قال الرئيس عبد الفتاح الرئيس السيسي، ان مصر والنمسا ارتبطا علي مدار عقود بعلاقات متميزة، أتاحت للبلدين التعاون معا
وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع مستشار النمسا، عقب مباحثاتهما بقصر الاتحادية، أن تلاقي المصالح والرؤية المشتركة بين البلدين يساهم بشكل كبير في تعزيز التعاون بين البلدين
وأشار الي أنهما عقدا جلسة مباحثات مثمرة وبناءة ، واتفقا علي أهمية الارتقاء بحجم التعاون بين مصر والنمسا، وعقد اجتماع اللجنة المشتركة، وزيادة حجم الاستثمارات النمساوية في مصر.
والي نص الكلمة..
السيد المستشار "كريستيان كيرن"
السيدات والسادة
يُسعدني أن أرحب اليوم بالمستشار النمساوي "كريستيان كيرن"، والذي يحل ضيفاً عزيزاً على مصر وشعبها.
لقد ارتبطت مصر والنمسا على مدار عقود بعلاقات متميزة تتسم بالتعاون والاحترام المتبادل أتاحت للبلدين العمل معاً والتنسيق المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. ومما لا شك فيه أن تلاقي المصالح والرؤى المشتركة للبلدين إزاء العديد من القضايا التي فرضت نفسها على المجتمع الدولي يساهم بشكل كبير في تميز العلاقات المصرية النمساوية سواء على المستوى الثنائي أو من خلال التنسيق الوثيق في المحافل الدولية، والتعاون أجل تعزيز السلم والأمن الدوليين.
السيدات والسادة
لقد عقدُت اليوم مع المستشار "كيرن" جلسة مباحثات مثمرة وبناءة تناولنا فيها مختلف قضايا التعاون الثنائي بين البلدين، وسبل تطويرها وتعزيزها بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الصديقين، وتعظيم الاستفادة من الخبرات والإمكانيات المتوافرة لكليهما. ولقد اتفقنا على أهمية الارتقاء بحجم التعاون بين مصر والنمسا وتطوير الشراكة على الصعيد الاقتصادي والاستثماري، فضلاً عن زيادة التبادل التجاري بين البلدين وعقد الاجتماع القادم للجنة المشتركة. ولقد لمست اهتماماً من المستشار "كيرن" بالاستفادة من الفرص التي يتيحها الاقتصاد المصري لزيادة حجم الاستثمارات النمساوية في مصر ونقل الخبرة النمساوية إليها، سواء فيما يتعلق بالمشروعات القومية الجاري تنفيذها أو بدعم المشروعات المتوسطة والصغيرة التي تعد النمسا من الدول صاحبة التجارب الرائدة في تعزيز دورها كدعامة رئيسية للنمو الاقتصادي.
وفي هذا السياق فقد استعرضت مع المستشار خلال المباحثات الخطة الطموحة التي تنتهجها مصر حاليا للإصلاح الاقتصادي من خلال اتخاذ قرارات حاسمة على مدى الشهور الماضية بدعم من الشعب المصري، وذلك بما يُمهد الطريق لتحقيق طفرة تنموية تسهم في تعزيز استقرار مصر وتوفير خدمات أفضل لمواطنيها بما يلبي تطلعاتهم نحو مستوى معيشة أفضل ومستقبل مُشرق.
وعلى الصعيد السياسي فقد تطرقت مباحثاتنا إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وسُبل التعاون لمواجهة التحديات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية، حيث تم الاتفاق على تعزيز وتكثيف التشاور الثنائي وتنسيق الجهود بين البلدين في المحافل الدولية، ولاسيما من أجل دعم الجهود الدولية الرامية لوقف نزيف الدم في سوريا، وإعادة الاستقرار ودعم مؤسسات الدولة في ليبيا لإنهاء المعاناة التي يعاني منها الشعب الليبي، والتعامل الفعّال مع قضية تدفق اللاجئين والهجرة غير الشرعية من خلال منظور شامل يراعي الأبعاد التنموية والأسباب الجذرية للهجرة. كما استعرضنا في هذا الصدد سبل التصدي لقوى الإرهاب والتطرف، والتي باتت تُمثل تهديداً مشتركاً لأمن واستقرار المجتمع الدولي ككل، ولقد أكدت للسيد المستشار في هذا الصدد عزم مصر والتزامها بالوقوف في مواجهة هذا الخطر المشترك الذي لا يعرف وطناً أو ديناً.
ولقد كان من دواعي سروري أن لمست اتفاقاً في وجهات النظر بين مصر والنمسا إزاء أفضل السبل لمواجهة هذه التحديات غير المسبوقة التي تواجه مساعينا لاستعادة الاستقرار في الشرق الأوسط وتوفير المناخ الأنسب للنمو الاقتصادي وتلبية طموحات شعوبنا في الحياة الآمنة الكريمة. ولقد اتفقنا على أن يستمر التنسيق رفيع المستوى بين البلدين إزاء هذه القضايا ومواصلة التشاور حولها.
السيد المستشار "كريستيان كيرن"،
إنني إذ أكرر الترحيب بكم اليوم في القاهرة، فإنني أتطلع لأن تكون هذه الزيارة بداية جديدة لتعاون مشترك بهدف تطوير العلاقات المصرية النمساوية والارتقاء بها نحو آفاق أرحب، وذلك بما يلبى تطلعات الشعبين المصري والنمساوي الصديقين.
وشكراَ...