وقال الوزير، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، بينما تشهد مصر أكبر محاولة جادة لتغيير نظامها التعليمى إلى مصاف الدول الكبرى وبدعم كبير من القيادة السياسية وإيمان عميق بضرورة أن نسعى لإنقاذ أطفالنا من خطايا النظام التعليمى القديم فقد بدأت الدراسة منذ خمسة أيام فقط وأطلقت وزارة التربية والتعليم ما وعدت به من "نظام جديد متكامل" يبدأ من رياض الأطفال والصف الأول الإبتدائى.
ولقد حققت الوزارة مشروعا عملاقا فى زمنٍ قياسى واستكملت إطار المناهج الجديدة وأعدت الكتب الدراسية الجديدة وتمت طباعتها وتوزيعها فى أرجاء الجمهورية مع تدريب أكثر من مئة ألف معلم استعدادا للنظام الجديد وإذا بحملة ممنهجة تنطلق فى أيام معدودة تتحدث بنغمة "الكثافة فى الفصول" وتتجاهل كل ما هو جديد وتحاول أن تلقى الضوء على مشكلة أزلية ورثناها بعد سنوات طويلة من إهمال التعليم وكأن الأفة الوحيدة فى التعليم المصرى هى بعض الكثافة فى بعض المدارس.
وتابع الوزير، وتدليلا على الامعان فى محاولات إحباط التطوير فقد رأينا صورا يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعى من "مدارس فى مدينة كربلاء بالعراق" وكأنها فى مدارسنا! ويقع فى الفخ الكثيرون من المتابعين بما فى ذلك مثقفون ونواب وأولياء أمور ويتم تداول صور قديمة من دول أخرى، أفلام لبرامج منذ سنوات، صور لكتب غير مصرية على أنها كتبنا! قالوا أن التابلت "فنكوش" وذهبت الكاميرات إلى مطار القاهرة لتسجل وصول 100000 تابلت على الهواء مباشرة! قلنا أن التابلت مجانا وقالوا إن المدارس تطلب 2000 جنيه تحت الحساب ألا يستحى من يطلق هذه الأكاذيب ويشكك فى عمل المخلصين؟ ويندفع البعض ليكيل السباب والتطاول على أسرة التربية والتعليم التى تعمل ليل نهار لإصلاح ما تستطيع بعد سنوات عجاف على التعليم المصرى.
وقال إن حالة التربص لكل محاولات الإصلاح واعتقاد أنها بطولة أن نجد مصيبة نتحدث عنها أو خطأ لنكيل الاتهامات تستدعى أن نتأمل فى أسبابها وأن نعلم أن هذا الطريق وهذه الحالة سوف تفسد فرص الإصلاح بعد أن مضينا قدما
وظهرت بشائر مستقبل أفضل. ليتنا نسعد بما تحقق وأن نتعاون لنحقق الهدف ونصلح المسار بدلا من معارك وسباب مواقع التواصل والتجاوز فى حق الأخرين بلا دليل وبلا سبب وبلا إدراك أنه ذنب عظيم عند الله.
أننى أدعو المهتمين بالشأن التعليمى أن يتحققوا من مصادر هذه المعلومات وأن يطلبوا ممن ينشر معلومة أن يذكر "مصدرها وموقعها وتاريخ المعلومة". وكذلك أن يتفكروا فى توقيت هذا الهجوم المنظم وكأن مشكلة كثافة الفصول ظهرت اليوم فجأة بسبب نظام التعليم الجديد! أليس غريبا أن لا نتحدث عن فلسفة النظام الجديد وأهدافه ومستوى الكتب الجديدة ودليل المعلم فى كل المواد وإعادة فرش أثاث المدارس وافتتاح المدارس اليابانية وافتتاح مدارس التكنولوجيا التطبيقية وتوصيل مدارسنا الحكومية بالألياف الضوئية إلخ إلخ وأن ننبرى للصراخ ليل نهار نعدد مشاكل النظام القديم؟.
لقد كنا أول من صرح بأن نظامنا التعليمى يحتاج ثورة من الأساس وعددنا مشاكله المتراكمة منذ عقود وعرضنا خطة متكاملة لإصلاحه وشرحنا الزمن المطلوب والتكلفة الهائلة وضرورة أن نعمل معا إذا كنا صادقين فى محاولات إصلاحه. نعلم مشاكل الكثافة والصيانة واختيار القيادات وأوضاع المعلمين والدروس الخصوصية والكتب الخارجية والمدارس التجريبية والخاصة ونعمل على إصلاح كل هذا ونعلن ما ننجزه طوال الوقت.
سيظل يوم 22 سبتمبر من عام 2018 يوما تاريخيا للتعليم المصرى الذى يشهد تغييرا حقيقيا وسوف نتابع الجهد والعمل من أجل مصلحة أولادنا .... من حقنا نفرح لما نشوف تغيير إيجابى وسط كل المشاكل .... التشكيك المتواصل وتثبيط الهمم والصراخ ليل نهار لن يسهم فى تقدم الأمة. إن العمل والصبر والتخطيط وإيجاد الحلول وتشجيع المجتهد والاحترام المتبادل والتفاؤل هو السبيل إلى الأفضل والله الموفق والمستعان.