تعانى محافظة الإسكندرية، من انتشار الباعة الجائلين، وذلك رغم المحاولات التى قامت بها الأجهزة المعنية على مدار الـ10 سنوات الأخيرة، وانتهى الأمر على عودة الباعة الجائلين مرة أخرى لافتراش الأرصفة بالرغم من محاولات المحافظة إقامة باكيات ومولات لاحتواء الباعة الجائلين، إلا أن سوء اختيار المكان وارتفاع أسعار الإيجار أدى لانتشار الظاهرة وفشل محاولات القضاء عليها، لتصبح حالة "الكر والفر" بين الباعة الجائلين والأجهزة الأمنية والتنفيذية بالأحياء سيناريو متكرر، فبعد قيام الأجهزة التنفيذية بإزالة المخالفات والتعديات وإشغالات الطريق وفور مغادرتها السوق يعود الباعة الجائلين إلى أماكنهم مرة أخرى مع بعض الخسائر البسيطة فى تحفظ الحملة على بعض البضائع المعروضة.
ولعل أكثر الأحياء التى تنتشر بها تلك الظاهرة هو حى وسط الإسكندرية، نظرا لاحتوائه على عدة أسواق ما بين أسواق الخضر والفاكهة مثل سوق باب عمر باشا وهو الأكبر والأشهر فى الإسكندرية ويقع فى ميدان الشهداء ( محطة مصر)، ثم سوق زين العابدين وسوق شيديا، وهى الأسواق التى ينتشر بها الباعة الجائلون نهارا، أما أسٍواق الأحذية والملابس بمختلف أنواعها فهى أسواق ينتشر بها الباعة الجائلون ليلا خاصة فى مناطق "وسط البلد" محطة الرمل وشارع سعد زغلول وصفية زغلول.
وعلى الرغم من إقبال بعض المواطنين على الشراء من هؤلاء الباعة الجائلين الذين يفترشون الرصيف، نظرا لانخفاض أسعار البضاعة مقارنة بالمحلات، إلا أن هناك البعض الآخر الذين يشكون من انتشار تلك الظاهرة والتى تعوق حركة السيارات والمارة.
ويشكو مصطفى عبد الفتاح مواطن من حى وسط بمنطقة محرم بك، من انتشار الباعة الجائلين والوقوف بطرق عشوائية خاصة حول ميدان الشهداء وسط الإسكندرية، إضافة إلى سوق باب عمر باشا للخضار والفاكهة، الأمر الذى يعوق حركة المارة والسيارات، مطالبا الأجهزة التنفيذية بإزالة السوق وإزالة الباعة الجائلين من الميدان نظرا لأهميته الحيوية وسط الإسكندرية.
فى حين تؤكد تيسير مصطفى، موظفة بمنطقة الحضرة على أن تقبل على شراء متطلبات أسرتها من الباعة الجائلين خاصة باعة الأحذية والملابس الجاهزة الذين يفترشون الأرصفة بمحطة الرمل، وأشارت إلى أن هناك فرقا واضحا فى أسعارهم وأسعار المحلات المجاورة، حتى ولو هناك فرق فى جودة المعروضات لصالح المحلات، إلا أن الأسعار المخفضة تجعل المواطنين يقبلون على الشراء منهم.
من جانبه أكد سيد السيد أحمد، أحد الباعة الجائلين للملابس الجاهزة بمحطة الرمل، أن البيع على الرصيف هو مصدر رزقه الوحيد وهو حال كل الباعة الجائلين الآخرين، وقال إنه لا يملك قيمة شراء أو تأجير محل وسط الإسكندرية نظرا لارتفاع الأسعار، وأنه يحصل على تلك المعروضات بالتقسيط ويحقق هامش ربح بسيط يكفيه هو وأسرته.
واستنكر جمال رزق، أحد الباعة الجائلين ارتفاع قيمة إيجار الباكيات الخاصة بالمحافظة والتى سبق توفيرها فى عهد اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية الاسبق، حيث تم توفير مول فى منطقة بعيدة عن الأسواق، وبإيجار شهرى كبير بلغ 800 إلى 1200 جنيه شهريا، حيث كان يحسب بـ200 جنيه إيجار للمتر الواحد، وقال إن المول هجره الباعة الجائلون وعادوا مرة أخرى إلى أماكنهم القديمة بشاعر سعد زغلول أمام سنترال المنشية، بسبب عدم قدرة الباعة على دفع القيمة الإيجارية وعدم تحقيق الربح المنشود بسبب بعد المكان.
فى المقابل أكد بهية عبد الفتاح، رئيس حى وسط، على أن الحى يشن حملات يومية على تلك الأسواق لإزالة التعديات والباعة الجائلين وإشغالات الطريق، إلا أنه ليس الحل الجذرى للمشكلة.
وأشارت فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، إلى أنها قد وضعت مجموعة من المقترحات لحل تلك الأزمة داخل الحى كمنطقة حيوية فى قلب الإسكندرية، وموضحة أن الحلول المقترحة تم عرضها على الدكتور عبد العزيز قنصوة ومازالت تحت الدراسة.
وحول تلك المقترحات أشارت إلى أنها تتضمن عمل جراج متعدد الطوابق بجراج الخديوى بميدان محطة مصر مع ضم سوق باب عمر باشا الية وتحويلة إلى سوق متعدد الطوابق بأسلوب علمى متطور يستغل به كافة مخرجات السوق وإعادة تدويرها، بالشكل الذى يقضى على العشوائية بميدان محطة مصر.
من جهة أخرى أشارت رئيس حى وسط، إلى أن هناك مقترحا آخر تم عرضه على المحافظ، يتضمن تطوير منطقة نادى الصيد التى تطل على 3 طرق رئيسية تتمثل فى الطريق الصحراوى والطريق الدائرى والطريق الزراعى وذلك بنقل قاطنيها إلى منطقة بشاير الخير وتحويل المنطقة إلى منطقة لوجستية تضم كافة الأسواق والمولات التجارية مما يقضى على ظاهرة اشغال الطريق ويربط شبكة مواصلات عامة بكافة أنحاء المحافظة.