أعلن التيار المحسوب على "أيمن نور"، رئيس إحدى القنوات الإخوانية التى تبث من تركيا؛ تفاصيل الكيان الجديد الذى يعتزمون الإعلان عنه خلال الأيام المقبلة، فى وثيقة جديدة أحدثت بعد الإعلان عن تفاصيلها فتنة داخل التحالف المؤيد للجماعة، بين مهاجم الكيان، واتهامهم بالخيانة، وآخرون يرونها خطوة مهمة.
الوثيقة وفقًا لما أعلنته مواقع إخوانية وأطلق عليها "وثيقة مبادئ العمل المشترك"؛ دعت إلى تشكيل كيان جامع يضم كل من يوافق على هذه المبادئ، ويمثل هذا الكيان المرتقب عنوانا جديدا للفترة المقبلة.
وقالت المواقع التابعة للإخوان، إنه من المنتظر إعلان الوثيقة بما تتضمنه من كيان جديد، وتدشين جبهة واسعة بشكل رسمى قبل شهر رمضان المقبل، خلال مؤتمر صحفى بالعاصمة الفرنسية باريس، فى حضور عدد من القيادات، وسيكون فى نفس لحظة الإعلان مؤتمر صحفى آخر بمدينة إسطنبول التركية، تشارك فيه بعض الشخصيات التى لن تشارك من "باريس" لأسباب تحول دون سفرهم، من بينها عدم تجديد جوازات سفرهم.
وشن القائمون على هذا الكيان الجديد، الذى يتزعمه أيمن نور، هجومًا على حلفاء الإخوان الذين يشوهون الكيان الجديد، قائلين: "للأسف هناك تربص وتعمد لدى البعض على تشويه أى جهد وعمل يهدف لإنهاء الأزمة القائمة، ويسعون لإجهاض تلك الجهود وقتلها فى مهدها، ولذلك يروجون لكم هائل من الأكاذيب والمغالطات والافتراءات".
فى المقابل فتحت قيادات متحالفة مع الإخوان، النار على أيمن نور، والقائمون على هذا الكيان الجديد، إذ قال وليد شرابى، نائب رئيس مجلس الإخوان فى تركيا، فى بيانٍ له ردًا على هذا الكيان الجديد: "هذه الوثيقة جريمة.. فهذه الوثيقة هى تخلى فعلى عن محمد مرسى، وعن جميع قيادات الإخوان".
بدوره عَلَّقَ أشرف الزندحى، عضو مجلس شورى الإخوان فى تركيا على وثيقة أيمن نور قائلاً: " هذه الوثيقة هى للتنازل عن حق مرسى بقيادة أيمن نور والقيادات التاريخية للإخوان".
من جانبه؛ قال عمرو عبد الهادى، أحد حلفاء الإخوان فى قطر، مهاجمًا القائمين على هذا الكيان الجديد: "أخيرا انكشفوا، فهذه الوثيقة لم تذكر مرسى، وقرر القائمون على هذا البيان إطلاق الوثيقة رغم خروجهم عدة مرات لينفون هذا الأمر، كما أنهم سينظمون مؤتمرين فى اسطنبول وباريس".
فى المقابل رد الدكتور محمد محسوب، القيادى بحزب الوسط، وأحد القائمين على هذا الكيان، على هذه الاتهامات قائلاً: "بناء جماعة لا يقتضى تنازلا من أحد، بل تحديد ما هو مختلف فيه ومتفق عليه، وتفهم الأول والتعاون فى الثانى".
وفى السياق ذاته، فتح هيثم أبو خليل، أحد حلفاء الإخوان فى الخارج، النار على من يهاجمون كيان أيمن نور الجديد، وقال فى تصريح له: "من يخون مجانا أو نتيجة اختلاف فى وجهات النظر هو الخائن، لأنه يشق صفًا لا يحتمل هذا العبث!".
وعن هذه الخلافات وأسبابها، قال طارق أبو السعد، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن هذه الخلافات سببها أن الجماعة كذبت على حلفاءها منذ البداية، وحاولت تجميع شخصيات أصحاب رؤى مختلفة، ومحاولة إظهار نفسها أمام العالم أن لديها حلفاء كثيرون، وهو ما تسبب فى الأزمة التى تشهدها الجماعة وحلفاءها فى الخارج.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، فى تصريحاتٍ لـ"برلمانى"، أن الجماعة دخلت فى أزمة الكيانات المشتتة فى الخارج، وهو ما شجع أنصارها على الإقدام على تدشين كيانات منفصلة عن الجماعة، حيث يبحث كل طرف على مصلحته فقط، ويحاول إظهار نفسه للآخرين أنه يتزعم هذه الكيانات، مؤكّدًا أن هذه الكيانات ستفشل فى النهاية.