واعتمدت فى تربية أبنائها وتدبير شئون أسرتها على راتبها من الوظيفة هى وزوجها، وتعرضت الأسرة لأول كبوة عقب إصابة نجلها بمرض جلدى من نوع نادر، ولا ينجو منه إلا واحد من كل 4 ملايين شخص، وشفى من هذا المرض بعد رحلة معاناة.
والاختبار الثانى فكان عندما تعرض زوجها لمرض فيروس سى وتوفى بعد 3 سنوات من المرض، بينما كان الاختبار الثالث عندما أصيب نجلها الذى يبلغ من العمر 30 عاما بمرض مناعى نادر وكان متزوجا وله 3 من الأبناء، ومازالت الأم تمارس عملها كطبيبة بهيئة التأمين الصحى.
أما السيدة أنصاف السيد محمد فلفل الأم المثالية الثانية للمحافظة، نشأت فى أسرة بسيطة وحرصت على إتمام دراستها حتى حصلت على معهد فنى تجارى عام 1972، وتزوجت من ابن عمها حسن محمد فلفل، وأنجبا 3 أبناء، وبعد سنوات أصيب زوجها بمرض الدرن، لتبدأ رحلة كفاحها لمساعدته فى العلاج وتوفير تكاليفه، واستمرت فى كفاحها مع زوجها المريض من أجل أبنائها إلى أن توفاه الله، لتتولى مسئولية الإنفاق علي أبنائها، كما أجرت لهم عمليات جراحية لأبنائها الثلاثة نتيجة تقوس فى الساق، كما أنها تكفلت برعاية والدتها المسنة التى تجاوزت التسعين من عمرها.
والأم المثالية الثالثة هى نعمات يوسف عبد الواحد البسيونى، والتى نشأت فى أسرة بسيطة بمدينة دمياط، واضطرت أن تترك التعليم بالمرحلة الابتدائية، لتتحمل مسئولية أشقائها الستة بسبب مرض والدتها، وكان ذلك سبب تأخرها فى الزواج، ثم تزوجت من صاحب محل فول وفلافل بالقاهرة، وأنجبت ثلاثة أبناء، وبعد إصابة زوجها بأحد الأمراض، بدأت فى تأجير المطعم بمقابل 350 جنيها شهريا وعادت إلى مسقط رأس زوجها بمحافظة دمياط إلى أن توفاه الله.
واستطاعت نعمات الأم بعد وفاة زوجها أن تقوم بالإنفاق على أبنائها من المعاش التأمينى والدخل البسيط الذى تحصل عليه من تأجير محل زوجها وبالرغم من كل هذه المعاناة فهى محبة للثقافة وملمة بالأحداث الجارية.
أما الأم المثالية الرابعة منال حبشى واصف حبشى، فنشأت في أسرة بسيطة بمدينة بيلا بكفر الشيخ وحصلت على بكالوريوس تربية رياضية سنة 1986، ثم تزوجت عام 1986 وأثمر هذا الزواج عن ثلاث إناث وتوفى زوجها عام 2003، وانتقلت للإقامة بشقة ملك زوجها بمدينة دمياط الجديدة، فكانت ولازالت تكافح من أجل بناتها وترعى أحفادها وتكمل رسالتها مع الأرامل والمحتاجين بالكنيسة.
والأم المثالية الخامسة فهى زينب زيدان على الدويل، فهى من قرية العطوى تزوجت من موظف بالإصلاح الزراعى ودام زواجها سنتين ورزقت بابنتها الأولى، وعندما أكملت الابنة 4 شهور توفى زوجها إثر حادث أليم، حيث كانت ايضا فى بداية حملها للابن الثانى واستطاعت أن تدبر ثمن ماكينة خياطة إلى أن تم تعيينها فى وظيفة كاتبة بالشئون الصحية براتب 36 جنيها، وواصلت كفاحها مع أبنائها إلى أن تخرجوا من الجامعات.