الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 10:11 ص

آه يا عينى من "قصر العينى".. محررة صوت الأمة تعمل طبيبة بـ50 جنيها فقط.. شاهد التفاصيل

آه يا عينى من "قصر العينى".. محررة صوت الأمة تعمل طبيبة بـ50 جنيها فقط.. شاهد التفاصيل محررة صوت الأمة
الجمعة، 24 مارس 2017 04:53 م
كتب- دينا الحسينى وعدسة- عزوز الديب

نقلا عن صوت الأمة


عن المستشفيات الحكومية «حدث ولا حرج».. إهمال وتسيب واستهتار وفوضى وغياب أطباء وتكاسل، والنتيجة النهائية الموت على نفقة الدولة إلا من رحم ربى.

ودون تشاؤم الصورة قاتمة الأوضاع متردية والفقراء الذين اضطرتهم الظروف إلى اللجوء إلى مستشفيات الحكومة هم من يدفعون وحدهم الثمن والرقابة غائبة.. والمسؤولية تائهة بين الأطباء وطاقم التمريض وأفراد الحراسة ووزارة الصحة والمسؤولين الذين غاب عنهم الضمير.

«صوت الأمة» خاضت مغامرة بنفسها داخل أكبر مستشفى حكومى «قصر العينى» القديم، تقمصت خلالها المحررة دور «طبيبة» وارتدت البالطو الأبيض واستخدمت أدوات طبية، حيث استخدمت السماعة وجهاز قياس الضغط وسماعة الكشف، استأجرتهم بمبلغ 50 جنيهاً، من داخل محل مقابل لـ«قصر العينى» القديم على شارع قصر العينى.

وتجولت المحررة بين أقسام العظام والروماتيزم والجراحة العامة والتجميل، وتسللت من المبنى عبر الطرق الرئيسية إلى قسم الاستقبال والطوارئ، ووقعت كشوفاً طبية على المرضى، دون أن يستوقفها أحد للتأكد من هويتها الطبية خاصة أنها وجه جديد غير مألوف على العاملين بالمستشفى.. تفاصيل المغامرة فى السطور التالية.

فى تمام الساعة الخامسة والنصف انطلقت المحررة من مقر الجريدة بالمهندسين، وبعد شراء «عدة الشغل» وصلت إلى الطابق الأول بمستشفى قصر العينى فى تمام الساعة السادسة والنصف، وتجولت بالأدوار التى شاهدت فيها قيام مرضى بافتراش الأرض وحينما سألتهم تبين أنهم مرضى حضروا لتلقى العلاج ولم يجدوا أماكن شاغله لحجزهم للكشف عليهم فقرروا المبيت على بلاط المستشفى لحين توفير سرير بالقسم الذى سيعالج فيه المرضى، كلا حسب حالته.

واستمعت المحررة إلى شكاوى المرضى من المعاملة السيئة من جانب العاملين بالمستشفى وهذه ليست المأساة الوحيدة فى هذا الصرح الطبى الكبير، فداخل قسم العظام هناك مئات المأسى لعمليات جراحية أجريت بالخطأ والنتائج جروح وسيقان لا تحمل أصحابها رغم مرور فترات طويلة على العلاج وهو الشىء نفسه فى كافة أقسام المستشفى.

وبقسم الاستقبال الذى كان خاليا من الأطباء إلا من ممرضتين وثلاثة عمال وفردا أمن لفض المشاجرات التى تنشب بين أسر المرضى والأطباء، تحدثت «صوت الأمة» إلى المرضى للتعرف على أدق تفاصيل معاناتهم فى المستشفى فطلبت منها أسرة مريض قياس الضغط قائلة: «الله يكرمك يا دكتورة قيسى له الضغط عشان داخل العمليات دلوقتي؟»، فسألتها المحررة «إزاى خرج من غرفة العمليات» فرد المريض «أنا بغسل كلى وصايم من إمبارح وداخل عمليات دلوقتى والدكاترة قالولى روح شوف ممرضة تقيس لك الضغط وتكتبة على الورقة دى عشان تدخل عمليات وبقالنا ساعة بيقولوا حاضر ومحدش عاوز ييجي».

حاولت المحررة قياس الضغط للمريض ولمدة 10 دقائق وقفت بغرفة الاستقبال تتظاهر بالكشف على المريض دون أن يستوقفها أحد ويمر من حولها الأمن والتمريض والأطباء ولم يبدوا أى اندهاش فقالت للمريض «ضغطك 120 على 80»- على حسب معرفة المحررة بأن هذا الرقم هو الرقم المثالى لقياس الضغط -، ولكى لا يعتمد عليها المريض تحججت بأن جهاز الضغط يعطى قراءة خطأ فتركته قائلة «انتظر أى ممرضة تمر وأطلب منها قياس الضغط للتأكد من القراءة الصحيحة».

وداخل إحدى الغرف أسرع أحد أهالى المرضى تجاه المحررة عقب مشاهدته لها مرتدية البالطو الأبيض معتقدا أنها طبيبة وطالبها بضرورة الكشف على والده المريض الذى يتألم ولا يجد أحدا من الأطباء ليوقع الكشف الطبى عليه رغم تواجده منذ أكثر من ساعة، توجهت المحررة تجاه المريض ووقعت الكشف الطبى عليه من خلال قياس نبضات قلبه بالسماعة ووجدتها بالفعل سريعة والمريض يحتاج على الفور لطبيب بالإضافة لوجود صفرة فى عينيه مما يؤكد أن حالته متدهورة.

وفى الحجرة المجاورة لهذا المريض توجد سيدة فى العقد الثالث من عمرها ترقد على أحد الأسرة وتجلس بجوارها والدتها المسنة التى بمجرد أن شاهدتها هرولت نحوها وطالبتها بأن تطمئنها على نجلتها التى ترقد على فراش المرض دون أن يوقع طبيب الكشف عليها.

بعد تجولنا بالاستقبال توجهنا إلى طوابق حجز المرضى بقسم الجراحة العامة وشاهدنا سيدة تسير بالطرقة وبيدها «قسطرة» وحول رقبتها طوق طبي، فحينما شاهدت المحررة بالبلطو الأبيض استوقفتها «دكتورة .. دكتورة»، فردت المحررة «فى حاجة مالك ياستي» وقالت لها «الله يخليكى أنا لسة عاملة عملية خارجة منها والدكتور اللى بيتابعنى قاللى انزلى من على السرير واتحركى فى الطرقة والقسطرة بتجيب دم ومش لقياها بقالى نص ساعة وأعانى من صداع شديد ولا لاقية حد من التمريض ممكن تشوفيها»، فتحدثت معها على أن «هذا الدم هو دم طبيعى وهو من بقايا إجراء العملية» كمعلومة سابقة للمحررة، إلا أنها طالبت المريضة باتباع تعليمات الطبيب الملاحظ للحالة بالمشى فى الطرقة لحين ظهوره، وطلبت من ممرضة إعطائها فولتارين المسكن للألام ولكن بعد الرجوع للطبيب المعالج.

وأثناء السير شاهدنا أسرة مريض حالته الصحية متأخرة تجلس بجواره ابنته، وعند سؤال المحررة عن حالته سارعت ابنته بالحديث والدموع تسابق كلامها مطالبة محررة «صوت الأمة» باعتبارها طبيبة أن تطمئنها على حالة والدها الذى قالت إنه لن يتابعه الطبيب إلا فى الصباح أو الانتظار إلى الليل حتى يتم إجراء أشعة له، وأكدت أن والدها كان يعانى من جلطة وعقب احتجازه تدهورت حالته الصحية لدرجة أن أحد الأطباء أعطاه حقنه ومن وقتها وحالة والدها الصحية متأخرة، مشيرة إلى أن ساقه بدأت تتضخم بشكل مرعب ولم يخبرها أحد الأطباء بالسبب.
189294-IMG_20170319_190237-copy

289252-IMG_20170319_190416-copy

303645-17392139_171773146673264_2052696092_n-copy

337739-17439904_171773350006577_1745001743_n-copy

423825-17410281_171773186673260_1540796836_n-copy


print