أصدرت لجنة الشئون العربية بمجلس النواب برئاسة اللواء سعد الجمال، بيانا حول تفاصيل اجتماع اللجنة اليوم الثلاثاء، لمناقشة آخر المستجدات فى العلاقات المصرية العراقية، مؤكدة أن تاريخ العلاقات المصرية العراقية الضارب فى جذور التاريخ كان ولايزال ثراءًا للأمة العربية كلها، ومنذ الناصر صلاح الدين الأيوبى ، والقائد العربى قاهر الصلبيين بجنوده المصريين والعراقيين مصدر إلهام للشعوب العربية وفخر لها.
وقال البيان، إن العلاقات بين القاهرة وبغداد تشهد فى السنوات الأخيرة تقاربًا ملموسًا فى شتى المجالات، وبعد أن استعاد العراق عافيته فى أعقاب الغزو الأمريكى الغاشم وتداعياته الكارثية وبينما العلاقات السياسية فى أوج توافقها، فإن العلاقات الاقتصادية والتجارية بل والثقافية والأمنية أيضًا تشهد تعاونًا وتنسيقًا ممتازًا.
وأضافت اللجنة فى بيانها، أن زيارة اللواء سعد الجمال الأخيرة لبغداد منتصف يناير الماضى أنتجت أثارها الإيجابية في الالتقاء بكل الرموز الوطنية العراقية فى إطار حوار المصالحة، الذى انطلق من البرلمان العراقى وجامعة بغداد ،وإذا كانت الحرب على داعش فى زفيرها الأخير فإن آثار التدمير والخراب لازالت تحتاج لمزيد من الوقت للإصلاح والإعمار.
وثمنت لجنة الشئون العربية فى بيانها الزيارة التى قام بها رئيس اللجنة للبرلمان العراقى لتأكيد دور مصر الداعم للعراق فى حربه على الإرهاب، وتأكيد التقارب الشعبى مع الرسمى بين البلدين والشعبين، بالإضافة إلى التأكيد على دعم مصر الكامل لسيادة الدولة العراقية على كامل ترابها الوطني.
وأعلنت اللجنة رفضها لكافة أشكال التدخل فى الشئون الداخلية للعراق، وشجب وجود أى قوات أجنبية على الأرض إلا بموافقة الحكومة العراقية والتنسيق معها، موضحة أن التنوع فى الشعب العراقى مذهبيًا وعرقيًا هو مصدر للقوة ولا يجب أن يكون محلاً للنزاع أو التصادم، وإدراك أن الخلاف الوطني فتنة تشعلها قوى خارجية لتفتيت قوة الشعب العراقي.
ورحبت لجنة الشئون العربية بالتعاون الاقتصادي التجاري بين البلدين، مع ضرورة دفعه لمستويات أعلى تتناسب مع قوة العلاقات، كما ثمنت القرار العراقى بمد مصر بالنفط العراقى بمعدل يفوق المليون برميل شهريًا وبشروط ميسرة.
وأكدت اللجنة فى بيانها أن الإرهاب هو عدو الأوطان والأديان، ويجب التوحد فى مواجهته ليس فقط أمنيًا وإنما بكل الوسائل والسبل الفكرية والثقافية والدينية، وإن مقولة وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفرى «مصر عمود الخيمة العربية وبدونها لا توجد منطقة عربية» إنما تعبر بوضوح عن أهمية وقوة العلاقات الإستراتيجية بين البلدين.
واسفرت المناقشات داخل لجنة الشئون العربية إلى إصدار عدد من التوصيات حيث تحيى اللجنة الانتصارات التى تحققها القوات المسلحة العراقية فى الموصل وفى كل مكان فى العراق ضد الإرهاب وتنظيماته خاصة تنظيم داعش الارهابى وفى هذا الصدد تؤكد اللجنة على دعمها ومساندتها للأشقاء فى العراق فى حربهم ضد هذا العدو الغاشم حتى يتحرر كامل التراب العراقى ليحل الأمن والاستقرار ويتم إعادة اعمار ما دمره الإرهاب ويعود النازحون إلى مناطقهم مع أهمية الحفاظ على حق المدنيين الأبرياء في الحياة.
وشددت اللجنة على أن العراق يمثل ركيزة أساسية للأمن القومى العربى، ويمثل أهمية كبيرة لمصر وسينعكس إحلال الأمن والاستقرار فيه على استقرار وأمن مصر، والأمن القومى العربى برمته.
ورحبت اللجنة بتطابق الرؤى ووجهات النظر بين البلدين الشقيقين إزاء الكثير من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، لاسيما الأوضاع التى تهدد بقاء الدول العربية مثلما يحدث فى سوريا وليبيا واتفاقهما على أهمية الدفاع عن الدولة الوطنية ومؤسساتها وأجهزتها لا سيما قواتها المسلحة.
وطالبت اللجنة بضرورة زيادة وتوسيع التعاون والتنسيق الأمنى والاستخباراتى بين البلدين لمحاصرة الأفكار المتطرفة وتجفيف منابعها فى ظل تزايد الأخطار التى تهدد الأمن القومى العربى خاصة الارهاب وتنظيماته
ودعت اللجنة إلى تفعيل مذكرات التفاهم فى مختلف المجالات تعزيزاً للعلاقات بين البلدين، وتخفيف إجراءات منح تأشيرات الدخول أمام رجال الأعمال والمستثمرين من البلدين، بالإضافة إلى تبادل الزيارات للعراق لبحث سبل التعاون المشترك بين البلدين وذلك لاستطلاع الفرص المتاحة أمام الجهود المصرية في مرحلة إعمار العراق في المدن التي تم تحريرها مؤخرًا في العراق.
ودعت اللجنة المؤسسات الدينية بكافة تنوعاتها فى البلدين إلى الحوار والتعاون فى مقاومة الأفكار الإرهابية والغلو والتشدد و التأكيد على قيم العيش المشترك ونبذ العنف والكراهية والطائفية وعدم الزج بالأديان فى خلافات السياسة وصراعات المصالح، وكذلك الجهات المعنية فى مصر والمختصة بشئون الطلبة الوافدين تسهيل حصولهم على الموافقات الخاصة بالالتحاق بالمعاهد والجامعات المصرية.