تجمع أكثر من 200 شخص أمام وزارة الداخلية فى المكسيك، احتجاجا على زيادة جرائم القتل ضد الصحفيين، وقال المحلل السياسى المكسيكى أريلى فيالوبوس إن المكسيك تتحول إلى مقبرة للصحفيين، منددًا بصمت الحكومة أمام قتل الصحفيين، ووقفها مكتوفة الأيدى دون فعل شئ.
وأكد فيالوبوس، على أن الصحفيين فى المكسيك يتعرضون لعدد من الانتهاكات المختلفة من الترهيب والفصل من العمل والاعتقال وحتى القتل، فأكثر من 100 صحفى قتلوا بسبب عملهم منذ عام 2000، مشيرًا إلى أن أسوأ جريمة من الممكن أن تحدث هى الصمت، فأن 86% من جرائم القتل ضد الصحفيين لم يتم معاقبة مرتكبيها، ونحن بحاجة إلى جعل السلطات تلتزم بالقيام بعملها.
ووفقا لصحيفة "الدياريو" الإسبانية فإنه أظهرت مجموعة صور قام بجمعها صحفيين ومصورين مكسيكيين لضحايا الصحافة بالمكسيك خلال الأعوام الأخيرة، والذى كان أخرهم الصحفى خابيير فالديز، والذى اغتيل فى مدينة كولياكان التى أسسها فى 2003 مع اثنين من زملائه.
وفالديز الذى يبلغ 50 عامًا عمل لفرانس برس لأكثر من 10 سنوات فى ولاية سينالوا معقل كارتل بارون المخدرات خواكين "ال تشابو" جوزمان المسجون حاليا فى الولايات المتحدة، ونشر فالديز كتب عدة حول التحقيقات المتعلقة بتهريب المخدرات.
وأضافت الصحيفة الإسبانية، أن الشهر الجارى هاجم نحو 100 من أفراد أحد كارتيلات المخدرات فى المكسيك سبعة صحفيين، كانوا فى طريقهم لتغطية مؤتمر صحفى متعلق بجرائم عن المخدرات، وأخذ أفراد هذا الكارتيل، الذى يطلق عليه "لافاميليا ميتشواكانا"، الصحفيين رهائن وصادروا الكمبيوترات والكاميرات وهواتفهم النقالة، فضلا عن وثائقهم الشخصية قبل أن يفرج عنهم، ويسمح لهم بمواصلة الطريق، وأخبر أحد الصحفيين الشرطة بأن الخاطفين هددوا بحرق الصحافيين أحياء فى سياراتهم.
ووفقا لتقرير عن حرية الصحافة، صادر عن منظمة فريدوم هاوس فإن المكسيك لا تتمتع بحرية حقيقية للصحافة، وليس أدل على ذلك من قانون الاتصالات المثير للجدل الذى وقعه الرئيس إنريكى بينيا نييتو، عام 2014، والذى يمنح الحكومة قدرا كبيرا من السيطرة على الوسائل التى تعمل من خلالها وسائل الإعلام، من بينها قوانين صارمة لمنع الاحتكارات فى قطاع الاتصالات، وفرض حظر على بيع الإعلانات من قبل محطات الإذاعة المحلية، ما يلزمها بالحصول على التمويل من خلال الحكومة.
وأشارت صحيفة "الدياريو"، إلى أنه خلال عام 2016 قتل صحفى واحد كل شهر فى الممكسيك، ولكن فى الفترة بين يوليو للسبتمبر فقد هناك 29.3 اعتداء شهريا على الصحفيين، أما عام 2017 الجارى والذى لم يكمل نصفه فقد قتل 11 صحفيا حتى الآن، وهناك أكثر من 800 شكوى من الهجمات ضد الصحفيين منذ 2010 وحتى الآن.
ومنذ عام2006، أنشأت المكسيك هيئتين منفصلتين للنظر فى الجرائم ضد الصحفيين، وفى عام 2012، تم وضع نظام سلامة يشمل أزرار للتنبيه فى حال الخطر ومراقبة بكاميرات الفيديو للصحفيين الذين يتعرضون للتهديد، ولكن وصلت نسبة الإفلات من العقاب إلى أكثر من 86%.
ودعا الاتحاد الأوروبى إلى التحقيق السريع والشفاف فى مقتل الصحفيين فى المكسيك، وقال إن المكسيك أصبحت واحدة من البلدان الأكثر خطورة فى العالم للعاملين فى وسائل الإعلام.
وقال الاتحاد الأوروبى فى بيان له، إن استمرار موجة أعمال القتل والهجمات التى تستهدف الصحفيين فى المكسيك يثير مخاوف خطيرة ، ولابد من جلب مرتكبى جميع الجرائم وتسليمه للعدالة.