تعرض قطر نفسها لخطر كبير، بسبب إصراراها على دعم الجماعات الإرهابية، ما دفع الدول العربية والإسلامية لفرض حصار جوى وبحرى وبرى عليها، عقب قطع العلاقات الدبلوماسية معها من جانب مصر والسعودية واليمن والإمارات، ما سيؤدى إلى تعرض الغاز القطرى لخطر كبير بسبب منع مروره من قناة السويس إلى الدول الأوروبية، ومروره عبر طريق رأس الرجاء الصالح وستصبح المسافة حوالى 3 أضعاف.
اتخاذ قرار الحصار الجوى والبحرى والبرى على قطر لا يترك لها خيارات كثيرة، فالجغرافيا لها سطوتها ولها لعنتها، فمن المستحيل أن تسلك ناقلات الغاز القطرى طريقا آخر غير رأس الرجاء الصالح، حيث أن قطر ليس لها بديل عن قناة السويس.
تعد قطر هى من أكبر منتجى الغاز الطبيعى المسال فى العالم، حيث تمتلك 11 محطة للغاز الطبيعى المسال بسعة إجمالية قدرها 77 مليون طن سنويا، مما سيدفع العديد من الدول المصدرة للغاز مثل روسيا، إلى الاستفادة من الحصار الاقتصادي المفروض حاليا على قطر لكى تحل محلها فى دول آسيا والصين خصوصا فى مجال بيع الغاز، لأن قطر منافس حقيقي لروسيا فى أسواق آسيا للغاز، حيث أكد نائب رئيس شركة "غازبروم" الروسية ألكسندر ميدفيديف، حدوث مشاكل فى تصدير الغاز الطبيعى المسال القطرى، بسبب الأحداث المحيطة بقطر وقطع العلاقات الدبلوماسية بين الدول العربية وقطر.
وأشار المسئول الروسى، إلى أن قطر ليست مصدرة للنفط لكنها مصدرة للغاز، ومع تصاعد هذه الأحداث من الممكن أن يؤدى ذلك إلى مشاكل فى تصدير الغاز القطرى.
من جانبه، أكد البرلمان البولندي أن وضع قطر مقلق والأمر خطير جداً، مشيراً إلى أن بولندا تشتري الغاز الطبيعي القطري، وقد تكون بذلك مشاركة في تمويل الجماعات الإرهابية.
وفيما يشبه المطالبة بالتحقيق، دعا أعضاء البرلمان البولندي، وزارة الخارجية، إلى الرد على استفسار ما إذا كانت أموال دافعى الضرائب تساهم في تمويل الأنشطة الإرهابية من خلال شراء الغاز القطري.
وأشار الأعضاء إلى أن لديهم مخاوف من تصرفات قطر، وهي متصاعدة، خاصة عقب إعلان السعودية ودول عربية وإسلامية قطع العلاقات مع قطر بسبب دعمها للإرهاب.
ونقلت تقارير بولندية عن أعضاء في البرلمان، أن الوضع الحالي خطير، وعلى بولندا تنويع مصارد الحصول على الغاز، وعدم الاعتماد على الغاز القطري؛ لوجود شكوك في ذهاب الأموال لتمويل أنشطة إرهابية.
وتعد قطر ثالث أكبر مصدر للغاز الطبيعى بالعالم وتبلغ احتياطيات الغاز في قطر نحو 14% من احتياطى الغاز الطبيعي المكتشف فى العالم ولقد أرتفع انتاج الغاز الطبيعي فى قطر بنسبة 17.9 % أى 5.8 مليار قدم مكعب حيث يعتبر هذا أعلى معدل توسع في منطقة الشرق الأوسط ويساهم حقل غاز الشمال بمعظم الإنتاج القطري للغاز، وقد أكتشف الحقل في عام 1971، ويمثل 20% من احتياطي الغاز العالمي، مما يجعله أكبر حقل للغاز الحرّ في العالم. وقطر تحتل حاليا المرتبة الثالثة عالميا من حيث الاحتياطي المؤكد من الغاز الطبيعي بعد روسيا وإيران.