راهن كثيرون على ضرب معنويات المصريين من خلال بث شائعات أو اللعب على وتيرة الأخبار الكاذبة، من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعى التى تحولت إلى أداة ووسيلة لتوزيع الأخبار المسمومة، التى ترغب بعض الجهات فى أن يكون لها انتشار واسع حتى تحقق الغرض من نشرها، مثلما حدث فى يوم الأربعاء الأسود، الذى كان شاهدًا على الحرب النفسية التى تتعرض لها مصر، حينما بدأت هذه المواقع فى ترويج أكاذيب كاد أن يصدقها كثيرون بأن تنظيم داعش الإرهابى أسقط العكثير من شهداء الجيش، وأنهم فى طريقهم لإعلان السيطرة الكاملة على شمال سيناء، لولا يقظة القوات المسلحة التى خرجت ببيان شافٍ ووافٍ كشفت خلاله حجم الخسائر التى كبدها الجيش المصرى للتنظيم الإرهابى، ودعم البيان بالصور والفيديو التى فضحت كذب الأخبار المسمومة التى انتشرت بسرعة البرق، وكانت تقف خلفها وكالات أجنبية ذات ثقة لدى المصريين.
هذا الأمر تكرر مؤخرًا مع أزمة الطائرة الروسية، خاصة يوم الجمعة الماضية، حينما بدأت الوكالات الأجنبية فى بث البيانات الصادرة عن بعض الدول الخاصة بإجلاء رعاياها من شرم الشيخ، وأتبعته بتقارير أقل ما توصف بأنها مسمومة، وتقف خلفها جهات استخباراتية تريد أن تحدث انقسامًا داخل المجتمع المصرى، حيث بثت عدد كبير من الصحف البريطانية تقارير متشابهة عن وقائع إهمال داخل مطار شرم الشيخ، وتزامن ذلك مع تقارير أخرى، عرفت إعلاميًا بعد ذلك بـ«طائرة الديلى ميل»، والغريب أن التقارير ظهرت مساء الجمعة، بنفس الصيغة والصور على عدد كبير من الصحف البريطانية، وأعيد نشرها بسرعة مذهلة على مواقع التواصل الاجتماعى، وكأن هناك هدفًا وخطة محكمة، وتزامن ذلك مع إعلان جماعة الإخوان الإرهابية على لسان جمال حشمت أن الوقت حان للتدخل العسكرى الدولى فى سيناء وقناة السويس، لتكتمل الخطة التى راهنت على ضعف معنويات المصريين.
لكن المفاجأة التى أذهلت الجميع أن المصريين بدلاً من أن يثقوا فى هذه التقارير سخروا منها، وحولوا تقرير «طائرة الديلى ميل» إلى مادة للسخرية، ربما تكون هذه السخرية هى التى أجبرت البريطانيين إلى إصدار بيان على لسان وزير خارجيتهم ينفى فيه الواقعة.
ولم يكتف المصريون بذلك وإنما أعطوا درسًا لمن أراد الإيقاع بينهم بأنهم استوعبوا الدرس جيدًا، وأنهم لن ينساقوا خلف الشائعات، وأنهم على دراية بكل ما يحاك لمصر من خطط تستهدف الإيقاع بها، لكن تبقى نقطة مهمة، وهى أن هذا الوعى الذى زاد لدى المصريين بما يحدث حولهم يحتاج إلى إعادة تأصيل، من خلال ما سبق وطرحته بشرح ما تتعرض له الدولة من حروب الجيل الرابع، خاصة للشباب أكثر فئة مستخدمة لمواقع التواصل الاجتماعى.