يقع بعض مستخدمى التواصل الاجتماعى من تعرضهم للنصب، خصوصا المستجدين ممن يصدقون كل ما يقدم لهم، وهناك طريقة معروفة من عصر «الإيميل» يتلقى الواحد رسالة من سيدة غالبا ترفق صورة جذابة، تحكى مأساتها، وأنها أرملة لزوج كان يعمل فى بنك أو فى البترول، وأنه توفى وترك ملايين، ثم تخبر صاحب الإيميل بعد مقدمة تشرح فيها كيف اختارته، لأنه شخصية عظيمة ومؤثرة وفاعلة، وتقول إنها تريد شريكا يساعدها فى استثمار الأموال الضخمة، ولأن هناك دائما طماعا ساذجا، البعض يقع ضحية ويصدق أنه عظيم ومعروف، وما إن يبدأ فى الرد ويرسل بياناته ورقم حسابه، أو تطلب منه مبلغا بسيطا لزوم الاستعداد لفتح الحساب.
القصة كلها نصب، ومعروفة من عصر «الماسنجر» وتزايدت مع «فيس بوك»، والمدهش أن هناك ضحايا يقعون قلى شراك النصاب الافتراضى. كل هذا يطرح مسألة أن هناك فرقا بين الحقيقة والشخصية الافتراضية، هناك عشرات وآلاف المستخدمين يستخدمون أسماء وصورا مستعارة، وأحيانا أسماء مشاهير، يزعمون ضياع أموالهم، ويطلبون تحويل مساعدة، وأحيانا يكون هذا عن طريق سرقة الحسابات، وحيلة أخرى تقوم على الابتزاز، حيث يتلقى الشخص كطلب إضافة من فتاة يقبل الطلب فتبدأ مرحلة الحوارات الخارجة بالفيديو، وتتحول الفيديوهات لأدوات ابتزاز «ادفع أو نفضحك».
بعض هذه القصص تحول إلى بلاغات، والبعض الآخر خضع للابتزاز خوفا من الفضيحة. وأعرف حالات كثيرة، بحكم الدراسة والاهتمام بسكان العالم الافتراضى، وبالرغم من أن هذه الحيل معروفة تكررت كثيرا، لكن هناك ضحايا، غالبا ما يكونون طماعين أو سذج وحمقى، يقعون فى الشرك، ولا يتعلمون من تجارب غيرهم.
ومنهم من يصدق أنه عبقرى وعظيم لمجرد أن مجهولا، أو مجهولة، قالوا له ذلك، وقد تكون عملية الاصطياد، عشوائية، أو تتم بعد دراسة الشخصية، خاصة هؤلاء الذين تكشف «بروفايلاتهم» وأدائهم أنهم مستعدون لتصديق أى نفخ فى ذواتهم. النصاب أو المبتز يداعب طمع ضحيته أو غرور الأحمق وذاتيته، وهى صفات متوفرة فى عالم افتراضى مزدحم، أقرب إلى الموالد التى تلم كل من هب ودب، وتكون مجالا للمتعة، وأيضا للنصابين بياعوا الوهم، لكنهم يجدون من هو مستعد لشراء التروماى والعتبة الخضرا لكن «أونلاين».