الفيوم – رباب الجالى
مدينة إبشواى بمحافظة الفيوم شاهد عيان حقيقى على غياب النواب عن مشكلات الدائرة وعدم اهتمامهم بحل الأزمات المزمنة التى تعانى منها الدائرة من انتشار الباعة الجائلين وفوضى سائقى التوك توك، وانتشار القمامة فى شوارع المدينة وتأخر تنفيذ الطريق النصف دائرى لقرى مركز يوسف الصديق، وبمجرد دخولك لمدينة إبشواى التى تبعد 20 كيلو مترا فقط عن مدينة الفيوم، وتعتبر أكبر مركز بالمحافظة من حيث القرى التابعة لها وعدد سكانها، تجد الفوضى والعشوائية تسيطر على المدينة بشكل يؤكد غياب النواب و المحليات والرقابة والتنفيذيين عن المشهد بالمدينة.
يقول حسين عبد الستار أحد المواطنين، نحن أصبحنا لا نستطيع التنقل فى شوراع مدينتنا بسبب سيطرة سائقى التوك توك والباعة الجائلين على الشوارع، ولا أحد يستطيع تجاوزهم يقفون بعرض الشوارع الرئيسية ويسيرون عكس الاتجاه وفى كل الاتجاهات، مؤكدا أنه إذا كنت تستقل سيارة ملاكى لن تنجو بسيارتك أبدا دون أن يحتك أحدهم بجانب سيارتك، ولا يكفيه ذلك بل يسرع ليقف أمامك ويلقنك كلمتين حتى لا تفكر فى معاتبته، ولا يشغلهم أبدا أن يقف الطريق لساعات طويلة لحين انتهاء مشاجرة أحدهم مع أحد أصحاب السيارات أو المارة أو حتى مشاجراتهم من بعضهم البعض على أولوية تركيب الزبائن.
أما الشارع الرئيسى وسط مدينة إبشواى، والذى يطلق عليه شارع الجمهورية فهو كما أسماه المواطنون "جمهورية الباعة الجائلين" فقد افترش الباعة الجائلين الشارع من الجانبية، بالإضافة إلى أصحاب المحلات التجارية الذين يعرضون بضاعتهم بوسط الشارع، فلم يعد بالشارع أى مكان للسيارات أو المارة ولا يسمح للشارع إلا بدخول التوك توك والتروسيكل الذين لا يتحملهم الشارع مع الباعة فيغلق بالساعات، وعندما تريد أن تذهب من أول الشارع لآخره مسافة لا تتراوح الـ 20 مترا قد تأخذ ما يزيد عن نصف ساعة على قدميك وسط التزاحم ووسط شتائم الباعة الذين تلامس معروضاتهم من الخضار والفاكهة وأحيانا اللحوم وأنت فى طريقك.
وقال أحمد عمر، أحد أصحاب المحلات بالشارع، نحن نخسر الآلاف شهريا بسبب اغلاق الباعة الجائلين للشارع أمام المحلات التجارية الخاصة بنا التى ندفع آلاف الجنيهات شهريا لإيجارها، لكننا لا نستطيع البيع أو الشراء بسبب ما يشهده الشارع من تزاحم وإغلاق يوميا ولا يوجد أحد يوقف الباعة الجائلين وأصحاب التوك توك عند حدهم، فنحن مدينة كاملة لا تشهد تواجد عسكرى مرور واحد، ومن يتواجدوا هم أشخاص عاديين متواجدين بالبلطجة لفرض اتاوات على السائقين، مضيفا أن الشارع بعد خلوه قليلا من الباعة تجد فيه أكياس ممتلئة بالقمامة وبواقى مفروشاتهم من الخضار والفاكهة منتشرة فى كل مكان بالشارع، فى مشهد يرثى له ويؤكد أن الفوضى هى سيد الموقف بمدينة أبشواى.
أما الكارثة الكبرى بالمدينة فتكمن فى المدخل الرئيسى للمدينة والمخرج الرئيسى أيضا وهو ما يطلق عليه "ملف أبو جنشو"، وأكد الأهالى أنه المدخل والمخرج الوحيد من المدينة إلى القرى التابعة لها والقرى التابعة لمركز يوسف الصديق الذى يعانى من الازدحام المستمر، وترك سائقوا السيارات الأجرة المواقف المخصصة لهم وتواجدوا فى هذا المكان لتركيب زبائنهم من سكان القرى الذين حضروا الى مدينة ابشواى لشراء احتياجاتهم لتوصيلهم الى قراهم، فيصطف السائقون رافضين دخول الموقف المخصص لهم ويغلقون المدخل بالساعات، وقد تقف بسيارتك فى وسطهم لأكثر من ساعتين حتى يتم فتح الشارع المزدحم بهم وينتهون من تركيب زبائنهم ويتم تسيير حركة السيارات بالشارع، مع غياب تام لمسؤولى المرور بالمدينة عن المشهد وعن مخالفات السائقين وعن سيطرتهم على مدخل المدينة وعدم التزامهم بالموقف المخصص لهم.
وقال صالح محمد أحد السائقين "احنا بنضطر نقف هنا لأن مفيش مرور يتواجد يجبر السائقين على دخول الموقف وهو ما يجعلنا نتواجد بمكان تواجد باقى السائقين حتى لا يقومون بأخذ الزبائن منا"، ولفت صالح إلى أنه "لو اجبر المرور جميع السائقين على التواجد بالموقف وتواجد عسكرى مرور بشكل يومى بالملف لن يتواجد هذا المشهد".
أما الجانب الثانى من مدينة إبشواى امام المطافى ومرورا بقسم شرطة إبشواى وصولا الى مستشفى الفيوم العام، فيؤكد المواطنون ان وصولهم الى مستشفى الفيوم العام يمثل مأساة حقيقية لهم، وان سائقى السيارات الأجرة والتوك توك سيطروا على الشارع ولغوا الاتجاهين، وأصبح الجميع يسير فى عكس الاتجاه فى الجانبين ما يجعل طوال الوقت هناك تصادمات ومشاجرات بالشارع، بالإضافة إلى الإغلاق الذى يصل لساعات طويلة يمنع وصول المواطنين لمستشفى الفيوم العام بسهولة، خاصة مع إغلاق الشارع أمام قسم شرطة أبشواى والمرور من خلفه مما يتسبب فى الاختناق والتزاحم.
وطالب المواطنون بفتح الشارع أمام قسم الشرطة وتواجد مسؤولى المرور لعودة السير فى الاتجاهين ومنع سير السيارات المخالفة من السير عكس الاتجاه.
كما طالب المواطنون محافظ الفيوم بزيارة المدينة مرة أخرى خاصة أنه عندما زار المدينة زارها يوم الجمعة وهو اليوم الذى تكون المدينة هادئة فيه نظرا لعدم قدوم المواطنين من القرى إلى المدينة وعدم وجود السيارات الأجرة، بالإضافة إلى أنه تم إبلاغ مسؤولى الوحدة المحلية قبل زيارته فانتشروا فى شوارع المدينة ولم ير الوضع على طبيعته.