كتب مصطفى النجار
انتقد طارق متولى، عضو مجلس النواب بمحافظة السويس، التراخى فى علاج أزمة تصدير الأسماك إلى الأردن وإسرائيل، وتعطيش السوق فى المحافظة، ما أدى إلى غضب المواطنين بسبب الزيادة غير المسبوقة فى أسعار الأسماك، ونقص الكميات المعروضة عند التجار، رغم أن فترة توقف الصيد لم تبدأ بعد.
وقال "متولى" فى تصريحاتٍ لـ"برلمانى"، إن الصيد ممنوع خلال موسم التكاثر الذى يبدأ من 30 يونيو حتى 1 سبتمبر، معقبًا: "إلا أننا لم نبدأ بعد موسم التكاثر، وبالبحث عن سبب الارتفاع الجنونى للأسعار الذى تخطى حدودى الـ1000% إذ كان بعض أصناف الأسماك يتم شراؤها بـ3 إلى 4 جنيهات للكيلو وأصبحت الآن بـ30 إلى 40 جنيه للكيلو، وهى وجبات شعبية، كان الفقراء يشترونها حتى يقولون إنهم زفروا بيوتهم".
وأضاف النائب: "دلوقتى السوايسة مش عارفين يزفروا بيوتهم"، فى إشارة لعدم قدرتهم على شراء الأسماك لارتفاع أسعارها، إذ كانت الوجبة الرئيسية الشعبية كيلو أو اثنين كيلو مع الأرز وهو ما يسمى بالـ"زفر"، كما أكد النائب البرلمانى أن السمك الذى يتم صيده فى السويس يُصَدَّر للأردن وإسرائيل.
كان النائب طارق متولى، قد تقدم بطلب إحاطة ضد شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، وطارق قابيل وزير الصناعة والتجارة بسبب تصدير الأسماك إلى خارج البلاد والذى تسبب فى أزمة طاحنة للمواطنين والتجار على حد سواء، وضرب مثالًا إرتفاع سعر سمك "الشعور" الأكثر رواجًا فى السويس والذى إرتفع سعر الكيلو جرام منه من 40 جنيه إلى 180 جنيه فى المتوسط، كذلك سمك المكرونة الذى إرتفع سعر الكيلو جرام منه من 7 إلى 15 جنيه ليصل سعره إلى 70 جنيها.
وتعجب طارق متولى، من السماح لتصدير الأسماك بكميات تتسبب فى خلل فى كمية المعروض فى السوق، قائلاً:"هل يُعْقَل أن تكون محافظة منتجة للأسماك لديها مشكلة فى توفير السمك؟!"، وحمل وزير الصناعة والتجارة بصفته المسئول عن التصدير ورئيس الحكومة مسئوليته التضامنية عن الواقعة.
وأوضح أنه من المعتاد زيادة أسعار الأسماك فى الفترة من شهرى يونيو إلى سبتمبر، بسبب موسم التكاثر إلا أنها تعود سريعًا للانخفاض، لتبدأ قوارب الأسطول "الشنشيلا" بالصيد إلى جانب مراكب "الجر" الصغيرة.
ولفت إلى أن أسماك السويس من أفضل الأصناف على مستوى العالم لأنها أعلى جودة بسبب قلة ملوحة البحر الأحمر بالمقارنة بالبحر المتوسط، ويتم تصدير الأسماك المصرية للسعودية والكويت والإمارات، كذلك من الأردن إلى إسرائيل لتباع هناك بسعر 2 دولار للكيلو جرام الواحد، وهو سعر أقل من السعر الذى يباع به فى السوق السويسى.
وأوضح أن عدد سكان السويس يبلغ 870 ألف نسمة بينما ما تنتجه السويس من أسماك يكفى من 30 إلى 40 مليون نسمة يوميًا، ويؤدى التصدير وزيادة إقبال المطاعم والفنادق على شراء الأسماك، على زيادة الأسعار فى السويس عامة.
يذكر أن أصحاب المراكب يعرضون السمك على طاولات خشبية فى سوق الأنصارى للأسماك كل يوم، ويبدأ المزاد، ويعرض التجار أسعارهم إلى أن ينتهى المزاد عند أعلى سعر، وهو ما قد يتسبب فى زيادة فى بعض الفترات الزمنية بحسب كميات الأسماك المعروضة ودرجة تنافس التجار على الشراء.