ننشر نص الكلمه التى ألقاها النائب علاء عابد رئيس لجنة حقوق الانسان بمجلس النواب، اليوم الاثنين، خلال مشاركته فى اجتماع الأمم المتحدة غى فيينا، والخاص بمكافحة الإرهاب والجريمة والمخدرات.
إلى نص الكلمة:
السيدات والسادة الحضور اسمحوا لى أن أعبر عن سعادتى الكبيرة بالحديث أمامكم حول واحدة من أهم وأخطر القضايا العاجلة والساخنة والتى تتطلب وقفة واضحة وحاسمة من جميع دول العالم ومنظماته الدولية والإقليمية ألا وهى ظاهرة الإرهاب ومن هذا المنبر أجد لزاما على أن أحذر العالم كله من خطورة هذه الظاهرة التى لم تعد أى دولة على مستوى العالم بمأمن من شرورها والخوف كل الخوف من التأثير الخطير من هذه الظاهرة ليس على دولة وحدها او منطقة بعينها ولكن من خطورتها على الأمن والسلم الدوليين.
السيدات والسادة الحضور أستطيع أن أقول وبكل صراحة ووضوح وليس لأننى أمثل البرلمان المصرى ولكن أنا أقول وأتحدث وبكل الثقة والأمانة عن حديث العالم كله وإشادته بالدور والتجربة المصرية الرائدة فى محافحة ظاهرة الإرهاب الأسود وبكل أمانة وتجرد أقول وأنا فى قمة السعادة أن مصر وحدها تكافح الإرهاب نيابة عن العالم والتجربة المصرية رائدة وناجحة ويجب أن تكون منهاج عمل لأى دولة تريد أن تنتصر على الإرهاب أقول لكم ياسادة أن الشعب المصرى انتفض فى ثورة 30 يونيو عام 2013 واستشعر الخطر والمؤامرة الكبرى التى كانت تحاك ضد مصر وشعبها، حيث قامت جماعة الإخوان الإرهابية بزرع الآلاف من الارهابيين والتنظيمات الإرهابية والتكفيرية على أرض سيناء وقد وأعطى الشعب المصرى تفويضا للدولة لمحاربة الإرهاب وخرج الملايين من الشعب المصرى إلى الشوارع والميادين لمنح التفويض للدولة المصرية لمكافحة الإرهاب وهذا هو سر نجاح القوات المسلحة المصرية الباسلة وجهاز الشرطة فى التصدى للارهابيين وقريبا ومن هنا من فيينا اقول للعالم كله أن مصر سوف تحتفل بتطهير جميع أراضيها من دنس الإرهاب والإرهابيين.
السيدات والسادة أقول أن البرلمان المصرى المنتخب اصدر عدة تشريعات مهمة لتحقيق العدالة والمساواة بين ابناء الشعب المصرى وأصدر باجماع أعضائه فى جلسة تاريخية تابعها الرأى العام المصرى والعالمى قانون ترميم وبناء الكنائس وهو قانون انتظره المصريون أكثر من مائة وخمسين عاما كما اصدر البرلمان المصرى قوانين للإصلاحات الاقتصادية وجذب الاستثمارات والعمل على مشاركة الشباب والمرأة فى جميع المجالات والمواقع التنفيذية والتشريعية ولأول مرة فى تاريخ مصر تتولى سيدة مصرية منصب المحافظ بخلاف عدد من الوزيرات التى تشارك فى الوزارة الحالية وكل ذلك يهدف إلى تحقيق العدالة الحقيقية بين ابناء الشعب المصرى والتغلب على الجريمة والإرهاب .
السيدات والسادة أقف أمامكم اليوم وأؤكد أن مصر كانت فى مقدمة الدول التى أكدت على الخطاب الوسطى المعتدل الذى يصدر من المؤسسات الدينية لمحاربة الأفكار الإرهابية والتكفيرية التى تحض على العنف والكراهية وعلى الجميع أن يعلم أن مايفعله الإرهابيون لاعلاقة له من قريب أو بعيد بالإسلام أو أى دين آخر لأن كل الأديان السماوية تحث على السلام والتعايش السلمى بين جميع الشعوب والإرهاب لادين له ولا وطن له ولا يفرق فى حصد أرواح الأبرياء لأننا جميعا نعرف أن الإرهابيين لا لغة لهم سوى لغة القتل وسفك دماء الأبرياء.
السيدات والسادة سأتحدث عن شراكة مجلس النواب المصرى مع فرع مكافحة الإرهاب فى unodc فى مؤتمر اسوان لمكافحة الإرهاب والذى انعقد بمشاركة دولية رفيعة المستوى وباختصار أقول أن العالم يجب ان يلتزم بقرارات وتوصيات هذا المؤتمر خاصة :
أولا : ضرورة قيام الدول بتطوير خطط عمل وطنية لمكافحة الارهاب لمنع التطرف المؤدى إلى الإرهاب، ومن ثم ينبغى علينا جميعاً أن نتكاتف فى القضاء على العوامل الخارجية والداخلية المؤدية إلى ذلك.
ثانيا: يجب أن تكون سيادة القانون هى المبدأ الحاكم لكافة الأطر والخطوات والمسارات الوطنية والإقليمية والدولية فى مجال مكافحة الارهاب، بتعزيز سيادة القانون احترام مبدأ المساواة أمام القانون والمساواة فى التمتع بحماية القانون فى جميع العلاقات بين الحكومة والمواطن .
ثالثا: قيام البرلمانات بتطوير الأساس التشريعى الوطنى لخطط العمل الوطنية بما يتسق مع التزاماتهم الوطنية والدولية، واستعراض جميعات التشريعات والسياسات العامة والاستراتيجيات والممارسات الوطنية الرامية لمكافحة الإرهاب، للتأكد من أنها تستند إلى أساس متين فى احترا حقوق الإنسان وسيادة القانون .
السيدات والسادة قبل النهاية لابد ان أكون صريحا معكم وأقول إن التعامل الفعال مع خطر الإرهاب والتطرف يتطلب معالجة كافة جذوره وتجفيف كافة منابعه وانا وأنتم والعالم كله شهد وسمع بما يسمى بالشرق الاوسط الجديد والربيع العربى ولم نجد لاشرق اوسط جديد ولاربيع عربى ولكن وجدنا دولا يتم تفتيتها على أسس دينية ومذهبية وعرقية، سعيًا لطمس هويتها الجماعية والحيلولة دون أن يكون لها كيان وأحد قوى ومتماسك والعالم كله يتفرج على الكوارث الإنسانية وتشريد الملايين من المواطنين والحروب بين طوائف وشعب الدولة الواحدة وبصراحة اتساءل هل يأايها العالم بجميع دولك ومنظماتك راض عما يحدث من اعمال ارهابية واجرامية وعمليات قتل وإبادة للشعب الفلسطينى الاعزل وهل انت أيها العالم راض عما يحدث فى سوريا والعراق وليبيا واليمن وهل ياايها العالم ستظل صامتا امام جرائم الارهابيين خاصة من تنظيم جماعة الاخوان الارهابية وتنظيمها الدولى وايضا تنظيم داعش الارهابى
ياسادة أننى باسم الانسانية وباسم حقوق الإنسان أتمنى ومن أعماق قلبى أن يصحو المجتمع الدولى ومن خلال الأمم المتحدة وجميع المنظمات الدولية والإقليمية ليتصدى للإرهاب بجميع صوره وأشكاله وأن يفضح الدول التى تؤويه وأن يتولى محاسبتها سياسيًا أمام مجلس الأمن، وجنائيا أمام المحكمة الجنائية الدولية لأنهم هم الرعاة الحقيقين للارهاب وهنا اجد لزاما على ان احذر العالم كله من خطورة الصمت على الارهاب لان ذلك يهدد السلم والامن الدوليين كما أكدت فى البداية بل يهدد البشرية جمعاء كما اجد لزاما على ان اناشد العالم كله ان يفيق ويصحو وياخذ من التجربة المصرية الدرس والعبرة فى مكافحة الارهاب ويسارع فى انشاء تكتل دولى لمكافحة الإرهاب والإرهابيين فى كل مكان على مستوى العالم كله وأخيرا أقول أن الإسلام برئ من التنظيمات الإرهابية لأن الإسلام حثنا على التسامح وقبول الآخر ويقول الرسول الكريم " لايؤمن احدكم حتى يحب لاخيه مايحبه لنفسه " صدق رسول الله ويقول أيضا "أفشوا السلام بينكم ".. شكرا لحضراتكم .