من جانبه أكد الدكتور هشام عبد العزيز وكيل الوزارة لشئون المساجد والقرآن الكريم أن الابتلاء سنة من سنن الله (عز وجل) في الخلق، مضيفا أن الابتلاء لا يكون بالشر وحده كما يتصور البعض ، بل إن الإنسان يُبتلى بالخير كما يُبتلى بالشر ، ويُبتلى بالسعة كما يُبتلى بالضيق ، ويُبتلى باليسر كما يُبتلى بالعسر ، وهذه سنة اللَّه (عز وجل) في خلقه ، {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا}.
وأوضح وكيل شئون المساجد، أن العاقل من أدرك أنه مُبتلى على كل حالٍ في الدنيا ، فالابتلاء يكون بالسعة في المال أو ضيق ذات اليد فيه , حيث يقول سبحانه: {فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ * كَلَّا ..} أي ليس الأمر كذلك ، فالدنيا ليست محل جزاء للطائع بالنعم ، ولا عقاب للعاصي بالنقم ، وليست السعة أو الضيق أمارة على إكرام الله (عز وجل) للعبد أو إهانته ، وإنِمَّا يُعطِي ربنا ويمنع ليختبر عباده .
فيما أكد الدكتور صبري حلمي أبو غياتي – عضو المركز الإعلامي بوزارة الأوقاف، أن الابتلاء يكون بالصحة والمرض، فيبتلى العبد بالصحة لينظر هل سيشكر نعمة الله (عز وجل) عليه ويجعلها في خدمة الضعيف ، والشيخ الكبير ، وذوي الاحتياجات الخاصة؟ أم يفتري بصحته وقوته على خلق الله ؟ وقد يكون الابتلاء بالمرض لينظر هل سيصبر صاحبه على ما أصابه أم لا ؟ فمن صبر ورضي فله الرضا, ومن سخط فله السخط .
وأضاف أبو غياتى، أن الابتلاء يكون أيضا بإعطاء الذرية أو بالحرمان منها , يقول سبحانه: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} ، فمن ابتُلي بالولد ينظر هل سيشكر هذه النعمة, بحسن تربية أبنائه وتعهدهم , والوفاء بحقهم , والإنفاق عليهم, أم أنه سيضيع الأمانة؟ والنبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: (كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُولُ) ، وقد يكون الابتلاء بعدم الولد لينظر هل سيرضى الإنسان ويقنع ويرضى بقضاء الله وقدره أم سيجزع ويسخط , وهكذا الشأن في الحال كله ما بين ابتلاء بالخير وابتلاء بالشر ؛ حتى يميز الله الكاذب من الصادق ، والخبيث من الطيب ، والشقي من السعيد.
وأكد الدكتور محمد رفعت إبراهيم مدير إدارة الأضرحة بالديوان العام، أنه ينبغي علينا أن ندرك أن ابتلاء الله (عز وجل) لا يخلو من حكمة عَلِمَها من علمها، وجهلها من جهلها، فالحق (سبحانه وتعالى) يدبر أمر عباده بما فيه صلاحهم ؛ لأنه سبحانه يعلم ما يُصلح العبد أكثر من علم العبد بما يُصلح نفسه ، يقول ربنا سبحانه: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} ، وقال الحسن البصري (رحمه الله) : لا تكرهوا البلايا الواقعة ، والنقمات الحادثة ، فَلَرُبَّ أمرٍ تكرهه فيه نجاتك ، ولَرُبَّ أمرٍ تؤثره فيه عطبك , والواقع والتجربة يؤيدان ذلك فقد يسعى الإنسان لتحصيل أمر فيه هلاكه ، وقد يفر من أمر فيه نجاته .
وأشار مدير إدارة الأضرحة، إلى أن أنبياء الله ورسله (عليهم الصلاة والسلام) ضربوا المثل الأعلى في تحمل أشد ألوان الابتلاء ، فها هو نبيُّ الله إبراهيم (عليه السلام) يمتحن في ولده إسماعيل (عليه السلام) الذي رزقه الله إياه بعد ما بلغ من الكبر عتيًّا فيؤمر بذبحه ، وهذا ابتلاء من أشد أنواع الابتلاءات كما بين القرآن الكريم ، قال تعالى مبينًّا حال سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل (عليهما السلام) وهما يمتثلان أمر الله (عز وجل) ، في رضًا تامٍ ، واستسلامٍ كاملٍ: }فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ{ ، وهذا نبي الله أيوب (عليه السلام) يبتلى في جسده ، وفي ماله ، وولده فما كان منه إلا الرضا بقضاء الله (عز وجل) حتى فرّج الله عنه واستجاب لدعائه ، فأثنى عليه ربه قائلًا: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}
و أكد الدكتور أسامة فخري فكري مدير إدارة المساجد الحكومية أن سنة الله (عز وجل) ماضية في خلقه لتؤكد أن العبد كلما ارتفعت منزلته عندَ ربه (عز وجل) ازداد ابتلاء الله (عز وجل ) له؛ لذا كان أنبياء الله ورسله (عليهم السلام) وهم أكمل الناس إيمانًا وأعلاهم منزلة عند الله (عز وجل) أكثرهم ابتلاءً ، وعندما سُئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم): أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً ؟ ، قَالَ: (الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَمَا يَبْرَحُ البَلَاءُ بِالعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ).
وأضاف فخرى، أن المؤمن الحقيقي هو من يشكر في الخير والسراء ، ويصبر في البأس والضراء , فبالشكر والصبر ينجح العبد في كل الاختبارات ، وتصبح حياته كلها خيرًا في كل أحوالها ، وفي هذا يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ) .
جاءت القافلة ضمن خطة الوزارة ومشاركتها أهالى السويس العيد القومى للمحافظة حيث أدى الوزير بمسجد الشهيد عبد الوهاب سعيد بالسويس، مؤكدا أن أكد أننا نحتاج إلى لحمة لا تقل عن لحمة أكتوبر، نحتاج إلى روح أكتوبر في عملية البناء والتعمير بأن يؤدي كل منا واجبه الجندي في الميدان والعامل فى مصنعه، وكل منا يؤدي واجبه لأن الوطن لنا جميعًا وبنا جميعًا.
وأكد أن الابتلاء يكون بالصحة والمرض، بالصحة لينظر هل سيشكر صاحبها نعمة الله عليه ويجعلها في خدمة الضعيف والشيخ الكبير وذوى الاحتياجات الخاصة أم يفترى بصحته وقوته على خلق الله ، وقد يكون بالمرض لينظر هل سيصبر صاحبه على ما أصابه أو لا، فمن صبر ورضى فله الرضا، ومن سخط فله السخط.
وقال الوزير، قد يكون الابتلاء بالولد أو بالحرمان منه، فمن ابتلي بالولد نظر هل سيشكر النعمة، ويؤدى شكرها بحسن تربية أبنائه وتعهدهم , والوفاء بحقهم.