تستعد محافظة الأقصر والمئات من المزارعين لبدء موسم "كسر قصب السكر" مع بداية شهر يناير المقبل، حيث بدأ الجميع حاليا فى التخطيط لعمليات الكسر والنقل للمحصول إلى مصنع سكر أرمنت بمختلف وسائل النقل، حيث يعقد المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، اجتماعات مع عدد من المسئولين وقيادات مدينة أرمنت ومصنع السكر خلال الفترة المقبلة لبحث سبل إنجاح الموسم وتحقيق المحافظة أكبر قدر من الاستفادة من المحصول الجديد.
ويسعى أهالى الأقصر لأكبر استفادة من موسم قصب السكر الذى يعرف بموسم الخيرات والبركان، حيث يتم مع بداية كسر القصب تنظيم احتفاليات فى مختلف المزارع بالأقصر، والذى ينتظره المزارعون من السنة للسنة لإنهاء كافة أمورهم من تزويج لأولادهم وتطوير لمنازلهم القديمة مع قبض أموال الموسم الجديد للقصب، ويزيد الطلب على العمالة التى ترفع الأجرة اليومية لكسر القصب مع بداية شهر يناير، حيث ينشد الجميع الأغانى المميزة المصاحبة لكسر قصب السكر ومنها: "ياحلو سكر ياقصب عال.. يامزقى من المية بجمال ياقصب السكر"، و"القصب القصب حلاوته السنة ديه ياواد.. القصب كسرناه على المصنع رحلناه.. وعريسنا ودخلناه وعروسته السنة ديه يا واد".. و"القصب القصب.. عاوز ميه يا واد".
وقبل بدء الموسم الجديد طالب العمدة خالد حرز الله نقيب الفلاحين بمحافظة الأقصر، بضرورة فرض الرقابة على الموازين بالمصانع حين وزن المنتج عليها، وكذلك تسلم المزارعين إجمالى ما تم توريده بخط اليد وليس مطبوعاً الكترونياً دون معرفتهم بصحة الوزن من عدمه، وذلك لكى تتواجد الثقة من قبل الموردين مع سرعة تعديل العقود المبرمة بينهم وبين شركة السكر، حيث أن بنودها تصب فى صالح الشركة وليس موردى المحصول القومى، موضحاً أنه يجب على الحكومة ومصانع السكر، تحمل فرق الفائدة من 5.5 % إلى 13 % خلال العامين السابقين، للسلف التى اقترضوها من بنك الائتمان الزراعى، حيث أنهم يقومون بتوريد المحصول مع بداية العام والشركة تأخر صرف مستحقاتهم المالية بما يجعل البنك يقوم برفع الفائدة لتأخر الدفع.
وعن دعم مزارعى القصب خلال الفترة الماضية يقول الدكتور عثمان الشيخ مدير عام مشروع التغيرات المناخية، إنه احتضنت قرية أرمنت الحيط لقاءات مع مزارعى قصب السكر برعاية مشروع التغيرات المناخية، حيث احتفل الأهالى بزراعة القصب الربيعى "صنف جيزة 84/47"، وتم تنظيم تدريب حقلى لزراعة القصب الربيعى بالتعاون مع الجمعية الخيرية الاسلامية بأرمنت الحيط، بحضور استشارى المشروع الدكتور عبد الناصر البكرى ولفيف من مهندسى مصنع سكر أرمنت وكبار مزارعى القرية، واشتمل التدريب عمال زراعه القصب بالقرية، وذلك وسط إقبال من المزارعين بالقرية على تبنى الصنف والمعاملات الموصى بها من قبل المشروع، حيث أن الحقول المرشحة للزراعة لصنف جيزة 84/47 بالموسم الحالى تعد حاجز 250 فدانا.
وأوضحت عثمان الشيخ لـ"اليوم السابع"، أنه قام وفد من المشروع بزيارة لأعمال زراعات القصب الأصناف الجديدة، بقيادة الدكتورة إيثار مسئول برامج التنمية الريفية للأغذية العالمية، والمهندس عماد مدير القطاع الزراعى للمشروع، والمهندس محمد مهدى مشرف القطاع الزراعى، وتمت زيارة مزرعة الحاج عبد الهادى الخربطلى بأرمنت الحيط.
وحول توريد القصب لمصنع سكر أرمنت، فيقول المهندس أحمد حامد إبن مدينة أرمنت، أنه من المنتظر البدء فى كسر القصب بداية من شهر يناير المقبل لتوريده للمصنع، وقدم عدة نصائح للمزارعين يجب السير عليها خلال عملية توريد القصب بتلك الأيام، قائلاً: "القصب القائم الذى سيتم توريده إلى المصانع خلال موسم الحصاد الجارى هى عبارة عن الخلف الحديثة والغرس الربيعى، وسيتم توريدها خلال يناير ومارس وأبريل المقبلين، والتى يجب أن يراعى فيها تناسب فترة الفطام مع نوعية الأرض والظروف الجوية السائدة وفى جميع الاحوال يجب أن لاتزيد فترة الفطام عن 30 يوماً حتى لا يتأثر السكر المستخلص من القصب المورد".
ويقول حجاج التهامى مهندس زراعى بقرية الغوال غربى الأقصر، إن زراعة قصب السكر دخلت مصر مع الفتح الإسلامى لمصر، ولكنها ازدهرت فى عهد محمد على الذى تم إنشاء فى عهده عدة مصانع لاستخراج السكر من القصب فى مختلف أنحاء مصر، ويعتبر "قصب السكر" زراعات استوائية فهو ينمو بصورة جيدة فى المناطق الحارة التى يتوفر فيها طقس صيفى بصورة كبيرة طوال العام، موضحاً أن القصب يستخرج منه بنسبة 70% سكر.
وعن باقى المحصول يضيف حجاج التهامى لـ"برلمانى"، أن باقى محصول القصب يصنع منه العسل الأسود وكذلك تتغذى على "القالوح" رأس القصب حيوانات صاحب المزرعة، وما يسمى "السفير"يتم به تغطية الأرض بعد الكسر لحمايته من الطقس البارد، ويستخدم أيضاً كمصدر للوقود للتدفئة وخدمة المواشى.
وكان قد أعلن محمود سامى مدير مصنع سكر أرمنت غرب الأقصر، أن إدارة المصنع تستعد لانطلاق الموسم فى الأول من شهر يناير المقبل، موضحاً أن المصنع يستعد لإنتاج حوالى 140 ألف طن سكر هذا العام، حيث أن المساحة المزروعة بالمحافظة تبلغ 36 ألف فدان وينتج عنها 2 مليون و290 ألف طن قصب، موضحاً أن إدارة المصنع أجرت الصيانة الدورية بالكامل لكافة المعدات والماكينات والعصارات، كما تمت توسعة عنبر الطبخ وتأهيل واستحداث بعض العمليات الصناعية فى الإنتاج، وتأهيل محطة القوى والمراجل البخارية وخطوط الديكوفيل التى تنقل المحصول بالسكة الحديد إلى داخل المصانع وذلك من خلال عملية صيانة عامة.