العالم منشغل الآن بما يحدث فى المطارات المصرية، خاصة مطار شرم الشيخ الذى تحول إلى مادة للاتهام بعد حادثة سقوط الطائرة الروسية، التى استخدمت من جانب الغرب لتأديب مصر اقتصاديًّا وترهيب السياح من قضاء عطلاتهم السنوية بالمنتجعات السياحية فى مصر، بزعم ضعف الإجراءات الأمنية بها خاصة فى مطاراتها.
الاتهامات الغربية لنا لاتزال مستمرة رغم أنه لا وجود لأدلة حقيقية وملموسة على ما يقال عن ضعف وترهل فى الأداء الأمنى بمطاراتنا، فى حين أن هناك أدلة واضحة لثغرات أمنية فى مطارات عالمية دون أن يتحرك ساكن لدى من انتقدوا مصر، ومن هذه الثغرات ما كشفه بيتر بيرجن، محلل شؤون الأمن القومى لدى شبكة CNN الأمريكية، وهو نائب رئيس مؤسسة الأبحاث السياسية «أمريكا الجديدة»، وأستاذ ممارس فى جامعة ولاية أريزونا الأمريكية، ومؤلف كتاب «مطاردة: مهمة العشر سنوات للبحث عن بن لادن.. من الحادى عشر من سبتمبر إلى أبوت أباد»، فالرجل طرح فى مقال نشره على موقع CNN الاثنين الماضى قال فيه، إن قلق المطلعين على بواطن الأمور فى مطار شرم الشيخ من احتمال تهريب قنبلة على متن طائرة «ميتروجيت» الروسية التى كانت متجهة من شرم الشيخ إلى سان بطرسبرج فى روسيا، يثير السؤال: هل يُمكن لمثل هذا الهجوم الداخلى أن يحدث فى الغرب؟.. الإجابة القصيرة هى أن الأمر وارد».
بيرجن فند إجابته بمعلومات خطيرة، منها أن هناك خمسة مواطنين أمريكيين متورطين فى جرائم إرهابية خطيرة منذ حادثة 11 سبتمبر يعملون فى مطارات رئيسية بالولايات المتحدة بعدة وظائف، وهؤلاء الخمسة جندتهم جماعات إرهابية مثل «داعش»، والجماعة الإرهابية الصومالية التابعة لتنظيم «القاعدة» الملقبة بـ«حركة الشباب»، وخلية جهادية خبيثة محلية مقرها فى ولاية كاليفورنيا، ومجموعة أخرى من هذا النوع فى مدينة نيويورك، بالإضافة إلى اكتشاف 73 عاملا بمطارات أمريكية باستطاعتهم الوصول إلى مناطق مؤمنة فى المطارات، والذين تم التعرف عليهم قبل ستة أشهر فقط من قبل المسؤولين فى وزارة الأمن الداخلى بأنهم فى قاعدة البيانات الاتحادية للإرهابيين المحتملين.
بيرجن قال أيضا: إن مشكلة المتطرفين العاملين فى المطارات وشركات الطيران لا تقتصر على الولايات المتحدة فقط، إذ تآمر فى العقد الماضى مواطنون بريطانيون عاملون فى مطار هيثرو وعلى متن الخطوط الجوية البريطانية مع عناصر من تنظيم «القاعدة».. هذه معلومات مؤكدة كشفها خبير أمريكى ونشرتها وكالة أمريكية لها ثقلها، ورغم ذلك لم تطالب دولة بإجلاء رعاياها من الولايات المتحدة، ولم تتحدث دولة عن الخروقات الأمنية فى المطارات الأمريكية، ولا عن الجماعات الإرهابية التى لها حضور فى المطارات الأمريكية، لم يتحدث أحد وركزوا على مصر التى لم يثبت رسميًّا كل ما قيل بشأنها حتى الآن.