وتعود الواقعة بتقديم بلاغ من حسان على يوسف والد التلميذ "على" بمدرسة عمر بن الخطاب للتعليم الأساسى بالمريس بالمدينة لرجال الشرطة، أفاد فيه بتعدى مدير المدرسة "ج.ا.أ" ووكيل المدرسة "خ.ا" بالتعدى على ابنه بالضرب بـ"خرطوم مياه " وصفعه على وجهه وركله بالأحذية لتسببه فى إصابة صديقه التلميذ بالمدرسة خلال اللعب فى فناء المدرسة، كما خلعوا له الحذاء وقاموا بقطعه وتركوه يعود للمنزل حافيًا للتأديب، وبعرض الواقعة على محمد بدر محافظ الأقصر، كلف وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة طه بخيت، بإصدار قرار بمعاقبة مدير المدرسة ووكيلها بالإيقاف عن العمل 3 أشهر، وتحويلهما للتحقيق معهما فى النيابة الإدارية، وحرر محضر بالواقعة بمركز شرطة أرمنت وتولت النيابة الإدارية التحقيق.
الواقعة الثانية تمثلت فى صدور قرر محافظ الأقصر محمد بدر، إيقاف مدرس عن العمل لمدة 3 أشهر وإحالته إلى الشئون القانونية لاتخاذ الإجراءات اللازمة، لقيامه بضرب تلميذ حتى أسقطه على الأرض وأصابه بكسر فى ذراعه، وكان والد التلميذ "عبد الرحمن" الطالب بالصف الثانى الإعدادى بمدرسة طيبة بالأقصر، قد فوجئ بعودة ابنه للمنزل فى حالة صحية سيئة، وقام بنقله إلى مستشفى الأقصر العام ليتبين أن نجله مصاب بكسور وكدمات، وبسؤال الطالب أوضح أنه فى فترة "الفسحة" فاجأته آلام حادة بالمعدة ودخل إلى دورة المياه بالمدرسة، وحين عاد إلى فصله فوجئ بقيام المدرس بسحبه و"لى ذراعه" وضربه ضربًا مبرحًا، وتركه دون أن يطمئن عليه أو يقوم بنقله إلى المستشفى، ومن جانبه، قام والد التلميذ بتحرير محضر ضد المدرس بقسم شرطة الأقصر.
وفى واقعة مختلفة تمامًا بمدينة إسنا نظم عدد من المعلمين بمدرسة إسنا الإعدادية بنين جنوبى محافظة الأقصر، جلسة مصالحة بين مدرس لغة عربية وطالب بالمدرسة، بعد اتهام أسرة الطالب للمعلم بالتعدى عليه بالضرب وإصابته بنزيف بالفم وكدمات فى وجهه، وتم التسامح والتصالح بين أسرة المدرس وأسرة الطالب فى جو من المودة والمحبة بين الطرفان.
البداية كانت بتقدم أسرة الطالب "محمد الضوى أمين" بشكاوى فى مديرية التربية والتعليم وحرروا مركز شرطة إسنا حمل رقم 2752 جنح إسنا، اتهموا فيه "علاء عبد الدايم البتيتى" مدرسة لغة عربية بمدرسة إسنا الإعدادية بنين، بالتعدى على إبنهم بالضرب وصفعه على وجه عدة مرات ودفعه على حائط الفصل مما تسبب فى إصابة بكدمات ونزيف من الفم، عقابًا له لتناوله الطعام أثناء شرحه للحصة داخل الفصل، ولدى حضور أسرة الطالب للمدرسة ولقاء المدرس أعتذر لهم وأكد على أنه كان غاضبا وابنه قام بمخالفة داخل الفصل ولم يقصد أن يتسبب له فى تلك الإصابات وكان يعنفه فقط.
ومن جانبه أعلن طه بخيت وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة الأقصر، بعد تلقى شكاوى من أسرة الطالب عن فتح التحقيق فى الواقعة واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه المدرس، مؤكدًا على أنه أصدر تعليمات مشددة لكافة المعلمين بمدارس الأقصر بعدم معاقبة الطلاب بالضرب نهائيًا، وضرورة تطبيق لائحة الانضباط المدرسى داخل المدارس على الطلاب حال ارتكاب أحدهم مخالفات.
وبعد مرور 48 ساعة على الواقعة، تم عقد جلسة التصالح داخل المدرسة بين الطالب محمد الضوى أمين، والمدرس علاء عبد الدايم البتيتى، بحضور مديرة المدرسة وأسرة الطالب، حيث تدخل بين العائلتين كل من الحاج عبدالوهاب العجوز، ومحروس سعيد وحمادة حمورة وأحمد فاروق وأحمد زكى مجاهد وعبدالستار عبد الواحد رمضان ومحمود جمعه، والمهندس آدم حسن ومحمد حسين يس، ونجحوا فى تحديد موعد للتصالح صباح اليوم، بحضور الحاج الضوى أمين والد الطالب، والحاج محمد أمين عم الطالب، وأشقاؤه، وتم التسامح والتصافح وسط أجواء من المحبة والمودة.
وشدد طه بخيت وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة الأقصر، على أنه تم وضع قواعد إدارية للحفاظ على النظام داخل المدارس، ومنع الضرب تماما من المدرس ومن يخالف ذلك يعرض نفسه للمسائلة القانونية، موضحًا أنه قرر معاقبة وكيل مدرسة أحمس الابتدائية بالكرنك بإحالته للتحقيق، وذلك فى أعقاب شكوى قدمت ضده من قبل أولياء امور اتُهِمَوه فيها بسب وضرب تلميذ فى الصف الخامس الابتدائى بالمدرسة خالف التعليمات وأثار حالة من الهرج والمرج أثناء طابور الصباح حسبما أفاد وكيل مديرية تعليم الأقصر.
وقال وكيل المديرية بالأقصر، أنه توجه إلى المدرسة على رأس وفد ضم اعضاء المتابعة بالمديرية وذلك ليتبين من حدوث الواقعة والتأكد منها وحضروا طابور الصباح بالمدرسة، وعقب التأكد من الواقعة أصدر قرار باحالة المعلم "م. أ" وكيل مدرسة احمس الابتدائية الواقعة بمنطقة الكرنك إلى التحقيق، كما تم التنبيه على جميع القائمين على العملية التعليمية بضرورة الالتزام باللوائح والقوانين وعدم مخالفتها واستخدام الأساليب التربوية والتعليمية المنهجية فى التعامل مع التلاميذ.
كما أحال طه بخيت، مدرسًا بمدرسة أرمنت الإعدادية بنين، اعتدى على تلميذ بماسورة، للعمل الإدارى بالإدارة التعليمية لحين انتهاء التحقيقات. وقال مصدر بمديرية التربية والتعليم بالأقصر، أن المدرس وجد ماسورة مع طالب داخل الفصل فحاول أن يجذبها منه إلا أن الأخير رفض، فحاول المدرس شدها بقوة فأصاب التلميذ فى وجهه بجرح قطعى استلزم غرزتين.
ومن جانبه، قال محمد بدر محافظ الأقصر، إن وزارة التربية والتعليم مهمتهما تعليم الطلاب على يد المدرسين الذين هم رسل العلم فى مختلف أنحاء مصر، ولكن ما يقوم به بعض المخالفون من المدرسون يعرضهم للوقوع فى عقوبات قانونية صارمة، حيث أنه ليس من حق أى معلم التعدى بالضرب المبرح على الطلبة نهائيًا، والتعليم يكون بأساليب عقابية مختلفة بعيدًا عن التعدى بالضرب بأى وسيلة كانت، ولذلك فكل معلم يتم التأكد من قيامه بضرب طفل يتم توقيع عقوبات عليه فى الحال ويتم التحقيق معه للحفاظ على نفسية الطلبة وحياتهم.
وكانت قد قالت دار الإفتاء المصرية فى فتوى لها، أنه لا يجوز ضرب التلاميذ فى المدارس وأنه لولى الأمر منع الضرب فى المدارس بمراحله المختلفة بل وتوقيع العقوبة على ممارسيه، حيث نشرت دار الإفتاء وأكدت أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم هو المعلم الأول، ولم يرد عنه أنه ضرب طفلًا قط، وهو الأسوة والقدوة الحسنة الذى يجب على المعلمين أن يقتدوا بسيرته الكريمة العطرة فى التربية والتوجيه، كما قال تعالى: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا"، فعن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها قالت: "مَا ضَرَبَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئًا قط بيده، ولا امرأةً ولا خادمًا، إلا أن يجاهد فى سبيل الله، وما نِيلَ منه شىءٌ قطّ فينتقم من صاحبه، إلاّ أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم"، وقالت الفتوى "يُحمَل الضرب الذى ورد ذكره فى بعض الأحاديث النبوية الشريفة؛ كقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مروا أبناءكم بالصلاة لسبع سنين، واضربوهم عليها لعشر سنين»، فهو فى الحقيقة نوع من التربية والترويض والتأديب النفسى الذى يُقصَد به إظهارُ العتاب واللوم وعدم الرضا عن الفعل، وليس ذلك إقرارًا للجلد أو العقاب البدنى؛ بل أن وُجِدَ فهو من جنس الضرب بالسواك الذى لا يُقصَد به حقيقة الضرب بقدر ما يُراد منه إظهار العتاب واللوم".
وأضافت الدار، أنه إذا صلح الضرب وسيلة للتربية بهذه الشروط والقيود فى بعض البيئات فإن ذلك لا يعنى صلاحيته لكل البيئات والعصور، بل ولا لكل الأحوال أو الأشخاص، مضيفا أن حقيقة الضرب قد خرجت الآن عن هذه المعانى التربوية وأصبحت فى أغلب صورها وسيلة للعقاب البدنى المبرح، بل والانتقام أحيانًا، وهذا مُحَرَّمٌ بلا خلاف.
وتابعت دار الافتاء، أنه مع أن بعض المختصين يرون أن هذا النوع من الضرب الخفيف قد يكون وسيلة ناجحة للإصلاح التربوى، أن تمت مراعاة عمر الطفل المتعلم وموقفه وحالته النفسية، واستبعاد من لا يناسبهم "الضرب" كوسيلة للتربية، إلاّ أن ذلك لا يمكن ضبطه ولا السيطرة عليه، وليس له معيار حسى يمكن من خلاله معرفة المخطئ فيه من المصيب، وأشارت إلى أنه قد يتخذه بعض المدرسين تُكَأَةً للضرب المبرح، أو للتنفيس عن غضبهم لا بغرض التربية، فيحدث ما لا تُحمَد عقباه من إصابة الطالب أو حتى وفاته، ومن نشر الروح العدوانية بين المدرسين والطلاّب وأهليهم، ولذلك فإنا نرى أنه يُمنَعُ سدًّا للذريعة.
أزمات المعلمين والطلبة لا تتوقف فى الأقصر
جلسة صلح بين معلم وطالب بمدرسة فى إسنا
المحافظ يحيل مدير مدرسة ووكيلها لإهانتهم وضربهم تلميذ بالمريس للنيابة الإدارية وإيقافهم 3 أشهر
وكيل التعليم يؤكد: وضعنا قواعد إدارية للحفاظ على النظام داخل المدارس ومنع الضرب تمامًا ومن يخالف ذلك يعرض نفسه للمسائلة القانونية
جانب من مصالحة بين مدرس وطالب فى محافظة الأقصر
وكيل تعليم الأقصر يؤكد على منع الضرب بالمدارس ومعاقبة المخالفين
طالب كسرت ذراعه على يد مدرس وتمت معاقبته بالوقف عن العمل