أمرت النيابة الإدارية، برئاسة المستشارة فريال قطب، بإحالة 7 متهمين للمحاكمة العاجلة، وهم كل من مدير المكتب الفنى لرئيس الإدارة المركزية للصيانة والترميم بالمتحف المصرى، ومدير إدارة الترميم بالمتحف المصرى الكبير، و4 من مختصى الترميم بالمتحف المصرى القديم، ورئيس معمل الآثار العضوية بالمتحف المصرى الكبير.
وكانت النيابة الإدارية، فتحت تحقيقاً فورياً بناءً على مذكرة أعدها مركز المعلومات والإعلام بالنيابة الإدارية، عن وجود إهمال قبل المختصين بالمتحف المصرى، الأمر الذى أدى إلى تحطيم عدة مقتنيات أثرية، وذلك أثناء عملية نقل تلك القطع الأثرية من المتحف المصرى بالتحرير إلى المتحف المصرى الكبير.
وباشر طارق يوسف، رئيس النيابة، وبإشراف المستشار ناجى عبد الحميد، نائب رئيس الهيئة ومدير النيابة الإدارية للآثار، التحقيقات فى القضية رقم 286 لسنة 2015، حيث أمر بتشكيل لجنة برئاسة مدير عام ترميم المتاحف التاريخية بقطاع المشروعات، وعضوية كل من مدير عام الترميمات بقطاع المشروعات، ومدير عام إدارة ترميم آثار ومتاحف مصر الوسطى، لفحص كافة المقتنيات الأثرية التى تم نقلها للمتحف الكبير، وإعداد تقرير شامل بما يسفر عنه الفحص، حيث قدمت اللجنة تقريرها متضمناً حدوث تلفيات بالغة فى عدد من قطع الآثار النادرة تعرضت خلال عملية التغليف والنقل من المتحف المصرى بالتحرير ومن منطقة آثار حلوان إلى المتحف المصرى الكبير على النحو التالى:
أ- القطعة الأثرية رقم 12739 وهي عبارة عن "عصا خشبية " والتي وجد بها كسر في موضع جديد بها غير الأماكن المجمعة قديماً حيث كان يوجد بها أربعة كسور قديمة مرممة وغير منفصلة وكانت قديمة والكسر حدث أثناء التغليف أو النقل.
ب- القطعة الأثرية رقم 1426 وهي عبارة عن "صندوق من الألبستر ومعه غطاء" والذي وجد به كسر بالغطاء.
ت- القطعة الأثرية رقم 15840 وهي عبارة عن "صولجان من الخشب مغطى بطبقة مذهٌبة" وعند فض التغليف بالمتحف المصري الكبير وجد بها كسور وتفتت كامل.
ث- القطعة الأثرية رقم 20506 وهي عبارة عن "صندوق صغير من مادة الفيانس" وتم إستلام هذه القطعة من المخزن المتحفي بأطفيح ووجد كسر بالغطاء وانفصاله لجزئين.
ج- القطعة الأثرية رقم 20508 وهي عبارة عن "إناء صغير ذو مقبض واحد" وتم إستلامه أيضاً من المخزن المتحفي بأطفيح ووجد أن المقبض مكسوراً ومفصولاً عن الإناء .
ح- القطعة الأثرية رقم 1433 وهي عبارة عن "مائدة قرابين خشبية" تبين وجود كسور متعددة بها بسبب أنه تم تغليفها كقطعة واحدة دون فصل الغطاء عن القاعدة والقرص الدائري .
كما كشفت التحقيقات أن تلك التلفيات قد حدثت بسبب الإهمال الجسيم الذي تعامل به أعضاء لجنة تغليف تلك الآثار ومخالفتهم كافة القواعد المهنية والفنية في التعامل مع القطع الأثرية، وذلك لعدم مراعاتهم تغليف القطع الأثرية، وفقاً للأصول العلمية المتعارف عليها دولياً والمقررة فى هذا الشأن مع الأخذ فى الإعتبار حالة الأثر الفنية ونوعية المادة المصنوع منها الأثرـ ومدى ضعف الشروخ إن وجدت، وتغليف كل قطعة بشكل منفصل، وذلك حفاظاً عليها من الكسر أثناء النقل أو عند حدوث أى ضرر بها، إلا أنهم خالفوا تلك الأصول بإهمالهم الجسيم الذى تسبب في حدوث تلك التلفيات والتي كان من شأنها انخفاض القيمة الأثرية للقطعة الأثرية وفقاً للمعمول به دولياً.
وقد كشفت التحقيقات أيضاً عدم صحة ما أثير من تعرض أحد كراسي مجموعة "الملك توت عنخ آمون" للكسر أثناء نقله للمتحف المصري الكبير فإن التحقيقات أثبتت أن جميع كراسي الملك " توت عنخ آمون " لاتزال بالمتحف المصري ولم يتم نقلها ولم تتعرض للتلف أو الكسر، وبشأن عصا الملك " توت عنخ آمون " والتي هي على شكل صولجان فقد تم نقلها للمتحف المصري الكبير بتاريخ 20/1/2015 وتم تسليمها وهى بحالة سليمة ولايوجد بها أى كسر.
كما واجهت النيابة المتهمين بما كشفت عنه التحقيقات من مخالفات شابت عملية التغليف والنقل لعدد من القطع الأثرية الهامة إلي المتحف المصري الكبير، حيث انتهت النيابة إلى قرارها السابق بإحالتهم للمحاكمة العاجلة، وذلك لما نسب إليهم (كل فى اختصاصه) من الإهمال الجسيم في تغليف القطع الأثرية تمهيداً لنقلها من المتحف المصرى بالتحرير ومن المخزن المتحفى بأطفيح إلى المتحف المصرى الكبير، ما ترتب عليه حدوث التلفيات وانخفاض قيمتها الأثرية على المستوى الدولى.
كما أهابت النيابة الإدارية بالقائمين على قطاع الآثار ضرورة الحفاظ على تراث مصر وما تمتلكه من إرث حضاري تتوارثه الأجيال ليظل شاهداً على عظمة هذا الشعب وتاريخه، وأن يكون هناك وعى كامل بقيمته التاريخية والمادية ليكون التعامل معه على المستوى اللائق مع آثار مصر ومخزونها الحضارى اللذان يشكلان الركائز الرئيسية للهوية المصرية، وتوفير أقصى قدر من التأمين والحماية لتلك الآثار متى دعت الحاجة لنقلها أو تحريكها من أماكن الحفظ، وأن مصر وهي بصدد افتتاح المتحف المصري الكبير، ليضاهى كبريات المتاحف العالمية فى أمس الحاجة لأن تنقل للعالم أجمع رسالة تؤكد للعالم كله أنها كانت وستظل قبلة الحضارة ومهدها في التاريخ الإنسانى.