الجمعة، 22 نوفمبر 2024 09:59 م

وكيل الأزهر: التراث الإسلامى تحمّل كثيرًا.. ومناهجنا علّمت العالم "الاعتدال"

وكيل الأزهر: التراث الإسلامى تحمّل كثيرًا.. ومناهجنا علّمت العالم "الاعتدال" الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف
الأحد، 21 فبراير 2016 09:27 م
كتب لؤى على
أكد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، أن التراث الإسلامى تحمل أكثر مما يحتمل، وجميعنا يتابع ويعرف كل ما يُدبّر للتراث من مكائد ليل نهار على شاشات الفضائيات، فى وقت لا يلتفت فيه أحد لجهود العلماء ودفاعهم عن التراث من أقوال المغرضين، مشيرًا إلى أن مناهج الأزهر علمت العالم الاعتدال والوسطية، ولن تقبل مؤسسة الأزهر اتهامها بالعنف.

وأضاف وكيل الأزهر - خلال افتتاحه مؤتمر الفهم الصحيح للتراث فى أسيوط - أن تراثنا الإسلامى له الفضل فى تجنيب المجتمع الإسلامى كثيرًا من الكوارث، بل والوقوف فى وجه الهجمات التى وجهت لبلاد المسلمين، من خلال العلماء الذين تصدوا للاحتلال بعمائمهم قبل أيديهم، وما الحملة الفرنسية والاحتلال الإنجليزى عنا ببعيد، وسيبقى الجامع الأزهر خير شاهد على ذلك.

وأشار "شومان" فى كلمته خلال افتتاح المؤتمر، إلى أن المشكلة ليست فى فهم التراث، وإنما فى التعامل معه، فالثابت عندنا فى القرآن الكريم والسنة الصحيحة، والمعصوم من البشر هو رسولنا صلى الله عليه وسلم، أما باقى كتب التراث فهى محل الاجتهاد والنظر، لكن ممن يقدر على النظر فيها بطريقة علمية وموضوعية، وكذلك سنسمع لمن يراجع ما كتبه العلماء السابقون والأئمة العظام، لأنهم بشر يصيبون ويخطئون، لكن شريطة أن يكون الناظر عالمًا لا ينتقدهم من أجل الشهرة أو أن يقول أنا عالم.

وأوضح وكيل الأزهر، أن المجددين فى الإسلام لا يرتبطون بأى وقت من الأوقات، ولا ينحصرون فى مجدد واحد، بل أكثر من مجدد فى مختلف التخصصات، فمن يجددون للناس أمر دينهم لا ينقطعون، ومن يقف فى طريق التجديد لا يتبع الشرع المتجدد، مشيرًا إلى أن الإسلام دين متجدد حتى فى طريقة وصوله للناس، فمعظم الأحكام لم تنزل مرة واحدة بل جاءت متتابعة حتى اكتملت، وهى قابلة للاجتهاد طبقا لأحوال الزمان والمكان.

وأضاف وكيل الأزهر، أننا لا نقول بعصمة التراث، ولكن نطالب بالابتعاد عن كتاب الله وسنة رسوله والرسول المعصوم وعدم الحديث عنهم، فلن نقبل ذلك كعلماء من أحد، أما ما أنتجه الفقهاء والعلماء من علم فهو قابل للاجتهاد، وهذا رأى الأزهر الذى نربى عليه أبناءنا، أما محاولة إيهام الناس بما ليس من تراثنا من المدسوسات، فهذا افتراء، مشدّدًا على أن علماء الأزهر هم القادرون على التعامل مع التراث، وعلى من لا يملك من العلم شيئًا أن يبتعد بجهله عن إضلال الناس، متسائلاً: "ماذا لو أخذنا بأقول هؤلاء وحذفنا آيات الجهاد مثلا، وجاء الاحتلال فقلنا له، "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"، أما عن الأزهر فمناهجه علمت العالم الاعتدال والوسطية، ولن نقبل أن تتهم بالعنف، نحن فى الأزهر نقبل النقد وندرسه للطلاب فى المذهب الواحد، بل فى المسألة الفقهية الواحدة، نقبل نقد المناهج ونقد التراث ونقد القائمين عليه، ولكن النقد الحقيقى الذى يقدر العلماء، ومن فعل هذا فمرحبا ومن تجاوز فنحن له بالمرصاد".

print