تحل اليوم ذكرى ميلاد البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية، وبطريرك الكنيسة المرقسية السابق وهو بابا العرب وعاشق مصر، وهو البابا رقم 117 فى تاريخ باباوات الكنيسة القبطية الأرثوزكسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحى قبل أن يصبح البابا، وهو رابع أسقف أو مطران يصبح البابا بعد البابا يوحنا التاسع عشر (1928 - 1942) ومكاريوس الثالث (1942 - 1944) ويوساب الثانى((1946 - 1956.
يرصد "انفراد" فى ذكرى ميلاده نشأته، وحكايات عن البابا يرويها الأهالى والأقارب بمسقط رأسه، ويقول سامح جمعة منتياس أحد أقارب البابا شنودة وأحد جيران منزله أن البابا شنودة ولد فى قرية سلام التابعة لمركز أسيوط بمحافظة أسيوط باسم نظير جيد روفائيل، وذلك فى 3 أغسطس من عام 1923 ونشأ فترة طفولته العامرة بالأحداث حتى وإن كانت قليلة، مضيفا أن البابا كان له 7 أشقاء وهذه المعلومات لا يعرفها الكثيرون من بينها 5 شقيقات وأخين أكبر منه وكل التاريخ يحكى عن أشقاؤه الأولاد ولم يتعرضوا كثيرا للفتيات اللاتى أثرن بشكل كبير فى شخصية البابا حيث أن شقيقته الكبرى كان لها دورا كبيرا وهاما فى تربيته لأنها تولت تربيته والإشراف عليه بعد وفاة والدته، وكانت ترعاه وكانت متزوجة حينها، كما أن البابا أخذه أخواله لأن والدته "بلسم" من مركز أبنوب محافظة أسيوط.لفترة قصيرة تربى فيها فى مركز أبنوب بلد أخواله بعد وفاة والدته التى توفت بعد ولادته وشاركت عدد من السيدات فى إرضاعه ومنها إحدى المسلمات جيرانه كل هذه الأمور ساهمت بشكل كبير فى ارتباط البابا شنودة ارتباطا وثيقا بقريته وأهل قريته مسلمين ومسيحيين ، حيث كان دائم التواصل مع أسرته، ومع كل أقربائه ومحب لهم ولا يتوانى لحظة فى تقديم العون والدعاء لهم، والسؤال عنهم فى كل أمورهم.
يذكر أن البابا شنودة التحق فى دراسته بجامعة فؤاد الأول، فى قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعونى والإسلامى والتاريخ الحديث، وحصل على الليسانس بتقدير (ممتاز) عام 1947، وفى السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية.
وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج من الكلية الإكليركية وعمل مدرساً للتاريخ ثم حضر فصولا مسائية فى كلية اللاهوت القبطى وكان تلميذاً واستاذاُ فى نفس الكلية فى نفس الوقت.
كان يحب الكتابة وخاصة كتابة القصائد الشعرية ولقد كان ولعدة سنوات محررا ثم رئيسا للتحرير فى مجلة مدارس الآحد وفى الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا فى علم الآثار القديمة.
رسم البابا شنودة راهباً باسم (انطونيوس السرياني) فى يوم السبت 18 يوليو 1954، وقد قال أنه وجد فى الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء، ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش حياة الوحدة فى مغارة تبعد حوالى 7 أميال عن مبنى الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل والصلاة.
وبعد سنة من رهبنته تمت سيامته قساً. أمضى 10 سنوات فى الدير دون أن يغادره وعمل سكرتيراً خاصاً للبابا كيرلس السادس فى عام 1959، ورُسِمَ اسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحى وعميد الكلية الاكليريكية، وذلك فى 30 سبتمبر 1962.
وعندما مات البابا كيرلس فى الثلاثاء 9 مارس 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد فى الأربعاء 13 أكتوبر. ثم جاء حفل تتويج البابا (شنودة) للجلوس على كرسى البابوية فى الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة فى 14 نوفمبر 1971 وبذلك أصبح البابا رقم (117) فى تاريخ البطاركة.