"أتحدث لكم وإليكم اليوم في اليوم الأخير من فعاليات منتدى شباب العالـم، وأنا كلى فخر واعتزاز بتلك النخبة المتميزة من شباب العالم، الذى جعل من المنتدى حدثا عالميا بحق، فلقد كانت أحداث وفعاليات منتدى شباب العالم متميزة ومتفردة فى الشكل والمضمون، وأتاحت لنا جميعا الفرصة لتبادل الرؤى والأفكار، والاستماع لوجهات النظر المختلفة، كما كانت فرصة عظيمة لمتابعة هذا التنوع الثقافى والحضارى الثرى، والذى دلل بلا شك على أن الحضارات تتكامل وتتآلف لتصنع الخير للبشرية، ولا تتصادم أو تتصارع لمزيد من الحروب والنزاعات.
وأضاف الرئيس :" ولقد صنع الشباب على مدار الأيام الماضية أيقونة للحماس والنقاء، وتفجرت طاقاتهم الإيجابية، ومارسوا حوارا متفردا، واتخذوا من النقاش وسيلة لتحقيق الذات، والتعبير عن الرؤى والأفكار كما استعرضنا نماذجا شبابية ملهمة، أمدتنا بالقوة فى التمسك بالحلم الذى نتمناه لشبابنا وشباب العالم، بمستقبل باهر أفضل من الحاضر وإننى أنتهز هذه الفرصة لتقديم التحية والتقدير للجنة المنظمة لهذا المنتدى على هذا النجاح المبهر فى التنظيم شكلا ومضمونا.
وتابع :" وقد كان يقينى حازما حين استجبت متحمسا لشباب وطنى فى دعوتهم لانعقاد هذا المنتدى، حيث أثبتت التجربة أن الشباب - كل الشباب - قادرون على اتخاذ سبل اتخاذ القرار والحوار، لإثبات الذات وتحقيق الطموح، وإن هذا العالم الممتلئ بالصراعات والنزاعات والحروب، والذى يواجه تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية وبيئيـة ضخمة ـ لن يجد سبيلا لمواجهتها سوى بالاعتماد على طاقات الشباب وتعظيم الاستفادة منها، وهم بمقدورهم يستطيعون صناعة طريق مستقبلهم من أجل عالم بلا عنف، أو جهل، أو مرض، أو فقر، وهى ضرورة حتمية لا رفاهية للاختيـار فيهــا.
وأوضح قائلا :"إن إنطلاق منتدى شباب العالم فى دورته الأولى يعد بمثابة منصة تواصل بين شباب مصر والعالم، ولقد تولدت لدى الدولة المصرية - بكافة مؤسساتها - إرادة حقيقية فى تفعيل هذه المنصة، لضمان استمرار حالة التواصل الجاد والبناء وتبادل وجهات النظر، وسنبذل كل الجهد لتطويرها والحفاظ عليها، إن الحوار والاستماع للرأى والرأى الآخر، يعد مكتسبا إنسانيا عظيما ووسيلة فاعلة لتحقيق الاستقرار والتنمية.
وأشار إلى إن العالم بشبابه وبقدراتهم وتنوعهم فى الكم والكيف يمثل قيمة إنسانية حقيقية يجب الحفاظ عليها وتوظيفها من أجل السلام والازدهار، ولن يتحقق ذلك سوى بالتكامل بين الثقافات والحضارات، وكما أن الاستثمار فى الشباب هو الاستثمار الحقيقى الذى يحقق عوائد مستقبلية ذات قيمة إنسانية وحضارية تتقدم بها الأمم وتزدهر.
واستكمل :"أبنائى وبناتى.. شباب العالم الممتلئ حماسا، إن سعادتى بكم بالغة وثقتى فى حماسكم غير محدودة، ورهانى عليكم لا يقبل التأويل، وكم كنت منبهرا وأنا أشارككم الحوار وأستمع إليكم وأدون آراءكم، وأتفاعل مع أنشطتكم المختلفة على مدار أيام إنعقاد المنتدى، والذى شهد نشاطا مكثفا من جلسات وحوارات ونقاشات ونموذجا لمحاكاة مجلس الأمن الدولى تحدثت إليكم بالصدق، وتناقشت معكم بموضوعـية، وحرصت على تكثيـف تواجدى بينكم وقد كان حلمنا - شباب مصر وأنا معهم - بأن يصبح هذا المنتدى وسيلة فاعلة للنقاش، تتحقق خلالها نتائج ملموسة وواقعية.
وتابع الرئيس: "وبالفعل فقد أفرزت نتائج الحوارات والنقاشات التى شهدها المنتدى مجموعة من التوصيات، عملت اللجنة المنظمة على توثيقها ودراسة إجراءات تطبيقها وتفعيلها، وأعلن لكم اليوم من هنا من أرض السلام والأنبياء إنحيازى الكامل لتلك التوصيات ورعايتها وإتاحة كافة وسائل وإمكانيات الدولة المصرية لتنفيذها، وإطلاق إعلان شرم الشيخ للسلام والتنمية والذى ينص على القرارات التالية:
أولا: تكليف اللجنة المنظمة لمنتدى شباب العالم وتحت الأشراف المباشر لمكتبى الرئاسى، باتخاذ الإجراءات اللازمة لتحويل المنتدى إلى مركز دولى معنى بالحوار العربى الافريقى الدولى بين شباب العالم، ويستهدف تفعيل آليات الحوار بينهم من أجل تحقيق السلام والتنمية.
ثانيا: تكليف وزارة الخارجية بالتنسيق مع كافة الأجهـزة المعنية بالدولة والمنظمات والمؤسسات الدولية، وعلى رأسها الجمعية العامة للأمم المتحدة، بتبنى قرارات نموذج محاكاة مجلس الأمن الدولى الذى قام بتنفيذه شباب مصر والعالم، والتوسع فى تنفيذه فى المنتديات القادمة على كافة المؤسسات والمنظمات الدولية والإقليمية.
ثالثا: تكليف اللجنة المنظمة لمنتدى شباب العالم بالتنسيق مع أجهزة ومؤسسات الدولة، بانعقاد المنتدى سنويا خلال شهر نوفمبر من كل عام بمدينة شرم الشيخ.
رابعا: تكليف وزارات الثقافة، والآثار، والتعليم العالى والبحث العلمى، والتخطيط، بإتخاذ ما يلزم لإنشاء مركز للتكامل الحضارى والثقافى، يهدف إلى تفعيل آليات التعارف والتقارب الثقافى بين شباب العالم، بهدف تحقيق مبدأ تكامل الحضارات والثقافات.
خامسا: تكليف اللجنة المنظمة لمنتدى شباب العالم بالتنسيق مع كافة أجهزة ومؤسسات الدولة، لإنشاء المركز المصرى الإفريقى للشباب، والذى يهدف إلى توفير الرعاية للطاقات الشبابية من أبناء القارة السمراء فى كافة المجالات.
سادسا: تكليف مجلس أمناء الأكاديمية الوطنية للتدريب وتأهيل الشباب، بتنفيذ خطة للتبادل الدراسى والثقافى مع كافة الأكاديميات والمعاهد والمراكز التدريبية المناظرة لها وتخصيص عدد من المقاعد الدراسية بها، كمنح مجانية للدارسين من الدول العربية، والأفريقية، والأسيوية، ودول أمريكا اللاتينية.
سابعا: تكليف اللجنة المنظمة لمنتدى شباب العالم برئاسة الجمهورية، بتشكيل لجنة خبراء من مختلف دول العالم، لوضع استراتيجية دولية لمواجهة قضايا الهجرة غير المنتظمة، والتطرف، والأمية، على أن يتم طرح الاستراتيجية للنقاش، من خلال فعاليات ينفــذها المنتدى واعتبارا من بداية عام 2018.
ثامنا: تكليف السادة وزراء التعليم العالى والبحث العلمى، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالتنسيق مع أكاديمية البحث العلمى والجامعات المصرية، لإنشاء مركز إقليمى لرعاية الإبداع التكنولوجى، يوفر الدعم العلمى والمالى للنابغين فى مجال التكنولوجيا من الدول العربية والافريقية.
تاسعا: تكليف اللجنة المنظمة لمنتدى شباب العالم، لإستضافة وفود شبابية من مختلف دول العالم لعقد ورش عمل وحلقات نقاشية على مدار عام 2018، حول مختلف القضايا والموضوعات التى تم مناقشتها خلال المنتدى، مع تفعيل كافة آليات التواصل الحديثة لضمان توسيع قاعدة المشاركة فى الحوار من الشباب حـول العـالـم.
عاشرا: تكليف رئاسة مجلس الوزراء وبالتنسيق مع الوزارات المعنية، لإنشاء مركز إقليمى لدعم ريادة الأعمال وتمويل المشروعات الصغيرة ومتناهيـة الصغـر.
واختتم قائلا :"بناتـى وأبنائـى .. شـــباب العالــم ..إن الواجب علينا أن نستجيب لحلمكم .. وألا ندخر جهدا من أجل العمل كى نضمن لكم مستقبلا يليق بكم، وعالما بلا إرهاب أو تطرف تأمنون فيه على حقكم فى الحياة، عالما بلا جهل، أو مرض، يكون فيه الإنسان قيمة مضافة للبشرية، عالما مزدهرا ومستقرا بلا نزاعات، أو مشردين، أو لاجئين، عالما يسوده العدل والاستقرار والمساواة، وتنتصر فيه الإنسانية على دعاة الظلام والتطرف والعنف، إن شباب العالم الذى يسعى لصناعة المستقبل يستحق منا أن نبذل من أجله كل الجهد فى الحاضر، وأن نشاركه فى صياغة حلمه من أجل الإنسانية والحضارة، وأخـيرا لن أقول لكم وداعا، وإنما أقول لكم أهلا بكم في النسخة التالية من منتدى شباب العالم نوفمبر عام 2018