كتب برلمانى
"بداية مشرقة بالأمل".. يُمكن عن طريق هذا الوصف الروتينى المعتاد بداية القصة الكاملة لكارثة شركة عجيبة للبترول، والتى تحرق يوميًا أكثر من 32 مليون قدم مكعب يوميًا فى الوقت الحالى بعدما تعطلت محطة معالجة الغاز فى حقول مليحة بالصحراء الغربية، للمرة الثانية، عقب إعادة تشغيلها فى 23 أغسطس الماضى، الأمر الذى يتسبب فى حرق كميات تقدر بالملايين قدم مكعب من الغاز يوميًا.
وتبدأ القصة فى 20 أغسطس الماضى، تم الكشف عن أن شركة عجيبة للبترول تحرق يوميًا أكثر من 87 مليون قدم مكعب من الغاز من المنتج من إحدى آبار الغاز الجديدة لها فى منطقة مليحة بالصحراء الغربية، بعد تعطل محطة معالجة الغاز منذ شهر مارس 2016.
وقتها تم الكشف عن أن شركة ايتال فلويد الإيطالية، انتهت فى الربع الأول من العام الجارى، من تنفيذ محطة معالجة الغاز للاكتشاف الجديد، بمنطقة امتياز مليحة التابعة لشركة عجيبة فى الصحراء الغربية، بعد عام ونصف من الإنشاءات والبناء التى تكلفت 80 مليون دولار بزيادة 40 مليون دولار عن التكلفة الفعلية لأى محطة معالجة غاز.
وأضافت مصادر أن المحطة تعطلت بعد أسبوع من التشغيل التجريبى لها فى شهر مارس الماضى، وتبين أن هناك عطلا فى الكومبريسور الرئيسى للمحطة، نظر إلى أن المحطة غير مطابقة لمواصفات الغاز المستخرج من الآبار.
وتابعت المصادر: "أن الشركة مازالت تنتظر قطع الغيار المطلوبة لإصلاح الكومبريسور، منذ تعطلها منذ 5 أشهر، رغم عملية الإهدار اليومى لهذه الكميات من الغاز، ولم تفتح وزارة البترول ملف للتحقيق والتدخل السريع حتى الآن، رغم حاجة مصر الماسة للغاز الطبيعى لتشغيل باقى المصانع المعطله وترشيد الاستهلاك، وأضافت المصادر أن العطل يمكن إصلاحه خلال شهر ولكن ليست هناك متابعة للإصلاح".
وفى 23 أغسطس الماضى، تم الإعلان عن أن شركة عجيبة للبترول أعادت تشغيل محطة مليحة فى الصحراء الغربية ووضع المحطة على الإنتاج بعد الانتهاء من إصلاح الضاغط الأول حسبما ذكرت الشركة فى خطاب توضيحى سابق لـ"برلمانى" اعترفت فيه بتعطل المحطة منذ مارس الماضى.
وأشارت الشركة إلى أنه سيتم الانتهاء من إصلاح الضاغط الثانى فى 31 أغسطس الجارى، مشيرة إلى أنه سيستمر التشغيل لفترة زمنية محددة طبقًا لتعاقد "التشغيل المتواصل"، لتأكيد ظروف التشغيل ويتبع ذلك القبول الفنى النهائى للمحطة.
بينما تم إعادة الحديث عن تجدد الأزمة بعدما تم الكشف عن تعطل المحطة مرة أخرى نظراً لتعطل المحطة فى مرحلة التشغيل التجريبى، رغم حاجة مصر الماسة للغاز، فى ظل الظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد، وتكبد الموازنة العامة للدولة مليارات الدولارات سنويًا لاستيراد الغاز.
وتمت الإشارة إلى أن المحطة توقفت للمرة الثانية منذ 20 يومًا بسبب تعطل ضواغط الدخول، ما أدى إلى انخفاض إنتاج الشركة، واستمرار إهدار وحرق الغاز المنتج من الآبار لعدم إغلاقها، ولكن بكميات أقل من المرة الأولى، مشيرة إلى أن هذه الكميات تقدر بـ32 مليون قدم مكعب من الغاز.