كتب إسلام جمال و إسراء عبد الفتاح
قال الدكتور صلاح هاشم، أستاذ التنمية والتخطيط والخبير الدولى فى التنمية، إن حصة كل مواطن مصرى من مياه النيل 616 مترًا مكعبًا تكفى فقط لإشباع 60% من احتياجاته ليعيش حياة صحية سليمة، مشيرا إلى أن سد النهضة يعد ذريعة لاستدراج مصر لحرب إقليمية محتومة ليست حرب كرامة ولا تحرير ولا تقرير مصير وإنما هى حرب للبقاء على قيد الحياة.
وأكد هاشم عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، قائلا: "المعدل الطبيعى لنصيب الفرد من المياه العذبة عالميًا لا يجب أن يقل عن 1000 متر مكعب سنويًا، وأن وصول حصة المواطن من مياه النيل إلى 166 مترًا مكعبًا معناه وصول المصريين إلى حد الموت المائى".
وأكد خبير التنمية أن وصول المصريين عند هذا الحد معناه أن النيل قد أعلن غضبه وعلى الدولة أن تنتبه، مشيرًا إلى أن سد ملف النيل يعد من الملفات الملتهبة التى تواجه حكومة شريف إسماعيل، ورغم أهمية هذا الملف إلا أن الحكومات لم توليه الاهتمام الكافى وتتعمد عدم الشفافية مع الخبراء والمواطنين على حد سواء، فضلاً عن كونها ركزت كل جهودها حول التفاوض مع الجانب الإثيوبى مغفلة طرقًا وأساليب عديدة لا تقل أهمية عن التفاوض.
وأوضح هاشم أن مصر تهدر يوميًا حوالى مليون ومائتى ألف متر مكعب من مياه النيل فى مياه البحر المتوسط أى حوالى 438 مليون متر مكعب سنويًا وهو ما يكفى لزراعة سبعة ونصف مليون فدان أى ما يعادل قرابة مساحة مصر المزروعة والتى لم تتجاوز 6,5 فدان.
وطالب هاشم حكومة شريف بضرورة اتباع طرق متوازية لتجنب أزمة النيل، وأن أفضل طرق الوقاية هو ليس الاعتماد فقط على برامج ترشيد الاستهلاك من الاستخدامات المنزلية وإنما بمنع هدر المياه التى تلقى يوميًا فى مياه البحر، وذلك من خلال عمل تفريعات أو ترع قبل نهايات النيل واستخدام المياه فى الزراعة وتخذينها من خلال مجموعة من السدود الصغيرة.