بعد 10 سنوات من حجزه وحدة سكنية ضمن مشروع الزواج الحديث بمدينة الشهداء بمحافظة السويس ، وصلت دعوة من المحافظة فى نهاية عام 2013 إلى أحمد عبد العاطى، المهندس بشركة السويس لمهمات السلامة المهنية، لحضور حفل قرعة تسليم الوحدات التى أقامتها المحافظة، بديلا لمشروع الإسكان الإجتماعى، حيث أعلن اللواء العربى السروى، محافظ السويس وقتها توزيع العقود على المستحقين.
ظن الفائزون ومن بينهم أحمد عبد العاطى، ان معاناتهم فى الإقامة بالإيجار قد انتهت إلى غير رجعة، فهم الآن أصحاب وحدات سكنية، لكن مع أول زيارة تبدت تلك الاحلام تماما ، فالشقة التى طالما حلموا بها لم تكن سوى مجموعة حوائط وسقف وباب خشبى، حيث ينتظرهم فصلا طويلا من التشطيب لتجهيز وحداتهم السكنية.
الفائزون بالوحدات السكنية كانت فى انتظارهم مفاجأة أخرى تتمثل فى عدم وجود المرافق بعمارات المدينة البالغة عددها نحو 152 عمارة تضم 3648 وحدة ، فلا مياه ولا كهرباء ولا صرف صحى، وهو ما اضطر الحاجزون إلى طلب لقاء بالمحافظ السابق، الذى وعدهم بأن هذه الأزمة ستنتهى فى غصون ثلاثة أشهر على أقصى تقدير.
بالفعل لم يخلف المحافظ السابق وعده مع الفائزين، وقام مسئولى شركة مياه الشرب والصرف الصحى بتوصيل خطوط المياه وتشغيل خدمات الصرف، إلا أن مسؤولى الكهرباء لم يصلوا إلى مدينة الشهداء حتى الآن.
سأل الحاجزون عن الكهرباء فأجاب المسئولون لن يمر عام 2014 إلا وستكون كل المدينة مزودة بالتيار الكهربائى، وهى الإجابة نفسها التى سمعها أصحاب الوحدات السكنية مرة اخرى فى عام 2015 من مسئولى الكهرباء بالسويس، وهى ايضا نفس الوعود التى سمعوها فى بداية العام الحالى 2016.
و كانت آخر محاولاتهم منذ ما يقرب من الشهر عندما تقدم الاهالى بمذكرة إلى اللواء أحمد حلمى الهياتمى، محافظ السويس، جاء فيها " نسكن المدينة منذ أكثر من عامين ولا يوجد كهرباء بالمدينة بالكامل ، وهى مكونة من 152 عمارة مما أدى إلى وجود سرقات كثيرة ، كما ان المدنية غير مؤمنة بأى نوع من التأمين، وكلما وقعت حادثة لا تستطيع الشرطة الوصول إلى المدينة" .
وأضاف الاهالى فى مذكرتهم: نحن أسر مكونة من أطفال وطلبه فى المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية فكيف يؤدى هؤلاء واجباتهم المدرسية ونحن على أبواب الإمتحانات.
من جانبه قال أحمد عبد العاطى أحد الفائزين بوحدة سكنية أنهم تسلموا وحداتهم بلا مرافق بناء على وعد من المحافظ السابق، إلا أن وحداتهم لم تر النور حتى هذه اللحظة.
وأضاف أمام شكواهم المستمرة قامت المحافظة بتركيب كابلات الكهرباء، لكن دون أن تزودها بالتيار الكهربائى اللازم لإنارة المدينة، ويكمل أمام الظلام الدامس اضطر سكان مدينة الشهداء سرقة التيار الكهربائى من مدينة الشهداء مقابل 300 جنيه يدفعها صاحب الشقة إلى أحد الأفراد نظير قيامه بمده بالتيار الكهربائى من مدينة النهضة المجاورة لمدينة الشهداء، بالإضافة إلى 50 جنيها شهريا لضمان عدم قطع التيار عنده.
الكهرباء المسروقة لا تسمن ولا تغنى من جوع فهى لا تكفى لتشغيل الأجهزة الكهربائية من ثلاجة أو تلفزيون أو غسالة، كما انها كثيرة الانقطاع بسبب ضعف الكابل الكهربائى والضغط عليه.
طالب أحمد عبد العاطى وسكان المدينة من المحافظ توصيل الكهرباء لوحداتهم بنظام الممارسة الشهرية إلا ان المحافظة لم تحرك ساكنا حتى الآن.