الجمعة، 22 نوفمبر 2024 11:41 م

خبير أمريكى يدعى: نتائج الانتخابات المصرية معروفة.. والنواب القادمون يفتقرون للخبرة

خبير أمريكى يدعى: نتائج الانتخابات المصرية معروفة.. والنواب القادمون يفتقرون للخبرة الخبير الأمريكى ناثان براون أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج تاون
السبت، 17 أكتوبر 2015 07:18 ص
ريم عبد الحميد

اهتمت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بالانتخابات البرلمانية المقبلة فى مصر، وقالت - فى مقال كتبه الخبير الأمريكى ناثان براون، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج تاون - إن المصريين سيدلون بأصواتهم فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، والتى لا يعرف أحد من سيفوز فيها، ولكن الجميع يعرفون النتائج مقدّمًا، ويُعلّق عدد قليل من المراقبين آمالاً كبيرة على البرلمان الجديد.

 

وأكد المقال، أنه - بغض النظر عن نتائج السباقات الفردية - فإن البرلمان سيلعب الدور نفسه، وسيكون ضعيفًا، ولكن ليس بلا مخالب، كما سيكون مطاطيًّا أكثر من كونه "مطبّ" يضايق حكام البلاد، وبهذا سيكون الوضع محبطًا للجميع، قادة البلاد الذين لم يبدوا اهتمامًا بالسياسة سيجدون برلمانا يجب أن يتم تدليكه، والمعارضة ستجد نقاطًا جديدة للدخول، ونوابًا يتمتعون بسلطات لا تذكر، وناخبون لن يجدوا خيارًا لديهم،  فالنظام البرلمانى المصرى يبدو أنه لا يخدم غرضًا، لكن يبدو أن بناءه لم يحدث عبثا.

 

ويشير "براون" فى مقاله كذلك، إلى أنه من الصعب التنبؤ بنتائج السباقات الفردية، إلا أن النتيجة المتوقعة ستظل الأمر نفسه: مجموعة من السياسيين والمثقفين وأحزاب غير قوية تسعى إلى الحصول على الموارد، ومنصة تمنحها المكانة، وليس بإمكان المعارضة أن تفوز، لأنه لا وجود للمعارضة الحقيقية، وتمت هيكلة الانتخابات بعناية، لتهميش الإسلاميين الأكثر تأثيرًا، وتعزيز فرص المرشحين المستقلين الذين ليست لهم أيديولوجية أو انتماء

 

 وزعم المقال كذلك أن الحزب الأكبر فى الانتخابات السابقة هو "الحرية العدالة"، والذى تم قمعة بشدة، والآن أعضاؤه الذين يتواجدون خارج السجون يتحدثون عن "الثورة" أكثر من الانتخابات، وثانى أكبر الأحزاب هو "النور" السلفى، الذى يتشبث بالوجود القانونى، إلا أن مصداقيته بين  الأنصار السابقين تظل غير مختبرة، مشيرًا إلى أن هناك شخصيات مستقلة تتنافس أيضًا للحصول على مقاعد بالبرلمان،

لكن فى بيئة مصر السياسية المقيدة، يتم تخويف المجتمع المدنى أو احتواؤه، وتقييد المظاهرات بشدة، ومراقبة أغلب المنظمات، إذ إن تلك الأحزاب المتواجدة تشكو من أنها لا تستطيع حشد أنصار محتملين حتى يستطيع المنافسة انتخابيًّا، ولكن حتى لو تم رفع تلك القيود بشكل مفاجئ، فإن عددًا قليلاً من التنظيمات ستكون لديه مهارات حقيقية لحشد الناخبين، وقد شكّت بعض الشخصيات السياسية من أن الأجهزة الأمنية  تتدخل لصالح مرشحين معيّنيين، فى حين تعرض آخرون لمضايقات للخروج من المنافسة.

 

وفى ظل ضعف الأحزاب، فإن البرلمان الذى سيكون أكبر بنسبة الخُمس من سابقه الذى تم حلّه عام 2012، وأغلب الحملات التى تعتمد على شبكات محلية، وعلى سمعتها، فإن البرلمان الجديد سيكون مليئا بالنواب الذين يفتقرون للخبرة السابقة أو الأيديولوجيات القوية، وتوجههم البرامج التافهة والوعود الكثيرة، وربما يدفع المرشحون المستقلون ثمن الولاء، ففى الدوائر الانتخابية سيحتاجون إلى تقديم البضائع كدعاية، ومن لديهم مصالح تجارية ربما يقدرون الصلات التى يستطيعون تكوينها، والمثقفون والمستقلون ربما يتوقعون أن يتم أخذ أفكارهم على محمل الجد، قبل أن يغرّدوا على الخط.

 

ويشير "براون" إلى أن تلك أمور مهمة، لأن هناك إجراءات يمكن أن يقوم بها البرلمان الجديد، من شأنها التأثير على الطريقة التى يتم بها حكم مصر، وبنفس القدر من الأهمية هناك إجراءات من المفترض أن يتم اتخاذها ستثير إشكالية، ورجح الخبير الأمريكى ألا يكون البرلمان الجديد قادرًا على ممارسة سلطاته التى مُنحت له اسمًا، وأنه سيواجه مشكلة فى التشريع.

 

كذلك قال "براون" إن التشريعات فى الماضى كانت تصاغ فى عدد من الأجهزة التنفيذية وتتم مراجعتها من قبل مستشارين قضائيين، قبل أن تُقدّم للبرلمان، ويعتقد براون أنه من غير المرجح أن يتغير هذا الأمر فى البرلمان المقبل، على الرغم من أن النواب قد يقدمون مشروعات قوانين يعرفون أنها ستفشل، أو يستخدمون النقاشات التشريعية لجذب الانتباه، وخلص براون فى النهاية إلى القول بأن برلمان مصر قد يولد مكسورا،  فقد تم تأسيسه هكذا، ليس وفق تصميم زكى، ولكنه مزيج من صناعة القرار المخصصة والجمود التاريخى والغفلة.

 

 


print