كشفت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، اليوم الأحد، عن استغلال أكثر من 40 إرهابيا قوانين حقوق الإنسان فى بريطانيا، للبقاء فيها وضمان عدم ترحيلهم، وذلك وفقا لتقرير لم يتم نشره.
وأشارت الصحيفة، إلى أن وزارة الداخلية البريطانية عطلت نشر أحد التقارير، الذى يكشف عن وجود مشكلة لا تستطيع الحكومة التغلب عليها، خاصة بترحيل العناصر الإرهابية الخطرة من بريطانيا، وكذلك تتبع سلسلة من الهجمات المستلهمة من تنظيم "داعش" فى لندن.
وأوضحت "ذا تليجراف" أن فى بعض القضايا نجح المحامون، الذين يتم تمويلهم من خلال مساعدات قانونية، فى منع مشتبه بهم من الترحيل وإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية.
ولفتت إلى تفاصيل أخرى، حيث أمرت تيريزا مارى رئيسة الوزراء بإعداد التقرير، خلال مضى وزارة الداخلية قدما فى تطبيق سياسة "الترحيل مع الضمانات"، والتى تضمن لبريطانيا طرد وترحيل المشتبه فى صلتهم بأفكار أو أعمال إرهابية إلى بلادهم، مع عدم تعرضهم لسوء معاملة أو تعذيب، ولكن لم يتم تنفيذ هذه المخططات، مما سمح للإرهابيين البقاء فى بريطانيا.
ونقلت الصحيفة عن "كليف والكر" - الخبير بالقانون الدولى وأحد المشاركين فى إعداد اقتراح "الترحيل مع الضمانات" الذى تم إرساله إلى وزارة الداخلية فى شهر فبراير الماضى - قوله أن الأبحاث التى أجراها تشير إلى وجود أكثر من 40 شخصا من المدانين بتهم متعلقة بالإرهاب تمكنوا من الإفلات من الترحيل من خلال استخدام قوانين حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن العدد الحقيقى للمدانين أكبر مما كان يعتقد سابقا.
يشار إلى أن وكالات الاستخبارات وشرطة مكافحة الإرهاب تقع تحت ضغوط شديدة فى الآونة الأخيرة، بسبب وقوع ثلاث عمليات إرهابية، وكشفت التحقيقات أن بعض من شاركوا فى تنفيذ العمليات كانوا معروفين لدى الجهات الأمنية.
وكان مارك رولى مساعد رئيس شرطة العاصمة البريطانية لشؤون مكافحة الإرهاب، قد صرح فى أوائل الشهر الجارى، ب أنه يجب تنفيذ سياسة جديدة لوقف الهجمات الإرهابية، موضحا أن التهديد الإرهابى فى بريطانيا الآن وصل إلى مستوى مختلف كليا عما سبق.
وأضاف أن بريطانيا بحاجة إلى تغيير جذرى فى خططها واستراتيجيتها لوقف الهجمات الإرهابية، حيث أن التهديدات أخذت منحى مختلف تماما، ومستويات غير مسبوقة من الخطر، مؤكدا على ضرورة التحرك لتنفيذ خطط لإحباط العمليات قبل تنفيذها.
وأوضح مساعد رئيس شرطة العاصمة البريطانية لشؤون مكافحة الإرهاب، أن تنفيذ الاستراتيجيات الجديدة قد تشمل تغييرات فى الشرطة والجاليات وشركات التكنولوجيا، وجهاز الاستخبارات البريطانى والقانون وسياسات أخرى.
واعترف المسؤول البريطانى بأن خورام شاهزاد بات (27 عاما)، أحد منفذى الهجوم على جسر لندن وهو باكستانى الأصل ومولود فى العاصمة لندن، كان معروفا للشرطة وجهاز الأمن الداخلى منذ عامين، ولكن لم تكن هناك أى معلومات استخباراتية بشأن تخطيطه لهجوم، ولم يتم تصنيفه آنذاك كعنصر خطر على الأمن.
وأضاف رولى " فى خلال تسعة أسابيع تم إحباط خمس مخططات إرهابية، فيما تم تنفيذ ثلاث هجمات، وهذا يعد أمرا مختلفا تماما عما شهدناه منذ فترة طويلة، ويجب علينا القيام بأشياء مختلفة".
وفيما يخص منفذى الهجمات الإرهابية الأخيرة، لفت مساعد رئيس الشرطة البريطانية لشؤون مكافحة الإرهاب إلى أن العمل جار لفهم الكثير من المعلومات بشأن المهاجمين، والتحقيق بشأن تلقيهم مساعدات أو دعم من أى شخص آخر.