر عن توجهاتهم فى محاسبة الناس


قال النائب البرلمانى محمد زكريا محيى الدين، إن رفض حزب النور لتعديل مادة ازدراء الأديان عبر عن توجهاته وأيديولوجياته، وليس حرصًا منه على قيم المجتمع، كما يدعى، هم يريدون محاسبة الناس بقانون الحسبة، ويجب إطلاق العقل فى مثل تلك القضايا، ولا يجوز السيطرة على العقل أو الحجر عليه.
محمد زكريا محيى الدين (14)

وأضاف"محيى الدين" فى تصريحات لـ"برلمانى"، إن مادة "ازدراء الأديان " فضفاضة، ومخالفة من نصوص مواد الدستور، وقبل المحاسبة يجب تعريف التهمة بشكل واضح حتى أستطيع معرفة الجرم الذى وقعت فيه، وهو غير معمول فى مادة ازدراء الأديان، مشيرًا الى ان مادة "ازدراء الأديان " موجودة منذ عام 1982 ومصر قبل ذلك الفترة كانت تعيش بدونها وقيم المجتمع كانت محفوظة.

وأوضح النائب، "منذ عدة عقود أصدر أحد الأشخاص كتابًا تحت عنوان لماذا أنا ملحد؟ وتم الرد عليه بعشرات الكتب تحت عنوان لماذا أنا مسلم؟، ومادة ازدراء الأديان لم تقدم شيئا لوأد الفتنة الطائفية، ازدراء الأديان أصبح واسعا الآن فنحن نهاجم بعضنا البعض من داخل الدين الواحد، وأصبحت تلك المادة سيفا على رقاب الناس.

وأستطرد "محيى الدين": "إسلام البحيرى قال إن البخارى مش كتاب مقدس وهو بالفعل كتاب غير مقدس، وهو كان يحاول أن يجتهد، وحينما دخل فى مناظرة مع بعض المشايخ وحصل استفزاز من جانبهم انفعل "البحيرى"، وقام بالسب والقذف، وعليه فيجب أن يعاقب بعقوبة السب والقذف وليس بمواد ازدراء الأديان.

آمنة نصير : يعبر عن توجهاتهم بالجمود والتعصب


فيما قالت النائبة آمنة نصير، إن مطالبات حزب النور بعدم إلغاء مادة "ازدراء الأديان" من قانون العقوبات، يتفق تمامًا مع توجهات الحزب، ومع رأى كل إنسان يميل إلى التعصب والجمود والخشية من أعمال العقل، وحسن الظن بإسلام المسلمين، والفطرة التى فطر الله عليها عباده.
امنة نصير

وأضاف آمنة نصير، فى تصريحات لـ"برلمانى"، "زلات اللسان عرفتها البشرية منذ زمن، ورأى حزب النور بشأن "ازدراء الأديان" غير مدهش، لأنه يتفق مع أنفسهم، وإذا راجعنا فتاواهم السابقة تدل على ذلك، وليس أدل على ذلك من فتواهم الخاصة بعدم جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم، فماذا ننتظر منهم بعد ذلك، وهذه آراء تخلو من أعمال العقل، كما طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم، وأكد أن الله يبعث على رأس الأمة كل 100 عام من يجدد لها دينها.

وأوضحت النائبة، أن حزب النور لا يعرف أعمال العقل فى النصوص التى تقبل التجديد، وكون الحكومة تعلن هى أيضًا عدم رغبتها فى تعديل مادة ازدراء الأديان، فهذا هو عجب العجاب، مؤكدة أن القانون تم فتح باب المناقشة فيه، وستتم مناقشته بشكل مستفيض عقب شهر رمضان المبارك.

منال الجميل: تعديل "ازدراء الأديان" ضرورة وأستغرب موقف "حزب النور" الداعم لها


من جانبها قالت النائبة البرلمانية منال ماهر الجميل، إن مادة ازدراء الأديان فى حاجة للتعديل أو الإلغاء، مشيرة إلى أن الجميع يشرب من نفس الكأس وعدم تعديل المادة أو إلغاؤها، تفتح المجال لمزيد من المعاقبات، التى تسير وفق الهوى، مشيرة إلى أن المادة المنظمة والمقررة لعقوبة ازدراء الأديان غير واضحة ومنضبطة وعبارة مطاطة، وتفتح المجال لمعاقبة أى تصريف بتهم تكدير الأمن والسلم العام، دون وجود وزر حقيقى.
منال الجميل

وأشارت منال الجميل، فى تصريحات لـ"برلمانى"، إلى أنها أبدت استغرابها من موقف الحكومة وحزب النور الرافضين لتعديل مادة ازدراء الأديان، ولا تعلم أسبابا مقنعة وواضحة لذلك الرفض، خاصة أن عقوبة "ازدراء الأديان" يتم تطبيقها بشكل واسع وفيه تضارب وعدم وضوح، ضاربة المثل بقضية أطفال "بنى مزار"، الذين حكم بحبسهم 5 سنوات بتهم ازدراء الأديان بعد أدائهم مشهدا تمثيليا ضد داعش، وعلى الرغم من ذلك لم يطبق القانون على منتجى برنامج "مينى داعش" على الرغم من أنها نفس الفكرة وتسعى لنفس الهدف.

وأكدت النائبة على ضرورة تعديل صياغة مادة "ازدراء الأديان" حتى لا تكون مطاطة أكثر من اللازم، ويكون لها تفسير واضح ومحدد للتهمة والعقوبة المقررة لها، مؤكدةً فى الوقت ذاته أن اختلاف الآراء لا يعد ازدراء.

منى جاب الله: لهم الحق فى رفض التعديل دون المزايدة على النواب


وانتقدت النائبة البرلمانى منى جاب الله، اعتراض حزب النور على إلغاء مادة ازدراء الأديان، ووصفه ذلك بالحفاظ على قيم المجتمع، قائلة: "أنا لا أستطيع أن أفهم موقف حزب النور وأرفض مزايدته على النواب بالتدين، وإذا كانوا يرغبون فى رفض المشروع المقترح فمن حقهم رفضه، ولكن دون مزايدة، فنحن لن نكون أكثر سماحًا وعدلًا من الله وحرصًا منه على دينه.
وأضافت منى جاب الله، فى تصريحات لـ"برلمانى": إن حزب النور اتخذ موقفه من مادة "ازدراء الأديان" بناء على عقيدته وأيديولوجياته، وليس كما يروجون له بشأن الحفاظ على قيم المجتمع، مؤكدةً أن الدستور كفل حرية الرأى والعقيدة، ولا يمكن محاسبة أحد على رأيه، ومادة "ازدراء الأديان" بينها وبين الدستور تناقض، فلا يجوز حبس المتهمين بناء على آرائهم لأن هذا يعد تقييدًا للحرية.
منى جاب الله .. الجمالية

وأكدت النائبة، أنه لا يجوز حبس أى فرد بناء على فكره، لأن هذا ضد حرية الرأى والعقيدة، والله سبحانه وتعالى قال فى القرآن الكريم "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر".

print