رسالة واضحة كررها الرئيس عبد الفتاح السيسى مرارًا، أن الشعب المصرى نسيج وطنى واحد بمسلميه ومسيحييه، ولا مكان فيه لتفرقة على أساس الدين، ولا يصح أصلًا أن نقول هذا مسلم وهذا مسيحى ثم نبنى تعاملاتنا معه على هذا الأساس.
تأكيد الرئيس لم يكن فى خطاباته الرسمية فقط، بل لم يترك مناسبة إلا وشدد فيها على ضرورة التلاحم الوطنى ووأد الفتن فى مهدها، لأنه أول من علم ويعلم ماذا يريد أهل الشر لمصر ولشعبها، ولذا كان حريصًا على تحذير جميع المصريين من دعاة الفتنة والفرقة، كما قدم المثل على ضرورة إعلاء الوحدة الوطنية، بزيارته الكاتدرائية لتهنئة المسيحيين بعيد الميلاد فى عامى 2015 و2016.
مواقف الرئيس التى تضرب المثل وتحذر من دعاة الفتنة كثيرة ومتعددة منذ توليه المسؤولية، وآخر تلك المواقف التى أكد فيها على أنه ليس هناك مجال للفتنة بين شركاء المجتمع المصرى أمس، حيث حذر السيسى من محاولات الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين بعد وقوع عدة حوادث طائفية فى محافظة المنيا قال الرئيس، فى كلمة خلال حفل تخرج دفعة جديدة من الكلية الحربية: "كلنا كمصريين.. يجب أن ننتبه جدا لكل المحاولات التى تبذل للوقيعة بين المصريين.. عندما نتكلم عن أننا كلنا شركاء فهذا معناه أننا مصريون جميعا.. حقنا متساو.. لا لأحد زيادة على الآخر."
وأضاف الرئيس:"كلنا شركاء فى هذا الوطن.. لا يليق بنا أن نقول هذا مصرى مسلم وهذا مصرى مسيحى.. هو مصرى له مال لنا وعليه ما علينا.. هناك دولة اسمها دولة القانون... من يخطئ يحاسب بالقانون من أول رئيس الجمهورية إلى أى مواطن."
أخمد الرئيس السيسى أمس، فى صالون الكلية الحربية إحدى حوادث الفتنة بمحافظة المنيا حسبما قاله القس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عقب الاحتفال بتخريج دفعة جديدة، حيث أكد أن الرئيس شدد على حرصه على الوحدة الوطنية وإنفاذ القانون بكل حسم على الجميع.
وخلال خطابه أمس، أكد الرئيس أنه لا فرق بين مسلم ومسيحى فى مصر وأن الجميع مصريين متساوون فى الحقوق والواجبات، مشدداً على ضرورة تطبيق هذه القِيَم فى الواقع العملى بما يضمن تناول كافة الأحداث بموضوعية بعيداً عن التشدد.
وأشار الرئيس إلى دور الجميع سواء مؤسسات الدولة أو الشعب فى إعمال تلك القيم وتطبيقها فى المجتمع المصرى، مؤكداً أن وحدة المصريين هى الضمانة الوحيدة للنجاح فى مواجهة المشكلات والتغلب على الصعاب.
وأضاف الرئيس، أن مصر تسعى لترسيخ دولة القانون التى تساوى بين الجميع، مشدداً على أن كل من يخطئ سيُعاقب بموجب القانون بدءاً من رئيس الدولة وحتى عامة المواطنين، مؤكدا أن تداعيات السنوات الخمس الماضية على مختلف الأصعدة مازالت قائمة، منوهاً إلى أن تجاوزها والتغلب عليها يقتضيان العمل معاً، مشدداً على أن مصر ستنجو وتحقق آمالها وطموحاتها بتضافر جهود الجميع معاً.
وقال السيسى خلال خطابه الذى أكد على تماسك النسيج الوطنى المصرى:"أقول لكم وثقتى فيكم كاملة.. إننا قادرون معا على تحقيق آمال وطموحات وطننا وأبنائه.. بإرادتكم القوية وعملكم الدءوب.. وبما أعلمه عن أصالة هذا الشعب وعزيمته ووعيه التام بمحاولات النيل من وحدتنا الوطنية.. وما يتربص بنا من مخاطر الإرهاب والتطرف.. وما نواجهه من أزمات فى منطقتنا وتداعياتها.. ستبقى مصر بإذن الله غنية بكم وبعراقتها وتماسك مجتمعها.. وستظل قوية ومنيعة بمؤسساتها الوطنية الراسخة.. نرفع جميعا رايتها ونحمل الاعتزاز بها فى أرواحنا.. ونحـفـظ فى قلوبــنـا الــولاء والانتـمـاء للوطـــن".
تأكيد السيسى على أن المسيحيين فى مصر لا ينقص حقهم ويعاملون كالمسلمين دون تفرقة ترجمته القوات المسلحة التى قامت بترميم الكنائس، حيث أعادت الهيئة الهندسة بالقوات المسلحة بناء وترميم الكنائس التى تعرضت للتخريب بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة.
عدد الكنائس التى تعرضت للتخريب والحرق بلغ 72 كنيسة تم ترتيب أولويات ترميم الكنائس بين الكنائس الأرثوذكسية والإنجيلية والكاثوليكية، وأنجزته القوات المسلحة، ما يؤكد أن الدولة لا تفرق بين مسلم ومسيحى على أرض الوطن، لتتسق مع ما كرره كثيرا الرئيس عبد الفتاح السيسى.