فى دسوق المدينة التى عاش فيها الراحل الدكتور أحمد زويل سنوات الطفولة والصبا والشباب، كان عزاء شعبيا مهيبا من أهالى المدينة، الذى عاش بينهم الدكتور زويل سنوات طويلة فى رحلة التعليم والعلم منذ المرحلة الابتدائية وحتى تخرجه فى كلية العلوم بجامعة الإسكندرية.
فى رحاب العارف بالله إبراهيم الدسوقى أقيم العزاء، وفى رحاب الدسوقى تكون وجدان الدكتور زويل، وتكونت شخصيته وتأثر بالمناخ الروحانى المحيط به، فالمنزل الذى عاش فيه وأسرته لم يبعد سوى أمتار قليلة عن المسجد الإبراهيمى فى حى المستعمرة، فهنا عاش وهنا تعلم، وعلى ضفاف النيل كان يستذكر دروسه مثله مثل الآلاف من أبناء البسطاء.
جاء العزاء الشعبى وتدفق الناس من كل أرجاء المدينة لتقديم واجب العزاء فى ابن المدينة البار، ووقف تلاميذه من طلاب مدرسة أحمد زويل الثانوية للمتفوقين فى صدر العزاء بدار المناسبات بالمدينة فى استقبال الضيوف.
كان لى الشرف أن أكون المنسق لحملة تكريم الدكتور زويل بدسوق وشاهدت ما لم أتوقعه شخصيا من حجم الإقبال من الناس والترتيبات والتجهيزات التى جاءت على أعلى مستوى، وبما يليق بجلال المناسبة بفضل مجهودات عظيمة بذلها اللواء أحمد بسيونى زيد، رئيس مجلس مدينة دسوق لإخراج التكريم والعزاء بالشكل المناسب، ولم يهدأ طوال اليوم للإشراف بنفسه على الترتيبات والتجهيزات ومعه فريق متناسق من الجهاز التنفيذى للمدينة ورجال العلاقات العامة والإعلام.
الحضور الرسمى كان لافتا، وفى مقدمته اللواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ، والدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة، واللواء سامح مسلم مساعد وزير الداخلية، ومدير أمن كفر الشيخ، ومحمد الصيرة السكرتير العام لمحافظة كفر الشيخ، واللواء أحمد بسيونى مساعد محافظ كفر الشيخ، ورئيس مركز ومدينة دسوق، ورؤساء المدن على مستوى محافظة كفر الشيخ، سيد أحمد عيسى عضو مجلس النواب، والزميل أحمد المسلمانى، وشقيقات الفقيد والعديد من أفراد عائلته، كما شارك فى العزاء وفد كبير من رجال الأزهر والأوقاف، على رأسهم الدكتور سعد الفقى.
كان اللافت حضور وفد من حزب النور، بقيادة الدكتور خالد علم الدين، واجب العزاء، وهو حضور كان موضع تقدير من الناس، وحمل معه دلالات ذات معنى سياسى ودينى بعد الفتاوى الشاذة التى خرجت لتحرم تقبل العزاء فى العالم الجليل الراحل.
فى الواقع لم أتخيل شخصيا أن يأتى العزاء الشعبى فى دسوق بهذا المستوى الراقى من التنظيم والترتيب والحضور، لكنه فى رأيى كان استفتاء شعبيا على مدى حب الناس وتقديرهم للفقيد الراحل.
رحم الله الدكتور زويل، وكل الشكر والتقدير لأهالى دسوق، ومحافظ كفر الشيخ، ورئيس المدينة صاحب المجهود الكبير.