شهدت قرى مراكز الرحمانية وشبراخيت وكفر الدوار ودمنهور بالبحيرة، حالة من الغضب الشديد بسبب انقطاع مياه الشرب لأكثر من ثلاثة شهور، خاصة مع حلول شهر رمضان الكريم ودخول فصل الصيف، مما يزيد حالة الاحتقان بين المواطنين.
"برلمانى" حاول الاقتراب من المشهد أكثر لرصد أبعاد الموضوع من جميع جوانبه.
فى البداية أكد محمد عبد الرحيم- موظف من قرية المحامدة التابعة لمركز دمنهور، على استمرار أزمة انقطاع مياه الشرب لأكثر من 3 شهور واعتماد الأهالى على الطلمبات الحبشية الغير نظيفة لتلبية احتياجتهم المعيشية، مضيفا أن عددا من المواطنين يقطعون مسافات طويلة لملء "جراكن " المياه من القرى المجاورة، مما يكبدهم مشاق شديدة الصعوبة.
وأوضح عبد الرحيم، أن عددا كبير من الأهالى توافدوا على ديوان عام محافظة البحيرة بمدينة دمنهور لتقديم شكواهم بهذا الأمر، ولكن دون جدوى حتى الآن.
فيما أكدت فاطمة عبد الرازق ربة منزل من أهالى قرية حسين عمرو، على صعوبة المعيشة فى ظل انقطاع دائم لمياه الشرب ، مضيفة: "البلد بتموت بالبطىء من قلة الميه، واشتكينا كتير ومفيش حد بيسأل فينا..حسبنا الله ونعم الوكيل".
وتابعت " الستات بتشتغل فى البيت وفى الأرض وكمان مسئولة عن توفير الميه كل يوم من العزب اللى جنبنا ..والله ده ظلم ما يرضيش ربنا أبدا"
وقال فتحى سالم مزارع من قرية نديبة ، إن الأوضاع داخل قرى نديبة وفحص وخط حوش عيسى لايحتملها أحد شهور والميه مقطوعه وشركة المياه بترسل عربية واحدة متكفيش 10 أسر ، مضيفا "اشتكينا كتير لمجلس المدينة ومجالس القرى والمحافظة ويوعدونا ويقولوا لنا الأزمه هتتحل ومفيش أى جديد ولا أى حاجة بتحصل"
فيما أكد السيد سالم مدرس من اهالى كفر السابى التابع لمركز الرحمانية على استمرار أزمة مياه الشرب مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة ، مما يسبب مشاكل كثيرة ومنها انتشار الأمراض خاصة الأطفال ، مضيفا أنه لابد من محاسبة المسئولين عن هذه الازمة المتواصلة منذ شهور والتى هى بمثابة جريمة فى حق هؤلاء المواطنين.
وطالب سالم المهندسة نادية عبدة محافظ البحيرة بالتدخل لحل هذه المشكلة بشكل فورى قبل تصاعدها أكثر وزيادة احتقان الأهالى بالتزامن مع الأزمات الأخرى مثل غلاء الأسعار وضعف الموارد .
وأكد عبد السلام خيرى من أهالى مركز دمنهور على المعاناة الشديدة التى يعيشها الآلاف من اهالى القرى المحرومة من المياه ، مضيفا أن معظم الأهالى يعتمدون على مياه الطلمبات الغير غير صالحة للاستهلاك الادمى ، بالاضافة الى شراء المياه المعدنية التى تكبدهم أموال باهظه كل شهر.
من جهتها أكدت النائبة سناء برغش عضو مجلس النواب عن دائرة مركز وبندر دمنهور ، على ضرورة وضع حلول جذرية لازمة المياه التى تتكرر بقرى المحافظة كل عام خاصة فى فصل الصيف.
وطالبت برغش بتغيير شبكات المياه المتهالكة لأنها أحد أسباب انقطاع المياه بقرى المحافظة وكذلك تشغيل محطات المياه بكامل طاقتها وصيانتها بشكل مستمر مع إنشاء محطات جديدة لاستيعاب الكثافة السكانية المتنامية.
من جانبه أكد المهندس خالد حسين، رئيس شركة مياه الشرب بالبحيرة ، على تكثيف الجهود المبذولة لحل أزمة مياه الشرب ببعض قرى المحافظة، مضيفا أن هذه المشاكل ستحل بشكل جذرى خلال الفترة المقبلة مع تشغيل محطات التنقية الجديدة بكامل طاقتها ومنها محطة مياه الشرب بالمحمودية بطاقة 86 ألف متر فى اليوم بتكلفة 220 مليون جنية، والتى ستغطى القرى المحرومة بمراكز دمنهور والمحمودية، وكذلك توسعات محطة مياه ابو حمص ومشروع تطهير خط مياه النوبارية والذى سيساهم فى حل مشكلة انقطاع مياه الشرب .
وأوضح رئيس شركة مياه البحيرة، أنه جارى تنفيذ الوصلات الخاصة بخطوط المياه بمركز دمنهور، والتى تغطى أكثر من 25 قرية.