كتب مصطفى النجار
أصبح من المعتاد بل يعد طقسًا يوميًا أن يرى كل مصرى فى المدن الرئيسية فى كل المحافظات أكوام الأتربة والقمامة على جانبى الطرق، وأحيانًا ما تتسبب هذه الأتربة والقمامة فى تضييق الطرق الرئيسية والكبارى، ما ظهر جليًا خلال اليومين الماضيين، اللذين شهدا أمطارا فى عدد كبير من المحافظات خاصة القاهرة والجيزة والإسكندرية، ما نشر مزيجا من الأتربة الممزوجة بمياه الأمطار فيما يطلق عليه عموم الناس "طينة".
ومن هذا المنطلق يتزايد التساؤل حول دور وزارة التنمية المحلية بعد تولى الدكتور هشام الشريف، إذ لم يكشف حتى الآن الوزير الجديد عن خطته لحل المشكلة الأزلية لتراكم القمامة والأتربة.
فى عام 2015 قال الدكتور خالد زكريا العادلى، محافظ الجيزة السابق، إن "الحضارة المصرية على مر العصور وضعت أسسًا ومعايير للمستوطنات البشرية فى الصحراء، وفى تخطيط المدن المصرية نجد الشوارع توجه فى اتجاه الشمال الجنوبى للسماح للهواء بالمرور فى الشارع والتظليل فى الجزء الأكبر من اليوم، وفصلت الشوارع لتعمل على تنقية الأتربة المحملة فى الهواء من خلال اصطدامه بالحوائط وسقوط الأتربة منه".
ورغم أن المصريين القدامى كانوا أكثر حكمة، فإنه يظل الأمر مفتوحًا لاجتهاد الوزير الجديد حتى يزيل ما يشوه صورة المدن الحضارية، من خلال تشجيع عمال النظافة على التخلص من الأتربة والقمامة، إذ يلاحظ أن العمال يجمعون الأتربة والقمامة من وسط الطرق ويضعونها فى أكوام كبيرة أو صغيرة بجوار الأرصفة، ومن ثم يأتون ثانى يوم ليجمعوا الأتربة ويعيدوا نفس الكرة.
