كما اعتادت مصر التأكيد على عدد من الثوابت فى علاقتاها الخارجية ، أولها عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، نجحت مصر أيضا خلال السنوات القليلة الماضية فى إحداث توازن فى علاقاتها الخارجية، بعيدًا عن الصراعات والتحالفات المختلقة التى تحكم العالم .
التوزان فى العلاقات الخارجية المصرية ظهر من خلال تعاملها مع القضايا الإقليمية المختلفة بما يتوافق مع رؤيتنا بغض النظر عن سياسة باقى الدول، وهو ما كشف عنه تعامل مصر مع الأزمة السورية والليبية وغيرها من القضايا
ورغم التقاطع فى المصالح التى أحدثتها هذه القضايا بين دول كبيرة، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وغيرها من الدول، إلا أن مصر نجحت فى إحداث توازنا فى تعاملها مع الدولتين .
وبرغم توقعات البعض بتوتر العلاقة بين مصر وروسيا ، بعد وصول الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والذى اظهرت توافقا كبيرًا مع مصر فى سياستها المختلفة خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، إلا أن مصر حرصت على الحفاظ على العلاقات الروسية .
وتنطلق اليوم الاثنين المشاورات المصرية الروسية في إطار صيغة 2+2 بين وزيري خارجية ودفاع البلدين.
هذا الحوار الاستراتيجي بين مصر وروسيا بصيغة 2+2 تم تفعيله بين مصر وروسيا ، لتصبح مصر الدولة السادسة التي ترتبط معها روسيا بمثل هذا الإطار المهم من المباحثات الاستراتيجية على مستوى وزيري الخارجية والدفاع بعد الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا واليابان.
وقد عقد الجانبان اجتماعين في إطار هذه الصيغة، الأول بالقاهرة في نوفمبر 2013، والثاني بموسكو في فبراير 2014
ومن المقرر أن تتناول المباحثات ستتناول قضية الإرهاب في أعقاب الأحداث الإرهابية الأخيرة التي شهدتها مصر، بالإضافة إلي العواصم الأوروبية التي تعرضت لعدة أحداث إرهابية عنيفة مؤخرا، مما يدق ناقوس الخطر بشأن تصاعد ظاهرة الإرهاب التي باتت تحصد الأرواح البريئة علي نحو مستمر.
وقال السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق، عضو لجنة العلاقات الخارجية، إن مصر نجحت في إضفاء معني التوازن علي علاقتها بروسيا وأمريكا.
وأشار العرابى إلى أن مصر نجحت فى الحفاظ على علاقة صداقة قوية ومتنامية مع روسيا ، إلى جانب الحصول على ثقة ودعم الولايات المتحدة الامريكية،
وأن معادلة 2+2 تحمل معني العلاقة الوثيقة بين البلدين وتؤكد حرصهما علي العمل المشترك للوصول الي حلول سياسية لمشاكل المنطقة .