الحديث عن الفنان الكبير فريد الأطرش يتواصل دون ملل من كتاب «فريد الأطرش ومجد الفيلم الغنائى» للناقد والمؤرخ الفنى الدكتور نبيل حنفى محمود، وهو كتاب شديد الجاذبية.
يتوقف المؤلف أمام «عالمية موسيقى فريد» فيذكر أن أغنيته «يا زهرة فى خيالى» كانت هى اللحن العربى الأول الذى عبر حدود المنطقة العربية فى القرن العشرين ليتغنى به الناس فى الاتحاد السوفيتى، ويطبع على أسطوانة تجارية سعد العديد من الدارسين العرب بمشاهدتها فى متاجر «جوم» الشهيرة بمدينة موسكو.
يتحدث الكتاب عن أن ألحان فريد استمر انتقالها إلى الغرب فى عقد الستينيات من القرن العشرين وماتلاه من عقود، ففى صيف عام 1964 قدم الموزع الموسيقى العالمى الفرنسى «فرانك بورسيل»، ومن خلال إصدارات شركة «صوت سيدة» أسطوانة ضمت أربع مقطوعات موسيقية لفريد بعد إعادة توزيعها وعزفها على أوركسترا يعد هو الأكبر عالميا آنذاك، وكانت المقطوعات الأربع هى: حبيب العمر، نجوم الليل، ليلى وزمردة، وفى مطلع عام 1965 تغنت المطربة الفرنسية «مايا كازابيانكا» بأغنية «يا جميل يا جميل»، وهى من أغنيات فيلم «قصة حبى» وتم عرضه عام 1955، وتمت ترجمة الأغنية إلى اللغة الفرنسية مع الإبقاء على كلمة «يا جميل» فقط باللغة العربية.
فى عام 1962، وكما يذكر المؤلف: «عقدت مسابقة عالمية بتركيا لاختيار أحسن العازفين فى العالم على الآلات الشرقية، وجرت منافسات المسابقة على جميع الآلات الشرقية، عدا آلة العود، التى حجبت اللجنة المنظمة جائزتها لتهدى إلى فريد الأطرش، الذى لم يحضر المسابقة، لأنه، وطبقا لرأى اللجنة، هو الجدير بهذه الجائزة ولا أحد سواه»، وهذا بالإضافة إلى ترجمة بعض أغنيات فريد إلى ثمانى لغات، هى الفرنسية والإنجليزية والألمانية والتركية والكردية والفارسية واليابانية، وأخيرا العبرية، كما أخذ مطربون عالميون مثل داليدا وأنريكو ماسياس وفادى إسكندر مقاطع من أغنياته مثل «وياك» و«مش كفاية».
يتوقف المؤلف أمام فريد باعتباره «مطرب العروبة» ففوق أنه متعدد الأعراق فى نشأته، وحمله أربع جنسيات عربية «سورى، لبنانى، مصرى، سودانى»، فإن دعوته للوحدة العربية ظلت تتردد فى كثير من أعماله طوال مشواره الفنى.
يبقى القول، إننا أمام كتاب مهم فى مجاله، فرحلة فريد مع الأفلام الغنائية وهو موضوع الكتاب الأصلى تنبض بالكثير من الجمال والحيوية، وقراءته تفك لنا شفرات تقودنا إلى فهم عميق لما قدمه هذا الفنان العظيم.. انتهى.