قال الدكتور إمام غريب، رئيس لجنة شئون الشرق الأوسط بحزب المحافظين، إن أهمية الزيارة التى يقوم بها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية تأتى فى أنها تشمل ثلاثة قمم، أولها هى القمة الأمريكية السعودية والتى يغلب عليها الشق الاقتصادى، ومن المتوقع توقيع العديد من الاتفاقيات فى مختلف المجالات بين الدولتين بمئات المليارات من الدولارات، إضافة إلى مساهمة السعودية بمشاريع كبرى فى أمريكا .
وتابع فى بيان له: أما القمة الأخرى فهى قمة أمريكية خليجية تتناول التهديدات التى تواجه الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، وأخيرا قمة أمريكية إسلامية تتضمن اجتماع قادة العالم الإسلامى بالرئيس الأمريكى ترامب، لبحث سبل بناء شراكة أمنية لمكافحة الإرهاب والتصدى لسياسات إيران العدوانية، والتى تأتى ضمن أهم أهداف تلك الزيارة التاريخية، إضافة إلى محاولة ترامب تحسين صورته أمام العالم الإسلامى باختيار دولة بها أهم المعالم الإسلامية وهو السعودية لزيارتها والتخاطب من خلالها مع المسلمين، وذلك بعد سلسلة تصريحات معادية للمسلمين حول العالم خلال حملته الانتخابية وقبل وصوله إلى الحكم، وانتقد حينها الكثيرون سياسته الرامية للعداء مع المسلمين .
وأردف، أن "ترامب" يسير على طريق المصالح المشتركة التى جعلته يغير من سياساته بعد الوصول إلى سدة الحكم فى أمريكا فمعظم قرارته التى أعلن عنها خلال حملته الانتخابيه ما زالت مجمدة ولم ترقى إلى حيز التنفيذ حتى الآن وتحديدا قراره بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس تمهيدا للاعتراف بيها كعاصمة للكيان الصهيونى أمام العالم .
واستطرد، أما بخصوص مشاركة مصر فى القمة تأتى انطلاقا من دورها المتفرد كدولة رائدة فى الشرق الأوسط وقوة إقليمية لا يمكن تجاهلها وهذا ظهر جليا فى اتصال "ترامب" بالرئيس عبد الفتاح السيسي قبل وصوله إلى السعودية لتأكيد حضوره فى القمة، فمصر قبل أيام قليلة استضافت العاهل الأردنى الملك عبد الله لتنسيق المواقف حول القضية الفلسطينية الإسرائيلية حتى يكون الاتجاه واحد فالجميع يعلم أن المشاركة المصرية تثرى أعمال القمة .
وأشار "غريب" إلى أن العلاقات المصرية الأمريكية تسير على النهج التقارب فالاثنين يحاربان الإرهاب، وفى لقاء بين الرئيسين السيسى وترامب فى واشنطن أبدى الأخير تراجعه عن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس إعمالا بنصيحة الرئيس المصرى، حيث أن الرئيسين تجمعهما علاقات طيبة.
وأضاف، "غريب" ، أن مصر تتطلع إلى تنمية وتوسيع آفاق التعاون بينها وبين البلدان المشاركة فى القمة بما يساهم فى خروج القمة بنتائج تحقق الاستقرار والأمن فى الشرق الأوسط، وينبغى أن نشير إلى ان مصر كانت سباقة فى توطيد العلاقات السعودية الأمريكية، فكانت الأراضى المصرية هى التى استضافت أول قمة أمريكية سعودية قبل نهاية الحرب العالمية الثانية فى فبراير عام 1945 م وهو اللقاء التاريخى الذى جمع بين الرئيس الأمريكى فرانكلين روزفلت والملك السعودى عبد العزيز آل سعود على ظهر المدمرة الأمريكية كونيسكى فى قناة السويس.
واستكمل: أننا نأمل أن تؤدى هذه القمة إلى إحداث تقارب فى مسار عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مثلما أكد "ترامب" ذلك قبيل مغادرته واشنطن، وعلى العرب ان يستفيدوا جيدا من أن أى إدارة أمريكية جديدة دائما ما تكرس الفترة الأولى من حكمها فى محاولة لإيجاد حل للنزاع العربى الإسرائيلى وعلينا استغلال تلك الفرصة جيدا .
وذكر: وربما تسفر جهود "ترامب" عن حل المشكلة وتقارب أمريكى سعودى خاصة فى ظل الفجوة التى حدثت خلال إدارة "أوباما" من خلال إصدار قانون "جاستا" والذى يتيح للمدنين الأمريكيين بإلزام الممكلة العربية السعودية بدفع تعويضات هائلة إلى ضحايا أحداث الـ11 من سبتمبر وما بعدها.