120 دقيقة كاملة قضاها البابا فرانسيس بابا الفاتيكان بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بدأت بسمفونية عزفتها أجراس الكنيسة المصرية لاستقبال بابا الفاتيكان قبل أن يمد له البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكراز المرقسية، يده تحية وسلام، بحضور كبار القساوسة والأنباوات من أعضاء المجمع المقدس، وجلس بابا الفاتيكان داخل المقر الباباوى قبل أن يخرج للقاء الكاميرات التليفزيونية إلى جانب البابا تواضروس الثانى.
وفى الوقت الذى خصص لكل الكاميرات التليفزيونية والصحفيين، وقف البابا تواضروس وكبار القساوسة والأنباوات صفين متوازيين على جانبى الباب الرئيسى للمقر البابوى لاستقبال البابا ومن حضر معه من كنيسة الفاتيكان.
وكان فى استقبال بابا الفاتيكان، داخل المقر البابوى للكاتدرائية المرقسية كل من الأنبا يوأنس أسقف أسيوط، والأنبا بفنتيوس أسقف سملوط، والأنبا موسى أسقف الشباب، والأنبا باخميوس مطران البحيرة، والأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ، والأنبا بافلى أسقف عام شرق الإسكندرية، والأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة وتوابعها، والأنبا صرابامون رئيس دير الأنبا بيشوى، والقمص رويس مرقص وكيل بطركية الإسكندرية، والقس أمنيوس عادل، سكرتير البابا تواضروس الثانى، والأنبا بولا أسقف طنطا وتوابعها.
ومثلت أصوات الكاميرات المتلاحقة، رسالة ترحيب ببابا الفاتيكان داخل الكنيسة المصرية، حيث أكدت عظمة الزيارة التاريخية التى نقلتها كل وسائل الإعلام الدولية والمحلية والإقليمية، وعقد البابا فرانسيس لقاء مغلقا مع البابا تواضروس والأنباوات والقساوسة وقيادات الكنيسة الحاضرين.
وقع البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وبابا الفاتيكان فرانسيس الأول، بالقاهرة اتفاقًا تاريخيًا حول سر المعمودية.
ويقضى الاتفاق باعتراف الكنيسة المصرية بمعمودية الكنائس الأخرى، حيث كانت الكنيسة المصرية لا تعترف بمعمودية الكنائس الأخرى، وتلزم المسيحى الذى يتحول إليها من أى كنيسة أخرى بإعادة التعميد وفقا لطقوسها.
وبعد انتهاء لقائه المغلق داخل المقر الباباوى مع البابا تواضروس الثانى وقيادات الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، انتقل البابا فرانسيس إلى الكنيسة البطرسية، تتقدمه زفة ألحان من خورس الكاتدرائية "فرقة مخصصة لترانيم وألحان الكنيسة"، وسط انطلاق لأجراس الكنيسة المرقسية فى الهواء تحية وإكبارا للبابا فرانسيس الثانى، بابا الفاتيكان.
قبل دخول بابا الفاتيكان للكنيسة البطرسية، أذاعت الكنيسة بيانا خاصا بالزيارة قالت فيه: "هكذا صرتم أيها البابا فرانسيس، عدالة إلى جانب وطنية، وأملا باقيا للإنسانية، فبعد استجابتكم لدعوتنا للحضور إلى مصر وعلى رأسنا الدعوة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى، التى مثلت كل المصريين، ليرى العالم كله مصر وهى التى تعد وطن الوحدة وفهم الآخر".
وأضافت الكنيسة البطرسية، فى بيانها الداخلى قبيل دخول البابا فرانسيس لها، أن كل الشعب المصرى يربو للمحبة والتسامح، حتى وإن اغتالت يد الإرهاب الآثمة خلال الفترة الماضية المصلين الأبرياء خلال أداهم للصلاة ليتشح الحزن والسواد، لكن يد الله ربتب على القلوب ومنحت الأرواح الهدوء والسكينة.
وأكدت الكنيسة البطرسية، فى بيانها، أن المصريين دائما متحدين فى الألم والفرح، معلنين للعالم كله أن مصر وطنا واحدا مترابطا، قائلة: "هكذا تكون مصر كما يعرفها التاريخ منذ الزمن البعيد فهى واحة سلام للجميع تتلاقى فيها الحضارة"، آملة أن تتكرر زيارة البابا فرانسيس للكنيسة المصرية، قائلة: "أنتم محفوظون فى قلوبنا بالصلاة والمحبة يا قداسة البابا فرانسيس، أنتم بابا السلام أهلا وسهلا بكم فى أرض السلام".
وترأس البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، لقاء الصلاة المسكونية مصر 2017، داخل الكنيسة البطرسية، حيث شكر البابا تواضروس الثانى، بطريرك الكرازة المرقسية، الله على نعمه الكثيرة التى من بينها قدوم البابا فرانسيس بابا الفاتيكان لزيارة الكنيسة المرقسية بالقاهرة، قائلا: "نصلى من أجل كل أصحاب الضيق ونصلى من أجل الشهداء الذين راحوا فى كل كنيسة، وقدموا أرواحهم فداء وشهادة"، مؤكدا أن الصلاة تتضمن مصرنا الحبيبة والدعوة لأن يحل السلام فى كل أرض.
وداوى البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، جراح الكنيسة البطرسية التى تعرضت لهجوم إرهابى من قبل، بوضع الورود أمام اللوحة التذكارية التى تحمل صور شهداء الكنيسة البطرسية وأسمائهم، حيث التف حوله كل قيادات الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وعلى رأسهم البابا تواضروس الثانى.
وغادر البابا فرانسيس الكاتدرائية المرقسية بعد مرور ما يقرب من الساعتين، فى زيارته التاريخية التى تقف مساندة للدولة المصرية فى حربها على الإرهاب، وتؤكد أن الإرهاب لا دين له، وأنه لابد أن يعم السلام بكل دول العالم.
وخصص اليوم الثانى للبابا فرانسيس، غدًا السبت، للقداس، والذى يقام باستاد الدفاع الجوى، بالتجمع الخامس، حيث يصل البابا فرانسيس إلى الاستاد فى الساعة التاسعة والنصف صباحا، ويدخل لتحية المواطنين الذين جاؤوا من جميع محافظات مصر، ممثلين للطوائف الكاثوليكية الست فى مصر، ويبلغ عدد الحضور 25 ألف مواطنا، منهم 2500 تقريبا سيتواجدون فى أرض الاستاد لمشاركة البابا القداس.
ومن المنتظر أن يدخل البابا فرانسيس إلى أرض الاستاد فى عربة جلبها خصيصا معه، ورفض أن تكون مغطاة أو مصفحة، بل سيارة "جولف" مكشوفة يستطيع خلالها أن يرى المواطنين ويرونه، لما يحمله من معانى الأمن والسلام المتبادل.