لا تقلق يا سيادة الرئيس.. هكذا قدر مصر عندما تملك قرارها واستقلالها وتقرر البناء والتعمير والتنمية الشاملة، عندما تتحدى القوى الاستعمارية وقوى الشر والإرهاب وتمضى فى طريق العمل وبناء المستقبل.
لا تقلق فسوف تستمر حروب الأكاذيب والشائعات من قوى الشر ومن مراهقى السياسة فى الداخل والخارج، لكن المهم هو الاستمرار فى العمل وصناعة الأمل وأن يعيش كل المصريين الحلم ويفترشون بساطة على كل قطعة فى مصر ليسكنوه ويسكنهم.
المهم يا سيادة أن يستمر العمل والإنجاز ضد الإحباط والتشكيك.. الشعب يريد الكل أن يعمل رئيس وحكومة وليس رئيس فقط.
كل هذه المشروعات القومية العملاقة هى إنجاز بكل المقاييس وسيجنى ثمارها الجيل القادم بعد أن تكون مصر قد حققت جزءا كبيرا من أحلامها، لكن يبقى أن يشعر المواطنون فى الشارع وفى المصالح الحكومية وفى الأسواق بإنجاز حكومى ملموس وواضح وصريح.
صناعة الأمل تبدأ من الشارع ومن المواطن البسيط عندما يشعر بأن هناك حكومة تعمل من أجله فى كل مكان يذهب إليه فى لقمة العيش أو إنهاء مصالحه البسيطة، فى المرور وفى الشهر العقارى وفى مديريات التعليم ومديريات الصحة والمحليات وغيرها، وعندما يمشى فى شوارع نظيفة وممهدة.
الناس معك يا سيادة الرئيس وتصدق بما تقوم به وتحلم بالكثير معك. لكن تريد حكومة من نوع آخر.. حكومة شجاعة وجريئة موجودة فى الشارع وفى كل مكان يذهب إليه المواطن البسيط.. حكومة لديها خيال سياسى وأفكار غير تقليدية فى مواجهه الأزمات والمشاكل.
نحتاج يا سيادة الرئيس إلى عمل وجهد حكومى بالتوازى مع ما نراه كل يوم من مشروعات وإنجازات لم تتحقق فى مصر منذ سنوات طويلة. حكومة تخرج للناس لشرح الحقائق ونشر المعلومات الصحيحة فى مواجهة الشائعات والأكاذيب وحروب الجيل الرابع أو الخامس.
عندما كانت مصر الستينيات تطلق المشروعات القومية الكبرى، كان هناك بناء لمدارس ومستشفيات ووحدات صحية وقصور ثقافة وأندية ومراكز شباب حتى يدرك الناس أن هناك حكومة تهتم بهم وتعمل من أجلهم ولذلك عاشوا مع عبد الناصر أحلامه ومعاركه وفشلت كل محاولات التيئيس ونشر الإحباط والتفتيت من قوى الشر والاستعمار القديم.