انقلابات المواقف على خارطة النفوذ هناك إشارات مختلفة عن تغييرات فى خرائط النفوذ والتحالفات بالمنطقة، خاصة الورقة السورية.
تسريبات تبدو مناقضة لما هو معلن. صحيفة التلجراف البريطانية قالت إن أمريكا تطلب مشاركة روسيا فى مواجهة «الإرهابيين»، وأن واشنطن تسعى لتأسيس تحالف عسكرى جديد مع روسيا، مع تفاهمات بشأن الحل السياسى فى سوريا، ومستقبل بشار الأسد، وقبول الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لحل سياسى، لا ينتهى بفوضى سورية. تقارير التلجراف تزامنت مع تقارير «واشنطن بوست» عن اتفاق واشنطن وموسكو على تعزيز التعاون العسكرى فى سوريا، تتعهد فيه واشنطن بمساندة روسيا فى استهداف «المتطرفين».
وتلتزم بتبادل المعلومات مع موسكو حول الأهداف، ويتضمن الاتفاق الاشتراك فى حملة ضد «جبهة النصرة»، وفى المقابل تضغط موسكو على بشار الأسد لوقف قصف جماعات لا تعتبرها واشنطن «إرهابية» ومدعومة من أمريكا.
وفى حالة صحة هذا الاتفاق ووجود دعم من الرئيس الأمريكى باراك أوباما والخارجية، بالرغم من معارضة وزير الدفاع آشتون كارتر، فإن هذا يعنى تغيرا فى أوراق اللعبة، وهو تغير يقارب روسيا وأمريكا وبضع بشار ضمن المعادلة، خصوصا أن هناك تقارير تقول إن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف ونظيره الأمريكى جون كيرى تباحثا فى القيام بخطوات مشتركة ضد «جبهة النصرة».
التقارير عن تقارب روسى أمريكى فى مواجهة داعش، والنصرة لم تنف تبادل الانتقادات بين وزارتى الدفاع الروسية والأمريكية، حيث أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجوركوناشينكوف، أن التحالف الدولى بزعامة الولايات المتحدة فشل فى وقف الإرهاب فى سوريا، بل إنه أشار إلى أن ما تسميه أمريكا معارضة معتدلة ما هم إلا إرهابيون.
كانكوناشينكوف يرد على تصريحات آشتون كارتر، وزير الدفاع الأمريكى، قال فيها «الروس اتخذوا موقفا غير صحيح فى سوريا، وقالوا إنهم يحاربون تنظيم «داعش» الإرهابى ويدعمون عملية الانتقال السياسى، ولم يفعلوا هذا ولا ذاك»، وهو ما اعتبرها الناطق الروسى قراءات غير دقيقة من كارتر، مؤكدا فشل التحالف الدولى بقيادة واشنطن فى وقف تمدد داعش رغم امتلاكه لموارد أكبر، لكن هذه الانتقادات لم تمنع من عقد اتفاق قد يشير إلى تغير فى الموقف الأمريكى من بشار الأسد، خاصة أن هذا تزامن مع أخبار عن محاولات من الرئيس التركى أردوغان للاتصال مع الرئيس السورى بشار الأسد، وهى أنباء لم تنفها أو تؤكدها تركيا، لكنها تزامنت مع رسائل من أردوغان لأطراف مختلفة بالمنطقة. فى وقت تتكرر فيه إشارات روسية لأمريكا بأنها لم تدرك الواقع السورى، وقدرة النظام على البقاء، بالرغم من حجم السلاح والتنظيمات المسلحة التى أطاحت أقل منها، بنظام القذافى فى ليبيا، والرغبة فى عدم تكرار الفشل.
كل هذه الإشارات والتصريحات، تشير إلى تحولات فى خرائط النفوذ بالمنطقة خاصة الورقة السورية، قد لا تنتهى لتحالف لكن قد تولد حلا سياسيا مختلفا.