السبت، 23 نوفمبر 2024 07:19 ص

سعد الهلالى.. ميزان الوسطية فى زمن التطرف.. كيف أسس مدرسته ورسم ملامح خطابه الجديد؟

 سعد الهلالى.. ميزان الوسطية فى زمن التطرف.. كيف أسس مدرسته ورسم ملامح خطابه الجديد؟ الدكتور سعد الدين الهلالى
الأحد، 02 يوليو 2017 08:02 م
كتب تامر إسماعيل

يعد الدكتور سعد الهلالى أحد أبرز علماء الأزهر الشريف الذين ظهروا فى السنوات العشر الأخيرة، واستطاع فى فترة وجيزة أن يصنع لنفسه مساحة مختلفة من الشعبية بين أوساط المصريين على مختلف فئاتهم وأعمارهم، خاصة أنه لم ينشغل بأمور الفتوى المتشددة يوما ما، أو الاسئلة المعلبة، إنما أنصب تركيزه على نقل الفتاوى عن كبار العلماء بعد التأكد من صحتها وسندها التاريخى، محاولا من وراء ذلك تحرير العقل المسلم وكسر التابوهات الكلاسيكية في الأمور الدينية .

البحث عن مساحات التوافق هو الجانب المضىء فى السيرة العلمية للدكتور سعد الدين الهلالى ، فالرجل دائما يبحث عن كل مشترك ويبتعد عن أى اختلاف، قد يظهر فى الأفق سواء كان هذا الاختلاف او الجدل يتعلق بمسألة فقهية او واقعة تاريخية ، دائما يسير نحو كشف الحقائق وإظهار المعلومات السليمة من كافة الأوجه ، ويعتمد فى ذلك على ما جاء في كتب التراث من اجتهادات علمية وأفكار واراء وسطية .

اللافت فى شخصية الدكتور سعد الدين الهلالى، أنه يحمل في عقله خيوط الشخصية المصرية والإسلامية المعتدلة إضافة إلى المادة العلمية التى درسها بالأزهر الشريف، والجمع بين هذا الميزان دفعته لكسر النمطية التقليدية لأى رجل دين، ووضعته فى منطقة أقرب لمنهج الوسطية المصرية .

الأغرب أنك لن تجد في أرشيف الدكتور سعد الدين الهلالىأاى صدامات شخصية ، فكل معاركه التى خاضها طوال حياته كانت معارك فكر وأراء التزم فيها أداب الإختلاف والاستاذية ورفع خلالها شعار " العلم ثم العلم " ، محاولا تأسيس منهج جديد فى الحوار والاختلاف فى المسائل الفقهية ، ولعل ابرز تلك الإختلافات كانت مع الأزهر الشريف الذى اعترض بعض قياداته في وقت سابق على خط المنهج العلمى لسعد الهلالى ، غير أنه بمرور الوقت ثبت للجميع أن سعد الهلالى ليس باحثا عن شهرة إنما باحثا عن تصحيح مفاهيم الاسلام الخاطئة التى انتشرت في التسعينات وارساء قواعد مردستة الجديدة فى الفقة التى تعتمد على عدم إجبار المسلم على العمل برأى فقهى معين بل إعمال عقله دائما في كل ما يقرأ او يسمع وتقديم كافة الأراء الفقهية لكل مسألة وله حرية الاختيار وفق ما يقتنع ويميل .

 

ووسط الجدل الدائر خلال الشهور الماضية حول قضية تجديد الخطاب الديني ، كان الدكتور سعد الدين الهلالى مغردا وحده ، بعيدا عن قاعات التنظير والمؤتمرات الجماهيرية ، يضع أسس لتجديد الخطاب ويتناقش مع شباب الأزهر الشريف، ما يجب أن يكون عليه الداعية الإسلامى ورجل الدين سواء في المسجد وخارجه ، وكيفية تطبيق مفهوم تجديد الخطاب الديني فى عصر التكنولوجيا والسماوات المفتوحة ومواقع الفتنة والتطرف .

 

 

 

 

 

 


print