لا حديث يعلو الآن فوق رحيل العالم المصرى الكبير أحمد زويل، الذى وافته المنية عن عمر يناهز 70 عامًا بالولايات المتحدة الأمريكية، الثلاثاء (2 أغسطس)، وكأن "المعمورة" جاءتها ريح عاصف خيم فيها الحزن والظلام لمفارقة جسده عالمنا الذى نعيش فيه، إلا أن "روحه الطاهرة" لم تمت، فهى حية تُرزق فى قلوب البشر أجمعين بعلمه وأبحاثه ومؤلفاته التى تخدم البشرية حتى يوم الدين.
ولد العبقرى المصرى أحمد زويل، فى 26 فبراير 1946 بمدينة دمنهور، وحصل على جائزة نوبل فى الكيمياء للعام 1999م، إذ إنه يُعد أول عالم مصرى وعربى يفوز بجائزة نوبل فى الكيمياء، حيث ابتكر نظام تصوير سريع للغاية يعمل باستخدام الليزر له القدرة على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها وعند التحام بعضها ببعض، والوحدة الزمنية التى تلتقط فيها الصورة هى فيمتو ثانية، وهو جزء من مليون مليار جزء من الثانية، كما نشر أكثر من 350 بحثًا علميًا فى المجلات العلمية العالمية المتخصصة مثل مجلة ساينس ومجلة نيتشر.
وأضيف أسم الدكتور زويل – رحمه الله - فى قائمة الشرف بالولايات المتحدة التى تضم أهم الشخصيات التى ساهمت فى النهضة الأمريكية، وجاء اسمه رقم 9 من بين 29 شخصية بارزة باعتباره أهم علماء الليزر فى الولايات المتحدة، كما حصل كبير العلماء العرب على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى من الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك عام 1995، وذلك بجانب حصوله على قلادة النيل العظمى وهى أرفع درجة تكريم مصرية تُمنح للعلماء الذين قدموا إسهاما مميزا ومؤثرا فى حياة المصريين.
وفى أبريل 2009، أعلن البيت الأبيض عن اختيار "عبقرى العالم" ضمن مجلس مستشارى الرئيس الأمريكى للعلوم والتكنولوجيا، والذى يضم 20 عالمًا مرموقًا فى عدد من المجالات، كما نجح فى إنشاء جامعة على مستوى عالمى فى مدينة 6 أكتوبر وهو مشروع زويل القومى للعلوم والتكنولوجيا.
سيظل العالم يشعر بالعرفان والامتنان لما قدمه عالمنا الجليل للبشرية جمعاء (أفتح هذا القوس لنؤكد أن الدكتور زويل كان نموذجا مشرفا لصورة مصر على مستوى العالم، وستبقى روحه حية تُرزق فى قلوبنا، تاركا ثروة علمه ينتفع بها العالم كله).