وسادت حالة من الاستياء بين العاملين فى مختلف قرى دمياط وخاصة بين صغار الصناع وباتت مهنة نجارة وصناعة الأثاث بدمياط تواجه شبح الكساد عقب الارتفاع الجنونى لأسعار الأخشاب بأنواعها المختلفة.
يقول أحمد رزق صاحب ورشة نجارة بقرية السيالة مركز دمياط أنا مش عارف إيه أسباب ارتفاع الخامات كل يوم وليه مفيش ثبات أسعار؟
وتابع قائلا زى ما أنت شايف كنت بنتج 50 غرفة نوم دلوقتى بنتج 12 غرفة وذلك بسبب ارتفاع الخامات، حيث وصل لوح الأبلاكاش إلى 84 جنيها بعد أن كان بـ72 جنيها الأسبوع الماضى.
ويضيف محمود عرفة نعانى من ارتفاع الأسعار وعدم ثباتها ونقع فريسة بين تاجر الأخشاب وتاجر الموبليات لأن كلا منها يريد أن يحقق مكاسب سريعة على مصلحة النجار.
وتابع نريد تدخلا من الدولة لإحداث نوع من التوازن فى الأسعار وأن تكون الأسعار ثابتة، حيث إن الأسعار فى إزدياد يومى مؤكدا أنه اضطر لتخفيض عدد العمال وتقليل الإنتاج حتى لا يغلق ورشته.
وقال محمد أبو عمر صاحب ورشة نجارة أن الأمر لم يتوقف فقط عند ارتفاع أسعار الأخشاب والابلاكاج بل كل مستلزمات الإنتاج من مسامير وغراء ودهانات وهو الأمر الذى تسبب فى عدم قدرة النجار على الاستمرار فى العمل واضطرت ورش عديدة للعمل بنصف طاقتها وتسريح العمل واضطر الباقى لغلق الورش لأنها الخيار المناسب والخسارة الأقل .
وطالب أبو عمر الدولة بالتدخل ودعم مستلزمات الإنتاج ورفع الجمارك والضرائب عنها أو إعادة دور الجمعية التعاونية لصناعة الأثاث التى كانت تشترى الأخشاب ويتم توزيعها على النجارين بالبطاقة كل لحاجته.
بينما أكد محمد على سليمان صاحب ورشة موبليات أن جشع التجار لم يتوقف عند أى حد وأصبح همهم الأول هو تحقيق الربح، متسائلا هل من المعقول أن يكون الرابح الأكبر من أى صناعة هم تجار الخامات والمواد الأولية، فبدلا من تحقيق هامش ربح بسيط لكى تدور عجلة الإنتاج نجدهم يقومون برفع الأسعار بطريقة مبالغ فيهم ومنحهم الفرصة فى ذلك غياب الرقابة .
ويقول محمد الزينى وكيل لجنة الصناعة بمجلس النواب ورئيس الغرفة التجارية بدمياط إن كل زيادة فى التكلفة تأتى على المستهلك وفى الوقت الذى انخفضت فيه القوة الشرائية، لأن الدخول محدودة وأسعار كافة السلع فى ارتفاع شديد أثر بالسلب على انخفاض نسبة المبيعات وأصبح معدل دوران رأس المال بطىء والربح قليل .
وتابع الفترات السابقة شهدت ارتفاع لأسعار خامات الأخشاب لعدة أسباب من بينها الدولار أو ارتفاع أسعار الخامات فى بلد المنشأ والحل للخروج من الموقف الحالى هو زيادة العمل، قائلا محتاجين طاقة إنتاجية كبيرة وتشغيل المصانع المغلقة، وأوضح أن عملية التحكم فى أسعار الدولار صعبة للغاية لأنها تخضع لعملية اللعرض والطلب.
من جانبه عقد الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه محافظ دمياط اجتماعا هاما مع كل من محمد الزينى وضياء الدين داوود عضوا مجلس النواب لبحث الزيادة غير المبررة مع التأكيد على ضرورة وضع حد لها.