كتب لؤى على
قالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، إنه يجوز مصافحة المسلمين بعضهم بعضا عقب الفراغ من الصلاة، فإن الإخوة بين بنى البشر تتعدد أسبابها: منها الأخوة الإنسانية، وسببها اتحاد الخلق والنشأة الإنسانية، قال ربنا سبحانه (وَهُوَ الَّذِى أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ...) {الأنعام/98}، وهذه الأخوة توجب على البشر التعايش السلمى وعد ظلم الإنسان لأخيه الإنسان.
وأضاف المجمع ردا على سؤال هل مصافحة الذى يصلى بجوارى بعد الصلاة جائزة أم لا؟، ومنها الأخوة الإسلامية التى سببها اعتناق الدين الذى جاء به سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، فينصهر معتنقوه فى بوتقة واحدة، وذلك يوجب عليهم الشعور بما يشعر به الآخرون من فرح أو ترح، وعبر عن هذا المعنى النبى صلى الله عليه وسلم حينما قال (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِى تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) رواه مسلم.
ومن مظاهر هذه الأخوة إفشاء السلام بين المؤمنين حين يلتقيان، فذلك ينبت نبتة المودة والمحبة ويجتث بذور الشحناء والبغضاء، قال صلى الله عليه وسلم (لاَ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَىْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ) رواه مسلم.
ومنها المصافحة أى وضع المؤمن يده فى يد أخيه، فإنها فضلاً عن إنتاجها المحبة بين المتصافحين، فإن ذنوبهما تغفر بسبب ذلك.
روى الطبرانى فى الكبير أن النبى صلى الله عليه وسلم لقى حذيفة فبسط يده إليه ليصافحه، فكف حذيفة يده، فقال له النبى صلى الله عليه وسلم تكف يدك عنى، فقال حذيفة ليس رغبة عنك لكنى جنب قال إن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا تحاتت ذنوبهما كما تحات الورق من الشجرة اليابسة فى يوم ريح عاصف، وإلا غفر لهما، ولو كانت ذنوبهما مثل زبد البحر).
وفى واقعة السؤال نفتى بجواز مصافحة المسلمين بعضهم بعضا عقب الفراغ من الصلاة لعموم الحديث السابق، حيث إن المصافحة الواردة فيه عامة فى كل وقت فى صلاة أو خارج الصلاة، ومن ثم لا نرى بأسا من ذلك، وليس ثمة نص ينهى عن ذلك، وعلى من يرى الحرمة أن يأتى بالدليل ولا دليل .