شلل الفساد تجهض كل أحلام المصريين فى الرقى والتقدم
فى مثل هذه الأيام، وبالتحديد منذ 30 يونيو 2013 كنا جميعا على قلب رجل واحد، كان هدفنا واحد، هو الإطاحة بحكم محمد مرسى، كانت فكرة التمرد على حكم الإخوان قد أصبحت واقعا، خاص بعد أن شارك أكثر من 10 ملايين مصرى فى هتاف واحد وهو ارحل، عندما وافقنا جميعا على أن يقوم الجيش بمهنة تطهير مصر من جماعة مرسى وكل تجار الدين، وقتها كانت مصر أفضل، ولكن الآن وبعد مرور ثلاث سنوات أعتقد أنه لم يبق أى شىء من مظاهر التمرد على حكم مرسى، واجتمع علينا كل من يريد تخريب مصر، اجتمعت عصابات هدم الوطن وبدأوا فى استغلال أى ثغرة بداية من الكوارث الطبيعية، مثل الأمطار والسيول، مرورا بالعمليات الإرهابية منتهية بتجاوزات بعض المسؤولين فى الشرطة والمؤسسات الحكومية ضد المواطن، الذى لا يعرف أحد إلا عبدالفتاح السيسى باعتباره الأخ والأب، لهذا فإن كل تجاوزات المسؤولين يتم تحميلها للرئيس حتى أخطاء وخطايا الحكومة، فإننا نبقيها على أكتاف السيسى، باعتباره الأقرب للشعب، ويبدو أن هناك البعض من المسؤولين من لا يريدون خيرا له ولمصر.
أصبحت كل خطط السيسى من أجل تطهير البلاد تواجه بمؤامرة، فإذا أعلن الرجل عن نيته إعلان الحرب على المستغلين، فوجئنا بشلة الفاسدين الذين يمتصون دماء الغلابة، ترتعد وتبحث عن وسيلة لضرب خطة السيسى التى تخدم الفقراء، خاصة أن هذه الشلة تنوى التآمر بالفعل لضرب قرارات السيسى التى أعلنها مؤخرا، والحقيقة أن شلة الفاسدين كانت سببا دائما فى هزيمة أى حاكم، وظهر ذلك واضحا أواخر عهد مبارك مرورا بحكم الإخوان، وحتى الآن لا تصدق حكاية الثورات التى فشلت فى حل أى شىء، فما زال الفساد موجودا، الرشاوى موجودة، النهب وسرقة المال العام يسير على قدم وساق، والسبب ليس فقط غياب القانون أو من ينفذه من الأجهزة الأمنية، بل لاختفاء وانعدام الضمير من داخلنا، حتى إنه لم يعد أحد يخشى من العقاب الربانى، متناسيًا أن حساب الله قادم، ووقتها لن يستطيع كل من ارتكب جريمة أن يهرب من حساب الله، أو يقوم بعمل مليونية ليخفى فيها جرائمه، كما كان يفعل فى الدنيا، لأن الله يمهل ولا يهمل، أما حكومات ما بعد يناير، فإنها تهمل وتترك الفاسد أو البلطجى أو المخربين والمشاغبين فى الأرض بسبب نفاق هذه الحكومات لهؤلاء، ووصفهم بالثوار، وهو ما جعل هذه الحكومات ترضخ لكل البلطجية الذين احتلوا الميادين والشوارع تحت زعم التظاهر، أو أنهم باعة جائلون، بداية من حكومة الدكتور عصام شرف، أسوأ رئيس وزراء مصرى، مرورًا بحكومة الدكتور حازم الببلاوى، ثم المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء السابق، حتى حكومة شريف إسماعيل، التى فشلت فى إعادة الوجه الجميل لمصر، وتحكم مصر بالنوايا الحسنة، دون وضع حدود حقيقية لاستئصال الفساد من جذوره، كما تفعل مع الإرهاب الذى سخرت كل إمكانيات الدولة لمحاربته، وهو شىء محمود، ولكن سيكون الأكثر منطقيًا أيضًا أن يتم تسخير كل إمكانيات الدولة لمحاربة الفساد الذى يعد من أهم أعداء الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يحلم بدولة العدل، ونظافة الأيادى، ومواجهة أى محاولة للفساد.
لقد أصبحنا لا نخشى على مصر فى عهد دولة السيسى من إرهاب الإخوان، بل نخشى من فساد الحاشية التى أسقطت أنظمة مختلفة، وتحاول الآن تأسيس دولة، وهو ما يحاربه كل شريف فى دولة السيسى، حتى نستطيع بناء وطن، وهو ما نحلم به جميعًا، فهل يحدث، أم يظل الفساد هو صاحب اليد الطولى فى حكم البلاد والعباد؟ أتمنى عكس ذلك.. اللهم احفظ مصر من الفساد والمفسدين، أما الإرهاب والإخوان فنحن قادرون عليهم.