فى 25 إبريل 2014 فاز الدكتور السيد البدوى بولاية ثانية لرئاسة حزب الوفد على منافسه فؤاد بدراوى، ومنذ هذا التاريخ ،كانت هناك خلافات بين الإثنين تحتدم تارة وتهدأ تارة أخرى وزاد من توتر الأحداث قرار للهيئة العليا بفصل فؤاد بدراوى ليزداد الأمر سخونة ويتحول الخلاف إلى تراشق حاد بينهما ظهر على وسائل الإعلام ومواقع التواصل.
إلا أن مسلسل "الجماعة 2" للكاتب وحيد حامد، عاد ليجمع ما فرقته السياسة ويستطيع "فن" هذه المرة أن يقرب المسافات بين "البدوى" و"بدراوى" فى الوقت الذى باءت فيه كل المحاولات بالفشل على مدار سنوات عدة، فلأول مرة نجد الإثنين فى صف واحد للدفاع عن الزعيم الوفدى الكبير "مصطفى النحاس" ضد ما وصفه الوفديين بمحاولات تزوير التاريخ معترضين على مشهد فى المسلسل يؤكد أن الزعيم الوفدى قبل يد الملك رغم أن التاريخ بلور وجود خلافات حقيقية وجذرية بين الملك ومصطفى النحاس استمرت لسنوات طويلة.
ونقلت حسابات عدد كبير من أعضاء الوفد، إشادات بالغة بموقف فؤاد بدراوى من مسلسل الجماعة الذى انتفض فيه دفاعا عن رمز الوفد مصطفى النحاس وإعلانه أنه لن يتوان فى الدفاع عنه فى الوقت الذى أعلن فيه السيد البدوى رئيس حزب الوفد أنه سيتخذ كل الإجراءات القانونية للدفاع عن الزعيم الراحل ليقف الإثنان فى فريق واحد لأول مرة منذ سنوات طويلة.
ويرى الوفديون أن السيد البدوى وفؤاد بدراوى يجمعهما صفات كثيرة تبلور حسن الخلق وطيبة القلب اللذان يتمتعان به فلا يخفى على أحد أن السيد البدوى له نشاط مجتمعى وإنسانى كبير فلا يطرق بابه مريضا أو ضعيفا طالبا دواء أو مساعدة إلا وبادر بذلك دون ان يعلن فى خبر واحد عن نشاطات جمعيته الخيرية التى كانت ولا تظل بعيدا عن السياسة تماما كما ان عدد كبير من شباب الوفد يجدون فيه رمزا ووالدا لهم فى الوقت نفسه يرى الوفديون أيضا أن فؤاد بدراوى الوفدى أبا عن جد واحدا من أهم الركائز الوفدية حتى ولو ابتعد قليلا عن بيت الأمة كما انه يتميز بالشهامة والرجولة ولعل موقفه الأخير بلور ذلك.
إلا أن هناك العديد من الأسئلة التى تتعلق بهذه المعركة التى نشبت مؤخرا بين كل الوفديين وصناع عمل "الجماعة 2"، هل يستثمر الوفديون هذه الأزمة ليظلوا على قلب رجل واحد، وهل تشهد ساحة بيت الأمة صلحا بين قطبين وفديين دام بينهما الخصام لسنوات طويلة، وهل ينتهى ما يسمى بتيار إصلاح الوفد إلى الأبد ويعود قيادات التيار لحضن الوفد من جديد؟.